المرأة والأسرة
14 مايو,2020
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
694 زيارة
المرأة والدور السياسيّ
الدور السياسيّ للمرأة[1]
إنّ الإسلام يعتبر بيعة المرأة أمراً ضرورياً وقضية حيوية على صعيد القضايا السياسية والاجتماعيّة.
وبإلقاء نظرة على العالم الغربيّ وتلك البلدان الأوربية التي تدّعي جميعها الدفاع عن حقوق المرأة ـ وهي أكاذيب في مجملها ـ فإنّنا نجد أنّ المرأة، وحتّى العقود الأولى من هذا القرن، لم يكن لها حقّ في إبداء الرأي، ولا في الانتخاب، بل وحتّى لم يكن لها حقّ في الملكية، أي أنّها لم تكن أيضاً مالكة لأموالها الموروثة، وإنّما كان المالك هو زوجها! ولكن الإسلام يقرّ بيعة المرأة ومالكيتها ومشاركتها في الساحات الأساسية السياسية والاجتماعيّة، فيقول القرآن الكريم ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ﴾[2], فالنساء كنّ يأتين أيضاً لمبايعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل رسول الإسلام الرجال ينوبون عن النساء فيخترن من اختاروا ويقبلن بمن قبلوا، بل قال إنّ النساء
يبايعن أيضاً ولهنّ أن يشاركن في القبول بهذه الحكومة وهذا النظام الاجتماعيّ والسياسيّ. فالغربيّون متأخّرون عن الإسلام ألفاً وثلاثمائة سنة في هذا المجال، ولكنّهم يتشدّقون بهذه المزاعم!
ولقد كانت فاطمة الزهراء عليها السلام، هي نفسها، أسوة في ذلك، سواء في مرحلة الطفولة أو في المدينة المنوّرة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليها، وكذلك في الشؤون العامّة كافّة، في ذلك الزمان الذي كان فيه أبوها محوراً لجميع الأحداث السياسية والاجتماعيّة، حيث كان لها عليها السلام حضور واسع، وكانت مظهراً لدور المرأة في النظام الإسلاميّ. وبالطبع فإنّ فاطمة الزهراء عليها السلام كانت قمّة في هذه الأمور، ولكنّ سيّدات أخريات كنّ في صدر الإسلام على قدر كبير من المعرفة والحكمة والعلم، وكان لهنّ حضور في ميادين الحرب، لدرجة أنّ بعض مَن كُنّ يتمتّعن بقوّة بدنية كانت لهنّ صولات وبطولات في المعارك والضرب بالسيف وسوح التضحية. ولكنّ الإسلام لم يوجب ذلك طبعاً على النساء، بل أسقطه عنهنّ لعدم ملاءمته لطبيعتهنّ الجسدية وكذلك لعواطفهنّ.
دور المرأة في التحوّلات الاجتماعيّة والثورات
فيما يتعلّق بدور النساء في التحوّلات الاجتماعيّة وفي الثورات، في هذه الحركة العظيمة للصحوة الإسلامية، لو أنّ النساء لم يشاركن في الحركة الاجتماعيّة لأيّ شعبٍ فإنّ تلك الحركة لن تصل إلى أيّ مكان ولن تنجح. ولو ساهمت النسوة في أيّة حركة مساهمة جادّة
وواعية وعن بصيرة فإنّ تلك الحركة ستتقدّم بنحوٍ مضاعف. وفي هذه الحركة العظيمة للصحوة الإسلامية فإنّ دور النساء هو دورٌ لا بديل عنه، ويجب أن يستمرّ. فالنساء هنّ اللواتي يهيّئن أزواجهنّ وأبناءهنّ ويدفعنهم للمشاركة في أخطر الميادين والجبهات.
نحن، وفي زمن النضال ضدّ الطاغوت في إيران، وكذلك بعد انتصار الثورة وإلى اليوم، كنّا نشاهد عظمة الدور النسائيّ بشكلٍ واضحٍ وملموس. فلو لم يكن لنسائنا في هذا البلد أثناء الحرب، التي فُرضت علينا طيلة ثماني سنوات، حضور في ميادين الحرب وفي الساحات الوطنية العظيمة لما انتصرنا في هذا الاختبار الصعب والمليء بالمحن. فالنساء هنّ اللواتي نصرننا، أمّهات الشهداء وزوجاتهم وزوجات المعوّقين والأسرى والأحرار، فبصبرهنّ أشاعت الأمّهات مناخاً في نطاقٍ محدودٍ كان يدفع بالشباب والرجال للحضور بشوق ورغبة عارمة. وقد انتشر هذا في سائر البلد واتّسع. وكانت النتيجة أنّ الجوّ العامّ لبلدنا أضحى دفعةً واحدةً مناخ الجهاد والتضحية والإيثار وبذل النفوس، وانتصرنا. واليوم الوضع هو كذلك في العالم الإسلاميّ، في تونس وفي مصر والبحرين وليبيا واليمن، وفي كلّ منطقة أخرى. لو أنّ النساء استطعن تقوية حضورهنّ في الصفوف الأمامية واستمررن على ذلك ستكون الانتصارات المتلاحقة من نصيبهنّ. ولا شكّ في ذلك[3].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ذكرى ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ويوم المرأة، في طهران، بحضور جمع غفير من الأخوات المسلمات، 20/06/1421ه.
[2] سورة الممتحنة، الآية 12.
[3] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركات في المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلامية، بمناسبة المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلاميّة، في طهران، بحضور المشاركات في المؤتمر (من 84 دولة)، بتاريخ 11/07/2012م.
2020-05-14