المرأة والأسرة
4 يونيو,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
3,557 زيارة
كيف ظلمت المرأة في الغرب؟
تعرّضت المرأة سابقاً[1] إلى الظلم. ولكنّ الظلم العامّ والشامل يختصّ بالفترة الأخيرة، وهو ناجم عن الحضارة الغربيّة، حيث اعتبروا المرأة وسيلة لالتذاذ الرجال، وأطلقوا على ذلك اسم حرّية المرأة!
بينما الحقيقة هي أنّ ذلك هو حرّية للرجال الطائشين من أجل التمتّع بالمرأة[2].
إنّ الغربيين، وطيلة هذه القرون الثلاثة الأخيرة، قد وضعوا لجميع جرائمهم أسماءً جميلة. فعندما كانوا يقتلون ويستعبدون وينهبون الثروات، وعندما كانوا يفتعلون الحروب المفروضة بين الشعوب وغيرها من الجرائم، كانوا يضعون على كلّ واحدةٍ منها أسماءً برّاقة وخدّاعة، كأسماء الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وأمثالها. إنّ إطلاق اسم الحرية على التوجّه الموجود في الثقافة الغربية للمرأة، هو اسمٌ كاذب، فهذه ليست حرية. إنّ أساس ثقافة الغرب مبنيّ على جعل المرأة بضاعةً لمتعة الرجل في المجتمع (كما ذكرنا مراراً). فالترغيب والحثّ على التعرّي يعود إلى هذه الجهة. إنّ نظرة الغرب إلى المرأة هي نظرة منحطّة وناقصة ومضلَّلة وخاطئة[3].
إنّ السياسة الغربية توجِّه أكبر ضربة وإهانة لكرامة المرأة، حتّى هؤلاء النسويون (الفمينيزم)[4] والمتشدّدون – ولديهم مستويات وطبقات مختلفة – يوجّهون ضربة للمرأة من حيث لا يشعرون، فهم
يتصرّفون من باب حسن الظنّ – أي إنّ العاملين في هذا المجال حسب الظاهر لا يفهمون ماذا يفعلون، ويحتمل أن يكون صنّاع السياسات والمخطّطون للبرامج خلف الكواليس على علم كامل بما يفعلون.
كما أنّ هذا الاحتمال قد ورد في بروتوكولات بني صهيون[5] بشكلٍ كامل، حيث إنّ تضييع جنس النساء وجعلهن مظهراً للاستغلال الشهوانيّ للرجال قد ذُكِر في موادّ ذلك الكتاب[6].
وهنا قد يأتي شخص ويُشكّك في سند واعتبار هذه البروتوكولات، لكن عندما يشاهد الإنسان المؤسّسات الصهيونية والشبكات الإعلانية الصهيونية يُدرك أنّ هذا الأمر يتمّ تنفيذه بشكل عمليّ، فهو وإن لم يصبح واجباً بالنسبة لهم، لكنّهم التزموا بهذا العمل وهم ينفّذونه، يهملون المرأة ويحقّرونها، أي إنّهم قاموا بتثبيت رسوم وأعراف وعادات لا تقبل المخالفة ولا التجرؤ عليها. (فعندهم مثلاً) ينبغي للرجل في أيّ مجلس عامّ (لقاء رسميّ)، أن يرتدي بزّة رسمية، وأن يضع “بابيون” ويقفل ياقة البزّة ويسدل كمّيه حتّى المعصمين، وليس له أن يرتدي بنطلوناً قصيراً ولا قميصاً قصير الأكمام، ولكن على السيدة في ذلك اللقاء الرسميّ نفسه أن تُظهر أقساماً من جسدها بشكل عارٍ، وإذا حضرت بلباس كامل فهذا محلّ إشكال! إن لم تكن متبرّجة ومتزيّنة فهذا محلّ إشكال! لقد أصبح هذا عرفاً، ويفتخرون به أيضاً.
يوجد في الغرب، وخاصّة في أميركا وفي شماليّ أوروبا – البلدان الإسكندنافية – مراكز مهمّة، عملها الأصليّ هو عرض النساء للرجال، ويتمّ الإعلان عن هذا في الصحف والمجلات، ولا أحد يعترض! أصبح هذا عرفاً وعادة. فأيُّ ضربة أشدّ على النساء من هذا؟! أن يتمّ صناعة نموذج للنساء على تلك الشاكلة – لنسائهم هم وللبلدان التي تتبعهم وليس لنسائنا – فهذا من أشدّ الضربات التي يوجّهونها حالياً. إنّ الغرب في مسألة المرأة والأسرة يعيش في ضياع وضلالٍ عميق، لا الأسرة فقط، بل الأمر يتعلّق بشخصية المرأة وهويّة المرأة، والغرب واقع في ضلالٍ عجيب[7].
[1] أُنظر العنوان السابق حيث أشار الإمام الخامنئي دام ظله إلى كيفية ظلم المرأة وموقعية المرأة في الثقافة الغربية.
[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة مولد الصديقة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جموع من أعضاء المراكز والجامعات الثقافية والسياسة وأسر الشهداء، بتاريخ 21/06/1413هـ.ق.
[3] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركات في المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلامية، بمناسبة المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلاميّة، في طهران، بحضور المشاركات في المؤتمر (من 84 دولة)، بتاريخ 11/07/2012م.
[4] النسوية: هي مجموعة مختلفة من النظريات الاجتماعيّة، والحركات السياسية، والفلسفات الأخلاقية، التي تحرّكها دوافع متعلّقة بقضايا المرأة.
[5] بروتوكولات حكماء صهيون أو قواعد حكماء صهيون هي وثيقة تتحدث عن خطة لغزو العالم أُعدّت من قِبَل اليهود، وهي تتضمن 24 بروتوكولاً.
[6] ورد في البروتوكول الاول من الكتاب: علينا إغواء الناس بالخمر والمجون المبكر عن طريق وكلائنا وتابعينا من المعلمين، والخدم في البيوتات الغنية، والنساء في أماكن اللهو، بالإضافة لمن يُسمّين “نساء المجتمع” والراغبات من زملائهن في الفساد والترف.
[7] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركين في الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة في موضوع المرأة والأسرة، بمناسبة إقامة الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة، في طهران، بحضور جمعٌ من العلماء والمفكّرين والمسؤولين والنخب، بتاريخ14/01/2012م.
2019-06-04