المداومة على العمل القليل خير من العمل الكثير المنقطع
9 ديسمبر,2018
صوتي ومرئي متنوع, كلامكم نور
898 زيارة
في كثير من المجالات لا ينبغي الاكثار من الاعمال حتى لو كانت عبادات اذا أدّت به للملل …
يقول أمير المؤمنين ع : ( قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أرْجى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ ) …
بينما قد يتصور المرء في الوهلة الأولى بأنه كلما زاد الانسان من فعل الخير فهو أفضل …
ونحن نقول بأن فعل الخير بشكل كثير مطلوب ، ولكن لابد من انجازه على مراحل متناسبة …
فلو رجعنا لعالم الطبيعة مثلا لوجدنا أمثلة كثيرة قد تقرب للذهن الانساني هذا المعنى اللطيف …
فمثلا لو نزلت كميات كبيرة من المطر في فترة قصيرة فإن ذلك سيؤدي للفيضانات المدمرة للزرع والحرث …
أما لو نزلت نفس تلك الكميات ولكن في وقت وزمان أطول ، لكان مفيدا للزروع وغير مدمر للدور والأبنية وغيرها …
ولو ضربنا مثالا آخرا في الدواء، فإن استعمال كمية كبيرة منه مرة واحدة في وقت قصير قد تؤدي لتسمم البدن وهلاكه …
ولكن لو استعمل الانسان نفس تلك الكمية في زمان طويل بحيث يأخذ في كل مرة مقدارا قليلا، لأدى ذلك لشفائه ومعافاته من مرضه …
وهكذا في باقي الأعمال حيث لابد من العمل بالشكل المتعارف وبالمقدار المتناسب مع قابلياته الروحية والجسدية فإنه يصل الى مطلوبه بنجاح باهر …
لأن العمل القليل المداوم عليه مع النشاط والحيوية، خير من العمل الكثير المملّ الذي يقودنا للضجر والسأم وعدم النشاط أو التعب المفرط فنترك العمل نهائيا …
وحتى في القضايا الاجتماعية فمثلا زيارة الصديق وعيادة المريض لو كانت طويلة لكانت مملة لهم ، أما لو كانت قصيرة ومداوم عليها لكانت أجمل في الأداء وأجلب للمودة …
2018-12-09