نرحب بكم استاذ عمار احمد ادم ويسعدنا قبولكم الدعوة
س: هل ممكن أن تحدثنا عن حقيقة ما جرى في نيجيريا ؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين . وبعد:
كما هو مشاهد ومعروف للجميع الوضع الأقليمي وبالأخص الدول الاسلامية أو التي فيها تواجد إسلامي ملحوظ ، وكذلك الوضع العالمي والقوة الكبرى و مساعي الهيمنة المسعورة لهذه القوى والأدوات والأساليب التي تستفيد منها. وبالخصوص تلك التي تتمثل ببعض الدول العربية أو المنظمات الدينية المتطرفة وغيرها كثير من أدوات الشيطنة، من حيث تعلم أو لا تعلم ! وانطلاقا من هذا الواقع يمكن معرفة الوضع في نيجيريا و تحليل الأحداث فيها، وفي غيرها.
إن هذا الأعتداء على الحركة الاسلامية في نيجيريا ليس هو الأول من نوعه إلا أن هذا كان الأفظع، فمنذ أن تصدى الشيخ ابراهيم يعقوب الزكزكي حفظه الله للعمل الدعوي في البلاد ودعوة المجتمع إلى الوعي بماضيه و حاضره والتحاكم إلى الإسلام بمعنى التسليم لشرع الله القويم وهذا يختلف من معنى تطبيق الشريعة التي ينادي بها الفكر السلفي حيث أن التراث هو الحاكم، بل القصد هو القناعة والبرهان الذي يتحاكم إليه كل ذو عقل سليم من مبادئ الاسلام الأصيل، منذ ان كان طالبا جامعيا في جامعة (أحمد بللو زاريا) و كان مسؤول ومدير العلاقات الدولية لإتحاد الطلاب المسلمين في نيجيريا، فيها حوالي العام 1976- 1979م ومن هذا التاريخ إلى الآن تعرض الشيخ للإعتقال عدة مرات وسجن فيها بما يساوي في مجموعه تسعة سنوات من عمره الشريف، دون اخر إعتقال الذي هو فيه الآن، بالإضافة إلى عدة إعتداءات مرت على أتباع الحركة و أشهرها التي كانت في بداية التسعينات وفيها أشهر شهيد معروف على مستوى الحركة و هو الشهيد (ابوبكر مدوماوا) وقبله أيضا كان هناك شهيد للحركة إلا أنه كان غير مشهور مثل الأخير.
و توالت الأحداث على الحركة وسقط جراء ذلك العديد من الشهداء، ما حدى بالحركة إلى تأسيس مؤسسة الشهداء لتكفل أبناء و ذوي الشهداء، وقد بلغ عدد المسجلين في هذه المؤسسة من الشهداء إلى أكثر من مائة شهيد وليس أخرهم أبناء الشيخ الثلاث مع كوكبة أخرى من الإخوة المؤمنين الذي تجاوز عددهم الثلاثين شهيدا في أعتداء عام ألفين وأربعة عشر 2014م في مسيرة يوم القدس العالمية في أخر جمعة من رمضان 1435هـ ثم أمتدت وتوالت الإعتداءات بعدها في محرم السنة التالية خصوصا في منطقة فتسكوم التابعة لولاية دماتورو في شمال البلاد بتفجير إنتحاري راح ضحيته أكثر من عشرين شهيد، ثم أحداث تفجير انتحاري اخرفي مسيرة الأربعين في العام التالي، والذي أستشهد فيه أكثر من عشرين شهيدا أيضا.
ثم إعتداء آخر في احدى القرى من ضواحي منطقة زاريا قبل فاجعة زاريا الأخيرة بأيام قليلة حتى أنهم روجوا ضمن اشاعاتهم الأولية بعد الأعتداء الأخير أن الشيعة بصدد الانتقام لإخوتهم في تلك القرية و عليه أقدموا على التخطيط لإغتيال القائد الأعلى للجيش النيجيري الجنرال تكر بُرتاي ولذا رد عليهم الجيش كخطوة استباقية لردع العدوان.
إلا أنها هذه الإشاعة لم تدم طويلا حتى استبدلت بذريعة سد الطريق على موكب الجنرال، إلى دعوى حمل السلاح في وجه الجيش أو الإعتداء باليد على أفراد موكب الجيش خصوصا الضابط المسؤول عن الحماية في الموكب ما أدى إلى الأمر باطلاق النار من أجل الحماية والتأمين لقيادة الجيش !!! و من ثم أمتدت العمليات إلى اطلاق النار على المتواجدين حول الحسينية و داخلها وصولاً إلى منزل الشيخ الذي حوصر على مدى ثلاثة أيام وتم تصفية كل من فيه من حماية و أفراد من المؤمنين الذين أعتصموا بالبيت متضامنين مع الشيخ من خلص أتباعه وطلابه المخلصين ومنهم الأخ محمد محمود توري أمير الإخوة المؤمنين بولاية كانو. ومن ثم الوصول إلى المنطقة التي كان الشيخ يحتمي فيها هو و أبنائه و زوجته وعدد من المؤمنين الذين بقوا في البيت، وقد أهتدى أفرد الجيش المعتدي إلى مكان أحتماء الشيخ عن طريق أحد الأفراد الجواسيس الذي كان يعمل كمتطوع في أفراد الحماية أي (الحرس) حيث أتى بأفراد من الأمن و أشار إلى مكان الشيخ فقاموابأطلاق النار على كل من كان بالمكان وأخرجوا الشيخ مع أبنائه و زوجته و أطلقوا النار على أبنائه أمام عينه !!!
