الرئيسية / بحوث اسلامية / أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم 2

أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم 2

أكد ( قدس سره ) على مغزى سر انتصار المسلمين في صدر الإسلام الأول رغم قلة

عددهم وتواضع إمكانياتهم ، وانكسارهم في الوقت الحاضر مع عظم إمكانياتهم
وكثرة عددهم بقوله :
يا مسلمي العالم ماذا دهاكم فقد دحرتم في صدر الإسلام بعدة قليلة جدا
القوى العظمى ، وأوجدتم الأمة الكبرى الإسلامية الإنسانية ، واليوم وأنتم تقربون
من مليار إنسان ، وتملكون مخازن الخيرات الكبرى التي هي أكبر حربة ، تقفون
أمام العدو بمثل هذا الضعف والانهيار ، أتعلمون أن كل مآسيكم تكمن في التفرقة
والاختلاف بين زعماء بلدانكم وبالتالي بينكم أنتم أنفسكم .
وقال أيضا : إثارة الاختلافات بين المذاهب الإسلامية من الخطط الإجرامية
التي تدبرها القوى المستفيدة من الخلافات بين المسلمين ، بالتعاون مع عملائها
الضالين بمن فيهم وعاظ السلاطين المسودة وجوههم أكثر من سلاطين الجور
أنفسهم ، وهؤلاء يؤججون نيران هذه الاختلافات باستمرار ، وكل يوم يرفعون
عقيرتهم بنعرة جديدة ، وفي كل مرحلة ينفذون خطة لإثارة الخلافات ، آملين
بذلك هدم صرح الوحدة بين المسلمين من أساسه .
وهكذا فإن الصورة تبدو أكثر وضوحا عند قراءة سلسلة خطب الإمام
الخميني وتوصياته المستمرة إلى عموم المسلمين وخصوصا في مواسم الحج التي
تؤلف أفضل تجمع إسلامي تشارك فيه أعداد ضخمة من المسلمين ، ومن شتى بقاع
المعمورة في مؤتمر ضخم لا بد من أن يكرسه المسلمون لتدارس أمورهم وعلاج
مشاكلهم ومناقشة معتقداتهم ، حيث إن الإمام ( قدس سره ) كان يواظب على إثارة هذه
الأمور الحساسة والمهمة في حياة الإسلام والمسلمين ، ولم يدخر في ذلك جهدا .
كما أن الاطلاع على فتاوى الإمام – رضوان الله تعالى عليه – يكشف بوضوح
عن عمق توجهه إلى هذا الأمر الحيوي والدقيق ، وتأكيده عليه .
فمن توجيهاته ( قدس سره ) إلى الحجاج نورد هذه الملاحظات المختصرة :
قال : يلزم على الإخوة الإيرانيين والشيعة في سائر البلدان الإسلامية أن
يتجنبوا الأعمال السقيمة المؤدية إلى تفرقة صفوف المسلمين ، ويلزم الحضور في
جماعات أهل السنة ، والابتعاد بشدة عن إقامة صلاة الجماعة في المنازل ووضع
مكبرات الصوت بشكل غير مألوف وعن إلقاء النفس على القبور المطهرة وعن
الأعمال التي قد تكون مخالفة للشرع .
يلزم ويجزي ( أي يكفي ) في الوقوفين متابعة حكم القاضي من أهل السنة ، وإن
حصل لكم القطع بخلافه .
على عامة الإخوة والأخوات في الدين أن يلتفتوا إلى أن واحدا من أهم أركان
فلسفة الحج إيجاد التفاهم وترسيخ الأخوة بين المسلمين .
وغير ذلك من الفتاوى المهمة التي ندعو جميع المسلمين إلى مطالعتها والتأمل
فيها .
وعلى هذا الخط المبارك واصلت الجمهورية الإسلامية مسارها في الدعوة إلى
وحدة كلمة المسلمين بعد رحيل الإمام الخميني – رضوان الله تعالى عليه – وأخذت
تؤكد عليه في كل مناسبة ومكان على لسان قائدها سماحة آية الله السيد علي
الخامنئي – حفظه الله – وباقي مسؤوليها ، ولم تدخر جهدا في العمل على إقامة هذا
الأمر الشرعي المهم والدفاع عنه ، من خلال توجيهاتها المستمرة في هذا المنحى أو
دعمها غير المحدود لكل الجهود المخلصة في هذا الميدان .
وأخيرا . . فإن هذا الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم – وهو بقلم الباحث
القدير الشيخ جعفر السبحاني – دعوة للتأمل ضمن الحدود التي أشرنا إليها في
حديثنا ، وهي بالتالي تعكس صورة صادقة عن حجم الهجمة الكافرة التي أرادت
تمزيق الأمة ودفعها إلى التشتت ، وبيان ما أخذت من مساحة واسعة في فكر هذه
الأمة ومعتقداتها .
بلى لسنا في معرض الدفاع عن الوجود المقدس لهذه الشريعة السماوية
فحسب ، بل ابتغينا إزاحة اللثام وإماطة الخبث عن الدسائس الخبيثة التي تريد
بالأمة الهلاك .
وقد قامت معاونية شؤون التعليم والبحوث بنشره ، حتى يعم نفعه ويتعرف
المسلمون على الشيعة عن كثب .
والله تعالى من وراء القصد .
معاونية شؤون التعليم والبحوث الإسلامية في الحج

3e049af9-a64b-493e-91a8-10c0532475d0

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...