جدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية ، تمسكه بـ”ثابتة” دعم حق العماد ميشال عون في الوصول الى الرئاسة ، و عزمه على المضي في هذا الخيار حتى النهاية ، كما أكد أن مشروع العصابات الإرهابية التكفيرية المعروفة بـ«داعش» آيل إلى السقوط ، معتبرًا أن لا بيئة حاضنة للتكفيريين في لبنان ، و مشيرًا إلى أن «داعش» لا يستطيع أن يبني دولة على أرض العراق .
و تتوزع اهتمامات حزب الله حسب تقریر نشرته صحیفة «السفیر» اللبنانیة الیوم الثلاثاء على جبهات عدة ، فُتحت دفعة واحدة من غزة الی العراق مرورا بسوریا والحدود الشرقیة وانتهاء بعرسال ، فی تعبیر عن التحدیات المصیریة التی تواجه المنطقة عموما، والمشرق العربی خصوصا، علی وقع هجمتین متزامنتین تحملان توقیعی الارهاب : «الاسرائیلی» و التکفیری . و تتفاوت نسبة حضور الحزب وأشکاله علی کل واحدة من هذه الجبهات ، لکن الاکید انه یعتبر نفسه معنیا بها جمیعا ، و ان ما سیؤول الیه مخاضها سینعکس علیه بشکل او بآخر، ولذلك فهو یحاول قدر الإمکان ان یؤثر فیها وان یساهم فی منع وقوعها فی قبضة المحاور المضادة .
و برغم الضغوط التی یرتبها الانشغال بکل هذه الملفات الملتهبة علی الحزب ، یبدو أمینه العام السید حسن نصر الله وفقًا لـ«السفیر» مرتاحا الی المسار العام للاحداث ، ومطمئنا الى المستقبل انطلاقا من رؤیة واضحة وواثقة، کما یستنتج من تسنى لهم الالتقاء به مؤخرا . و یلاحظ السید نصر الله ان البعض لا یزال یصر على تضخیم أعداد شهداء الحزب خلال المعارك الاخیرة فی سوریا .
خصوصا فی جرود القلمون ومنطقة السلسلة الشرقیة ، مؤکدا ان هناك تضخیما للارقام ، علما بأن الحزب لا یخفی اسم أی شهید ، بل هو یفخر بالتضحیات التی یقدمها . و یملك السید نصر الله معرفة وافیة و تفصیلیة بترکیبة القوى التکفیریة ونمط تفکیرها ، لا سیما تنظیم داعش، ما أتاح له ان یقدم لزواره شرحا موسعا عنه ، کما فعل مع النائب ولید جنبلاط الذی سمع من السید ما جعله أشد قناعة بمخاطر ظاهرة التطرف العابرة للحدود .
واستنادا الى هذه المعرفة ، تقول الصحیفة إن السید نصر الله توقع حصول مواجهة بین الاکراد وداعش فی العراق، – قبل ان تحدث فعلا – منطلقا من وقائع الارض التی بیّنت له ان هذا التنظیم الباحث عن مقومات للاستمرار یرید متنفسا له ، عبر الرئة الکردیة ، بعدما باتت مساحات واسعة فی العراق مقفلة بإحکام أمامه ، بعدما تم استیعاب الصدمة الاولى التی أحدثها سقوط الموصل . و إذا کانت الجماعات التکفیریة ، وفی طلیعتها داعش ، قد تمکنت من اختراق الساحة اللبنانیة وتنفیذ عملیات ارهابیة ، إلا ان السید نصر الله یعتبر ان ما من بیئة حاضنة حقیقیة لهذه الجماعات فی لبنان ، لافتا الانتباه الى ان مشروع داعش من دون أفق ، ولا يمتك قابلیة للاستمرار على المدى الطویل ، ولو استغرق سقوطه بعض الوقت .
و یرى نصر الله ان التجارب والحقائق تثبت ان «داعش» لا یستطیع ان یبنی على أرض العراق دولة ، مشیرا الى انه حتی الأخوة السنّة هناك لا یقبلون ان یحکمهم او یتحکم بهم هذا التنظیم .
ویبدی السید نصر الله تأثرا بتهجیر المسیحیین من الموصل ، معربا عن تعاطفه معهم ، مشیرا الى ان ملف وجودهم فی الشرق یشکل همّا اساسیا له . و یؤکد السید انه تابع شخصیا وضع المسیحیین فی معلولا و قارة فی سوریا ، و کان حریصا على مواکبة عودتهم الى بلداتهم وتقدیم کل مساعدة ممکنة فی هذا الاتجاه . و استحوذت هذه القضیة على مساحة من اللقاء بین نصر الله و رئیس تیار «المردة» النائب سلیمان فرنجیة الذی یؤکد فی مجالسه الخاصة ان ما یجری فی سوریا و العراق من استهداف للمسیحیین ، أدى الى تحول فی المزاج المسیحی ، خصوصا فی الشارع المؤید لـ«14 آذار» الذی بات قادته محرجین امام جمهورهم . أما على مستوی استحقاق رئاسة الجمهوریة ، فان السید نصر الله وفقًا للصحیفة ، لا یزال یتمسک بـثابتة دعم حق العماد میشال عون فی الوصول الی الرئاسة ، وهو مصمم على المضی فی هذا الخیار حتى النهایة ما دام الجنرال باقیا على موقفه .
و هذا ما أبلغه نصر الله لجنبلاط خلال الاجتماع الاخیر بینهما . وتنقل الصحیفة عن جنبلاط قوله للسید نصر الله : «سماحة السید .. وضع المسیحیین فی المنطقة بات ضعیفا ، و هو آیل الى المزید من التراجع، والمسیحیون فی لبنان یوضّبون حقائبهم ویرحلون ، والدروز كذلك، وبالتالی المطلوب سریعا انتخاب رئیس بما تیسر ، للحد من استفحال هذا الواقع» . ووفقًا لمعلومات «السفیر» أجاب السید نصر الله ضیفه بالقول : «ولید بيك .. الرئیس موجود .. انه العماد عون و نحن مستمرون فی دعمه . وفی کل الحالات، الحکی لیس معی وحدی ، اذهبوا الى الجنرال واتفقوا معه.. » .