و أردوهم قتلى كذلك أطلقوا النار على زوجته زينة الدين، وعليه في أخر المطاف والظاهر أنهم أعتقدوا أنه قد أستشهد في أول الأمر.هذا التفصيل الأخير نقل عن لسان الشيخ نفسه عندما تمكن المحامون الموكلون للدفاع عنه من زيارته واللقاء معه بعد السماح لهم بذلك بعد ممانعة شديدة من قبل السلطة وكان برفقتهم مندوب من المؤمنين من أتباع الشيخ القائد. يستطيع الإنسان أن يلاحظ مستوى الحقد الشديد في تصرفات أفراد الجيش وقصد الأذية الروحية والبدنية للشيخ وأبنائه بطريقة القتل الفظيع التي نفذت أمام عينه على أهل بيته و أتباعه. ألا لعنة الله على الظالمين.
س: بعد المجزرة تم تغييب سماحة الشيخ ابراهيم الزكزكي عن الأنظار مع العلم أنه أصيب أثناء الهجوم على بيته باطلاق نار فكيف هو وضعه الصحي ؟
ج: كما أشرنا أعلاه أنه تمكن أفراد من أسرة الشيخ من زيارته بعد مرور شهرين من المجزرة، ونقلوا أخبار عن صحته حيث أستمر اللقاء بينهم لمدة. وفي يوم الجمعة الموافق ل 1/4/ 2016م، استطاع محاموه مع رفقت الأخ الشيخ عبدالرحمن يولا أمير الإخوة المؤمنين بولاية يولا شمال شرق البلاد من اللقاء معه أيضا للمرة الثانية بعد ممانعة تعسفية من جهة السلطة كما أشرنا سلفا، وفي هذا اللقاء نقل من الشيخ القائد ما جرى من أحداث محاصرته !!! و إعتقاله. والذي نقلوه عن صحته أنه في وضع لا يحسد عليه، إلا أن الوضع بالمقارنة بوضعه بعد الاعتقال هو أحسن حالا بالمقارنة بالأول وأنه في طور التحسن بشكل أفضل.
س: هناك بعض الأخبار تشير إلى أن سبب هذه المجزرة التي أرتكبتها السلطات النيجيرية ضد اتباع أهل البيت عليهم السلام ، هو أن سماحة الشيخ الزكزكي طلب من حكومة بلاده قطع العلاقة مع اسرائيل!! فما هو ردكم عن هذه الأخبار ؟؟
س: أولا من المعروف أن العلاقة بين الشيخ الزكزكي وكل الإدارات الحاكمة في البلاد لا تعدو من كونه عالم دين له أتباع في البلد” وليس له في اعتبار الدولة أي سلطة أو اعتبار ولو على مستوى الاستشارة ” فقط له كواعظ ديني، أن ينصح أو يوجه حسب رؤيته الدينية الدولة أو بعض مسؤولي الدولة من باب النصح والإرشاد الديني لا غير أو يتكلم مع أتباعه لا أكثر، وعليه على فرض صحة هذا القول، مع أنه حسب حد علمي لم أسمع بهذه الإشاعة لا من قريب ولا من بعيد مع تتبعي لجميع ما تشيعه الحكومة حول الحركة، أنا وجمع كبير من الإخوة نرصد كل ما يجري من الطرفين إلا أنه لم أقف على هذا القول، و لكن على فرض الصحة !!!
نحن لم نقف على تبرير للسلطة الحاكمة بالبلد تدعي فيه أو تشيع كما هو أسلوبها في الآونة الأخيرة عن طريق المناوئين من السلفية وبعض الأحزاب والطرق الصوفية والتي هي في الواقع قليلة من حيث العدد والجمعيات الدينية أو حتى بعض المقربين من المخالفين، أن سبب الإعتداء على الحركة هو طلب قائدها من الحكومة أن تقطع علاقتها مع اسرائيل أو غيرها من الدول !!! و إنما أكبر اتهام طال الحركة هو أنها دولة داخل دولة !!!.
