جنة الخلد – علو المنزلة في كثرة التلاوة
26 فبراير,2019
القرآن الكريم, صوتي ومرئي متنوع
803 زيارة
ولنعد الآن إلى موضوعنا فنقول:
علو المنزلة في كثرة التلاوة:
وما الترغيب والتشجيع في حقيقته إلا دافع للإنسان نحو مواصلة قراءة القرآن، وخصوصاً هذه السورة الكريمة موضع بحثنا، يقول الله تعالى في كتابه المجيد (فاقرأوا ما تيسر من القرآن) (سورة المزمّل، الآية: 20). والميسور منه هو ما يكون جزءاً أو حزباً أو سورة واحدة،
مع ان كثرة قراءة القرآن في ذاتها ممدوحة ومستحبة لمن اشتغل بها دون ما يشغله عنها، وقد قيل عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) انه كان يختم القرآن مرة كل ثلاثة أيام وكان يقول لو شئت لختمته في اقل من هذا ولكني ابغي التأني طلباً للتدبر في آياته.
وهذا ما يؤكده قوله تعالى (ورتّل القرآن ترتيلاً) (سورة المزمل، الآية: 4).
وكثرة تلاوة القرآن ترفع درجات القارئ في القيامة، ففي القيامة يُقال للمرء اقرأ وأرقى، وهذا يعني ان منزلة الإنسان تتصاعد تبعاً لكثرة ما يقرأه من القرآن، بل ان بعض الروايات تؤكد على ضرورة عدم التفريط بالمداومة على ما حفظه المرء من سور القرآن الكريم،
لأنه سيقف يوماً ما وقد رقى في درجاته ومنازله عند منزلة معينة فيبصر المنزلة والدرجة الأرفع فيقال له أن تلك الدرجة هي درجة السورة الفلانية التي لم تتعاهدها ونسيتها،
فالقرآن كله من عند الله تعالى وهو كلامه المجيد ولكن تبقى لكل سورة ميزة تمتاز بها عما سواها من السور كما أن لكل وردة عطر تمتاز به على مثيلاتها، فمثلاً سورة يس هي قلب القرآن، وسورة الرحمن عروس القرآن، وهكذا في سائر سور القرآن.
وفي حديثنا عن سورة الرحمن موضع البحث فإننا قد أشرنا إلى بعض خصائص المداومة على قراءتها والآثار المترتبة على قارئها.
2019-02-26