الرئيسية / الاسلام والحياة / المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

 

مسؤولية الزوج والأسرة تجاه المرأة

إنّ احترام المرأة وتكريمها اليوم مسألة ينبغي إعطاؤها اهتماماً وعناية خاصَّيْن. على الرجال، سواء رجال العائلة كالآباء والإخوة والأزواج، أو الرجال في محيط عملها ، أن يتصرّفوا معها بكلّ احترام ومحبّة، إلى جانب النجابة والعفّة. لذا يجب وضع الخُطط والبرامج من أجل حفظ قضية تكريم المرأة، ووضوح واجباتها، واجباتنا تجاهها.

 

ولحسن الحظّ فإنّ يوم المرأة، متزامن[1] ويوم مولد سيّدة نساء العالمين السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام. وعليه إذا استطعنا أن نفكّر بشكل صحيح، ونقرّر بشكل صحيح، ونعمل بشكل صحيح، في قضيّة المرأة والعائلة والأمّ والزوجة، فيمكننا حينها أن نطمئنّ إلى مستقبل البلاد[2].

 

إنّ أيّة امرأة متى نشأت على هذه التربية وحيثما كانت وفي أية أُسرة كانت، يمكنها بلوغ العظمة التي لا تختصّ بعصر صدر الإسلام، بل يتيسّر بلوغها حتّى في عهود الكبت وفي عهود تسلّط الكفر. وكل أُسرة تربّي فتاتها تربية سليمة، تصبح تلك الفتاة أمرأة عظيمة[3].

 

مسؤوليّة المرأة تجاه قضيّتها

أيّتها النساء الكريمات، وخاصّة الفتيات منكنّ، حيث أمامكنّ عمر أطول، ينبغي أن تسخّرن الإمكانات التي خلقها اللّه في هذا العالم من أجل تكامل الإنسان، فيجب معرفتها معرفة دقيقة ومعرفة السبيل المؤدي إليها، فأنتنّ إذن بحاجة إلى التفكير في هذا. وأمامكنّ أيضاً قضية المجاهدة لرفع الحيف عن المرأة، ولا بدّ لكُنَّ من معرفة الآراء المعروضة، وما هو الضروريّ، وما هو الضارّ منها[4].

 

إنّ مسألة المرأة مسألة مهمّة، وأفضل من يستطيع أن يتابع هذه المسألة ويحلّها هم السيّدات أنفسهنّ. ونحن لا نعاني نقصًا أبدًا في تعداد السيّدات المتعلّمات والمثقّفات وذوات الفكر النيّر

والاستعداد، وذوات البيان الحسن والقلم المعبّر والحسّ المبادر، بحمد الله، هنّ اليوم كثيرات جدًّا في بلدنا. وكما ذكرت لم يكن لدينا أبدًا، وفي

 

أيّ مرحلة من تاريخ بلدنا، كلّ هذه النسبة من النساء المتعلّمات والحكيمات، والشخصيّات البارزة، والشاعرات والباحثات والمحقّقات في الفروع المختلفة. لحسن الحظّ، هنّ كثيرات اليوم ببركة النظام الإسلاميّ، وبركة الإسلام، وبركة الجمهوريّة الإسلاميّة، وببركة تلك النظرة الواضحة المنيرة التي تحلّى بها الإمام الخمينيّ قدس سره بالنسبة إلى قضيّة المرأة. ولم نمتلك مثل هذا الوضع أبدًا في السابق في بلدنا.

 

يجب… النظر إلى الإرشادات الإلهيّة وترك النظر إلى التعاليم الماديّة التي يحملها ويروّج لها الغربيّون والأميركيون حاليًّا، وبالمناسبة، فإنّهم وقحون جدًّا – وكأنّ لهم دَينًا على الآخرين يطلبونه – وفارغون جدًّا أيضًا! وإذا خالف أحدٌ أفكارهم وكلامهم، فإنّهم يهاجمونه إعلاميًّا، ولكن ينبغي عدم الاعتناء بهم، يجب أن تتقدّمن، بإذن الله[5].

[1] في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت عليهم السلام، بمناسبـة ذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من الشعراء والمدّاحين، بتاريخ 01/05/2013م.

[3] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.

[4] م.ن.

[5] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء مجموعة من النساء النخبة، بمناسبة ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من النساء النخبة في المجتمع، بتاريخ 19/04/2014م.

مسؤولية الإعلام تجاه المرأة

من أجل تقدّم وتطوّر ما عرضناه حول المرأة، وما سمعناه منكنَّ، وما يُفكَّرُ فيه، يستوجب أن يكون لمؤسّسة الإذاعة والتلفزيون دور كبير، وهم يستطيعون ذلك. تستطيع مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، أن تقوم بعمل ثقافيّ تجعل فيه السيّدات المؤمنات، الفعّالات،

 

 

المجاهدات في سبيل الله، المحجّبات، المتمتّعات بخصائص المرأة المسلمة، محترمات ومُكرّمات في المجتمع.

 

بينما يريد الآخرون حصول عكس ذلك. وللأسف فإنّ بعض البرامج في مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون يصب في خانة أولئك الجماعات، ويجب العمل عكس ذلك، أعني أن تكون المؤسّسة 100 % في خدمة هذا الفكر[1].

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من السيّدات الحوزويّات والجامعيّات، بمناسبـة ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في طهران، بحضور جمع من السيدات والحوزويات والجامعيات، بتاريخ 11/05/2013م.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...