الرئيسية / الاسلام والحياة / المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

نتائج ظلم المرأة في الغرب

في الغرب، نجد أنّ عذابات المرأة طيلة القرنين الأخيرين قد ازدادت ولم تقلّ[1]. (وقد) نتج عن هذه القضية (قضيَّة المرأة) تبعات مؤلمة جداً على صعيد المجتمعات البشرية: كقضية تهاوي بنيان الأسرة، قضية الإحصاءات المبكية المؤسفة المتعلّقة بالمُتاجرة بالنساء[2] (وغيرها):

 

1- تهاوي بنيان الأسرة:

إنّ أُولى، أو ربّما إحدى أوائل النتائج السلبيّة لهذا الأمر( لظلم المرأة في الغرب)، هي تلاشي العائلة، فقد تهاوى بُنيانها، وعندما يتزلزل بُنيان العائلة في مجتمعٍ ما ويتهاوى، تتأصّل المفاسد[3].

 

هذا الفساد والتحلّل، الذي تفشّى في الغرب، بسبب الحرية المفرطة للمرأة على مدى عقود عديدة، بحيث أثار الهلع حتّى لدى المفكّرين الغربيين، وأوجد الرعب والاستياء لدى الحريصين والمُصلحين والعقلاء والخيّرين في البلدان الغربية، إلاّ أنّهم باتوا عاجزين عن الوقوف بوجهه. أولئك كانوا يبتغون تقديم خدمة للمرأة إلاّ أنّهم ألحقوا بها أكبر الضرر، لأنّ إشاعة الفساد والتفسّخ الخُلقيّ والحرية المطلقة في العلاقات بين الرجل والمرأة أدّى إلى زعزعة بناء الأسرة.

 

الأسرة التي يستطيع الزوج فيها إطفاء لهيب شهوته الجنسية في المجتمع بدون أية قيود، ويُباح للزوجة الاتّصال برجال من شتّى المشارب بلا أية مؤاخذة، لا يكون فيها الزوج زوجاً صالحاً ولا الزوجة كذلك، ومن هنا ينهار صرح الأسرة.

 

إحدى المعضلات الكبرى التي تعاني منها البلدان الغربية اليوم كثيراً، وأودت بها إلى الوقوع في منحدرات سلبية حادّة، هي مشكلة الأسرة. وهذا ما جعل كلّ من يرفع شعار إصلاح الأسرة شخصاً محبوباً

 

ويحظى عندهم ـ خاصة بين النساء ـ بمكانة مرموقة. ويُعزى سبب ذلك إلى شدّة ما يكابدونه من عناء جرّاء انهيار العلاقة الأسريّة، ولأنّ الأسرة فقدت هناك، وللأسف، موجبات الأمن والاستقرار لكلا الزوجين وخاصّة المرأة، فتلاشى الكثير من الأسر، وبقيت نساء كثيرات يعشن بمفردهنّ إلى آخر حياتهنّ، ولا يجد أكثر الرجال امرأة يرتضونها وتنال إعجابهم، ويفشل الكثير من حالات الزواج في سنواتها الأولى.

 

الأسس القوية والجذور العميقة التي تتّصف بها الأسرة في بلداننا قلّما تتوفّر اليوم لدى الأسر في تلك البلدان، ويندر جداً في الغرب وجود الأسرة التي يكون فيها الجدّ والجدّة والأحفاد والأقارب وأبناء العمّ وبنات العمّ وسائر فروع العائلة إلى جانب بعضهم بعضاً ويعرفون بعضهم بعضاً، وليس لدى الزوج والزوجة هناك الإخلاص اللازم أحدهما للآخر[4].

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركات في المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلامية، بمناسبة المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلاميّة، في طهران، بحضور المشاركات في المؤتمر (من 84 دولة)، بتاريخ 11/07/2012م.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت عليهم السلام، بمناسبـة ذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من الشعراء والمدّاحين، بتاريخ 01/05/2013 م.

[3] م.ن.

[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.

شاهد أيضاً

مفاجآت القرن الـ 21: ملحمة فلسطين وأسطورة إيران

ناصر قنديل يبدو القتال الأميركي الإسرائيلي والغربي عموماً لإنكار صعود العملاق الإيراني وإبهار الملحمة الفلسطينيّة ...