ابليس وصنع الخمر :
عن زرارة عن الصادق عليه السلام قال : لما هبط نوح عليه السلام من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ، ثم رجع الى اهله فجاء ابليس لعنه الله فقلعها ، ثم ان نوحا عليه السلام عاد الى غرسه فوجده على حاله ووجد النخلة قد قلعت ووجد ابليس عندها ، فاتاه جبرئيل عليه السلام فاخبره ان ابليس لعنه الله قلعها ، فقال نوح عليه السلام لابليس لعنه الله : ما دعاك الى قلعها فوالله ما غرست غرسا احب الي منها ، ووالله لا ادعها حتى اغرسها ، وقال ابليس لعنه الله : وانا والله لا ادعها حتى اقلعها ، فقال له : اجعل لي منها نصيبا ، قال : فجعل له منها الثلث ، فابى ان يرضى فجعل له النصف فابى ان يرضى وابى نوح عليه السلام ان يزيده ، فقال جبرئيل عليه السلام لنوح يا رسول الله احسن فان منك الاحسان ، فعلم نوح انه قد جعل الله له عليها سلطانا ، فجعل نوح له الثلثين ، فقال ابو جعفر عليه السلام : فاذا اخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان نصيب الشيطان ، فكل واشرب حينئذ. (1)
وقال الصادق عليه السلام ايضا : ان ابليس نازع نوحا في الكرم فاتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : ان له حقا فاعطاه ، فاعطاه الثلث فلم يرض ابليس ، ثم اعطاه النصف فلم يرض ، فطرح جبرئيل نارا فاحرقت الثلثين وبقي الثلث ، فقال : ما احرقت النار فهو نصيبه ، وما بقي فهو لك يا نوح. (2)
_____________________________________________________
1 ـ فروع الكافي ج 2 ص 189 ، البحار : ج 11 ص 293.
2 ـ نفس المصدر.