شعراء قالو في رثاء الامام الرضا(عليه السلام)
11 فبراير,2019
الشعر والادب, صوتي ومرئي متنوع
3,377 زيارة
ابن المشيَّع المدني
عدّه ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المتّقين، وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن تميم القرشيّ عن أبيه عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: قال ابن المشيّع المدنيّ رضي الله عنه يرثي الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه :
يـا بـقـعـةً مات بـها سيّدٌ
ما مِثْلُه فـي الناس مـن سيّدِ
مات النـوى من بعده والندى
وشـمّر الموتُ به يـقـتـدي
لازال غـيـثُ الله يـا قبـرَه
عليك مـنه رائـحـاً مغتـدي
كـان لـنا غـيـثاً به نرتوي
وكـان كـالنجم بـه نهتـدي
إنّ عليّـاً ابن مـوسى الرضا
قد حـلّ والسـؤددُ في مَلحدِ
يـا عـيـنُ فـابكي بدم بعده
على انقراض المجد والسُّؤددِ
أبو فراس الحمدانيّ
هو الأمير الحارث بن سعيد بن حمدان الحمدانيّ الثقفيّ، وُلد بمنبج في الشام سنة 320هـ. وقُتل سنة 357هـ. وقد كان شخصيّةً لامعة في عصره، أدباً وفضلاً وكرماً ومجداً وبلاغةً وفروسيةً وشجاعةً، وقد ذكر الامام الرضا عليه السّلام فقال:
باؤوا بقتل الرضـا مِن بَعد بيعتِه
وأبصروا بعض يوم رُشدَهم وعَمُوا
عصابة شَقِيت من بعد ما سـعدت
ومعشر هلكوا من بعد مـا سلموا
لابيعةً ردعتهـم عـن دمـائهـمُ
ولا يـمينَ ولا قـربـى ولاذِمـمُ
الشيخ سلمان البحرانيّ التاجر
هو الأديب الشيخ سلمان بن الحاج أحمد بن عبّاس البحرانيّ الملقّب بالتاجر، له يرثي الإمام عليَّ بن موسى الرضا عليه السّلام:
إنْ تكن طوسُ ذي مقامَ ابن موسى
فـمـن الشـوق فُكَّ فيها الحبيسا
والثُمِ الأرض بـالشـفاهِ ولا تخـ
ـشَ بلثم الأعتـاب ضُرّاً وبُؤسا
واخلع الـنـعـل إن دخلتَ عليه
ففـِنـاه يـجـاوز الـتـقديـسا
ثمّ عفِّرْ خدّيك مـن حول رمس
َضمّ فيه شبيهَ مـوسى وعـيسى
ثـمّ قـل طيـَبةٌ لنا بكَ تبـكـي
حيث أوحشتَ ربعها المـأنوسا
وأنارت طوسٌ بوجهك إذ جئــ
ـت إليها فلم تَرَ التـغـليـسـا
كـم بـآفاقها مـعـاجـزُ غـرٌّ
كنتَ أظـهـرتَها فكانت شموسا
فعلام الخطوب ألـبـستـها ثو
ب حِدادٍ وأمسِ كانت عروسا؟!
غـيل فيها الرضا عليٌّ، ولكـن
غيل فيه موسى الكليمُ وعيـسى
خان فيه المأمون عهداً وثـيـقاً
مـعهدُ الدرس فيه عاد دريـسا
هـل درى أنّه بـسمّ ابن موسى
غـال نـفـساً أمات فيها نفوسا
أوَ يدري مَن العلوم دهى فيــ
ـه بطمس معقـولها المحسوسا
جعلـت تـنـدب المعالي معاليه
وتُـنهي الدروسُ فيه الـدروسا
أشجع السُّلَميّ
هو أشجع بن عمرو السلميّ أبوالوليد من ولْد الشريد بن مطرود السلميّ، كان شاعراً مفلّقاً، له يرثي الرضا عليه السّلام وقيل: لمّا شاعت غيّر أشجعُ الفاظَها فجعلها في الرشيد:
يا صاحبَ العيس تحدي في أزمتها
إسمَعْ وأسمِعْ غداً يا صاحب العيسِ
إقرَ السـلامَ على قبر بطوسَ ولا
تَقرى السلامَ ولاالنعمى على طوسِ
فقد أصـاب قلوبَ الـمسلمين بها
روعٌ وأفرخ فيها روح ابـلـيسِ
إختَلَست واحـدَ الـدنـيا وسيّدنـا
فـأيّ مختلَس منّـا ومخـلـوسِ
بؤسـاً لـطوس فما كانت منازلها
مـمّا تـخوّفه الأيّـام بـالبـؤسِ
لايـومَ أولى بتحريق الجيوب ولا
لطم الخدود ولا جدع الـمعاطيسِ
من يوم طوسَ الذي ثارت بروعته
لنـا النعـاة وأفواه الـقراطيـسِ
حقـاً بأنّ الرضا أودى الزمانُ به
ما يطلب المـوت إلاّ كلَّ منفوسِ
ذا اللحظتين وذا اليـومين مفترِش
رمساً كآخرَ في يومـين مرموسِ
بـمطلع الشمس وافتْه مـنيّـتُـه
مـا كان يومُ الردى عنه بمحبوسِ
يـا نـازلاً جـدَثاً في غير منزله
ويا فريسةَ يوم غـير مـفروسِ
لبستَ ثوب البلى أعززْ عـليّ به
لبْساً جديداً وثوباً غير مـلبـوسِ
صلّى عليك الذي قد كنتَ تعبـده
تحت الهواجر في تلك الأماليسِ
لولا مناقضة الدنيا مـحاسنَهـا
لما تقايسهـا أهـلُ الـمقايـيسِ
أسكـنك اللهُ داراً غير زائـلـةٍ
فـي منزلٍ برسول الله مأنـوسِ
wilayah_.info# 2019-02-11