الرئيسية / القرآن الكريم / أهمّ رسالة يحملها المبلّغ

أهمّ رسالة يحملها المبلّغ

إنّ ما يحظى بأهمّية تفوق أيّ شي ء آخر في مجال تأثير الإعلام في بناء الإنسان هو الوجهة والهدف الذي يرمي إليه العمل الإعلامي والتبليغي . وهذا ما يوجب على المبلّغ أن يستهدف في عمله النقطة التي لها الحظّ الأوفر من الآثار والبركات لأجل تزكية الإنسان ، وتقريبه من الكمال المطلق ، وذلك الهدف هو محبّة الله .[169]

 


محبّة الله هي العنصر الجوهري في بناء الذات وبناء الغير . ومحبّة الله تعالج جملةً واحدة جميعَ القبائح الأخلاقيّة والعمليّة ، وتجود عليه بجميع الفضائل جملةً واحدة .[170]

 


وعلى هذا ، فإنّ أهمّ رسالة تقع على عاتق المبلّغ هي أن يصنع من الإنسان إنساناً عاشقاً ، وليس إنساناً يحترف التقديس . ولأجل بلوغ هذه الغاية لابدّ أن تكون كلّ الموضوعات التي يتناولها في عمله التبليغي مطعّمة بعنصر المحبّة . ولكي يتيح المبلّغ للمخاطب نيل كيمياء المحبّة ، يجب عليه أن يصوّب جميع ما لديه من الأسباب والوسائل الإعلاميّة باتّجاه هذه الغرض ؛ أي يجب أن تكون كلّ خطاباته ، وكتاباته الإعلاميّة ، ومواعظه ، وإرشاداته ، وخطبه ، وأعماله التعليميّة والتربويّة ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، ومكافحته للبدع ، والإنذار ، والتبشير ، موجّهةً بأجمعها نحو المحبّة ، وأن تكون معطّرة بأريج المحبّة الفوّاح .[171]