المرأة والأسرة
14 نوفمبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
682 زيارة
3– وجوب الردّ على الاتّهامات الغربيّة:
في هذه الاثنتين والثلاثين عاماً، لطالما كانت مسألة المرأة على رأس لائحة الاعتراض علينا من قبل الأعداء. منذ بداية الثورة، اعترضوا علينا وجعلوها في مستوى الإرهاب ونقض حقوق البشر. يومها لم يكن معلوماً (بالنسبة لهم) كيف سيتعامل المجتمع الإسلاميّ مع جنس النساء. بدأوا بحملتهم: الإسلام ضدّ المرأة، الإسلام هو هكذا وهكذا. وبالطبع فإنّهم لا يزالون مستمرّين في هذا حتّى اليوم.
حسناً، كان علينا أن نواجه وندافع. في المقابل، لا يمكن الاستخفاف بالرأي العامّ العالميّ، فلا يمكن اعتبار الجميع مُغرضين، وليس الكلّ خبيثاً، الخباثة خاصّة بمجموعة معيّنة، من السياسيين وصنّاع السياسة والمخطّطين وأمثالهم، ينبغي لنا أن لا نسمح بأن يصبح عامّة الناس عرضة لهذا التضليل الكبير، لذا ينبغي أن نتصدّى.
علينا أن نذكر أيضاً، أنّ الغرب يتهرّب عمداً من طرح مسألة الأسرة، في جميع الأبحاث التي يجرونها، هناك بحث حول المرأة ولكن لا يوجد أثر لبحث الأسرة. إنّ الأسرة هي نقطة ضعف الغرب. إنّهم يطرحون مسألة المرأة ولكن لا يذكرون حتّى اسم الأسرة، مع أنّ المرأة ليست منفصلة عن الأسرة، وبناءً على هذا، فإنّ التصدّي لهذه المسألة أمر ضروريّ[1].
منهجيّة البحث في القضيّة
1- التمسّك بالأحكام والأسس الإسلاميَّة:
لا بدّ من انبثاق حركة في المجتمع الإسلاميّ وفي مجتمعنا لإحقاق حقوق المرأة، ولكن بشرط أن تقوم على أساس إسلاميّ ولأهداف إسلامية[2].
ونحن اليوم إذا شئنا إيجاد حركة حقيقية وأساسية للمرأة في بلدنا ليتسنّى لها بلوغ مكانتها المنشودة، لا بدّ من أن نأخذ الأحكام الإسلامية بعين الاعتبار ونستلهم منها ما ينبغي لنا فعله، فأحكام الإسلام هي التي تحدّد لنا مسارنا، كما وأنها تتّسع لكلّ أسلوب عقلائيّ وترتضيه. فإن كانت ثمة تجربة مقبولة في موضع ما، فلا بأس بالاستفادة من تجارب الآخرين، على أن لا يكون فيها تقليد[3].
2- تحديد الغاية والهدف والشعارات[4]:
(السؤال الأول) لا بدّ من استيعاب الهدف الذي نسعى إليه من وراء إحقاق حقّ المرأة، أو توفير الظروف الكفيلة بتكاملها ورفع الظلم عنها أو الحديث عن أوضاعها، وما هي الغاية التي نرمي إليها عبر هذه المساعي والكتابات والأقوال والتشريعات القانونية. هذا سؤال لا مناص من الإجابة عنه.
السؤال الثاني هو ما هي الشعارات والأدوات الكفيلة بإيصال المرأة إلى مكانتها الحقيقية؟ إنّنا نلاحظ اليوم في البلدان الغربية والبلدان السائرة في ركب الثقافة الغربية شيئاً باسم حركة الدفاع عن حقوق المرأة، فهل ما نشاهده اليوم في إيران الإسلامية هو عين ما يجري هناك، أو مشابه له، أو مغاير له؟ يجب أن يعرض في هذا الصدد سؤال جادّ ويلقى الجواب الجادّ.
(إنّ) الهدف من السعي الثقافيّ والحقوقيّ لإيصال المرأة إلى المرتبة المنشودة على الصعيدين الاجتماعيّ والفرديّ، يمكن أن يُصوّر بأحد الوجهين:
الأول: أن نسعى ونكافح ونكتب من أجل بلوغ المرأة كمالها، أي أن تنال المرأة في المجتمع حقوقها الإنسانية والحقيقية أولاً، وثانياً من أجل ازدهار طاقاتها ولتبلغ نضجها الحقيقيّ والإنسانيّ، لتصل في نهاية المطاف إلى كمالها الإنسانيّ، ولتتّخذ المرأة في المجتمع صورتها الإنسانية الكاملة وتصبح إنسانة قادرة على المساهمة في تقدّم الإنسانية وتقدّم مجتمعها، ولتعمل، في حدود إمكاناتها، لتحويل العالم إلى بناء مزدهر وجميل.
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
2019-11-14