ثم إن هذه التهمة أقصد النصح بقطع العلاقة مع اسرائيل من قبل الشيخ لا يكفي مبرر بنظري القاصر لأن يتبناه الجيش لتبرير حملة الإبادة الجماعية التي قام بها ! لعل أحد يقول إن بعض المبررات التي قدمها الجيش هي أتفه من هذه !!!
أقول نعم لكن هذه المبررات لها على أقل تقدير صلة بالجيش مباشرة أو بالأمن العام، من سد الطريق إلى التعدي بالضرب و تهديد أمن وسلامة أفراد الجيش والتعدي على حقوق الأخرين أو القول أن الحركة دولة داخل دولة!!!
أو غيره مما له صلة بالأمن العام أو الخاص، وليس هو من جنس مطالب موقفية سياسية لا تمس الأمن العام أو الخاص بشيء.
س: أشيع في الأعلام أن المنتمين للحركة الاسلامية وكرد فعل منهم على الإبادة التي طالتهم من السلطات قاموا بالهجوم على الأمن بالسكاكين فهل هذه الأخبار صحيحة ؟
ج: هذا الكلام أيضاً كسابقه لم يتداول رسمياً ولا غير رسمي، ثم هناك الآن في هذه الأيام لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها رئاسة حكومة ولاية كادونا برعاية والي الولاية ” ناصر الرفاعي، والذي له القدح المعلا في الإعتداء على الإخوة وعلى مؤسساتهم عندما أصدر الأوامر لهدم منزل الشيخ و كل ما يمت بصلة إلى الشيعة حتى المقابر! والهدف من تشكيل هذه اللجنة حسب الظاهر هو لشيطنة الحركة و إظهارها بشكل إرهابي من خلال حشد شهود الزور من المناوئين للحركة من رجالات السلفية و قادتهم و موظفي الدولة مع بعض المطبلين المرتزقة حيث قام الكل بالشهادة ضد الحركة و أنشتطها والقول بأنها خارجة عن القانون! و متعدية على الحق العام للناس خصوصاً الشيخ في المحلة التي يسكنها!
و مجريات التحقيق جارية حتى الآن مع عدم إشراك المدعى عليه من الإخوة في هذه اللجنة أو حضور محامي يمثل الشيعة في اللجنة!؟ ومع كل هذا لم نسمع من المدعين الذين حضروا للشهادة ضد الشيعة من شهود الجيش و الأمن والشرطة و الأحزاب الدينية و السياسية والقانونية و العلمية والموطنين بشكل عام وغيرهم، مثل هذه الدعاوى أو الإشارة إلى إعتداء الشيعة على الشرطة أو غيرها، نعم حاولوا استفزاز الاخوان وجرهم للمواجهة المسلحة لشيطنتهم ووسمهم بالإرهاب، ومن ثم إيجاد المبرر المقنع لما قاموا به من إبادة، خصوصاً عندما يدعون أن الشيعة دولة داخل دولة مع كون أن الشيعة يسجلون كل مؤسساتهم وكل ممتلكاتهم في الجهات المعنية في الدولة ويتعاملون بالأوراق والهويات الرسمية للدولة.
إلا أنه كما هو المعروف عن مذهب أهل البيت عليهم السلام أنه مذهب مغاير لمفاهيم المذاهب الأخرى حيث لا يتبنى العنف في أدبياته أو الإجبار في التنظير لمفاهيمه الدينية و إنما يكتفي بعرض الفكر بالبرهان والدليل والحجة. والقتل لنا في سبيل تبنينا للإيمان والفكر الأصيل السليم للإسلام، عادة لنا ولأئمتنا من قبلنا” وليس بالأمر الجديد. إلا أن الجهل والبغض للطرف الأخر علينا وعلى تاريخنا جعله يقيسنا بالنماذج التي عنده و اعتقد أنه يستطيع أن يجر الشيعة إلى مستنقع الفتنة كما فعل ذلك مع السلفية من قبل. هيهات له ذلك هذا من جهله بهذه المدرسة أو من عدم إيمانه بأن هذه المدرسة هي حقا سلمية مهما بلغ مستوى الظلم والاستفزاز.
س:حالياً كيف هم شيعة نيجيريا هل ما زالوا يتعرضون للقتل والمضايقات ؟
ج: حالياً الوضع لا بأس به مع كل المحاولات التي تصر عليها الدولة لشيطنة الحركة إلا أن الإخوة جزاهم الله خيرا يسعون بكل ما أتوا من قوة لتحاشي أي أمر يعطي الطرف المقابل ما يسعى إليه من فتنة خصوصا بعد تدويل القضية على مستوى المحكمة الدولية حيث رفع الإخوة في الحركة القضية إلى المحكمة الدولية كما قدموا كل الأدلة المطلوبة حول الجريمة إلى كل المنظمات الإنسانية لإثبات أن هذه الإبادة التي قام بها الجيش النيجيري ليس لها أي مبرر و أنها جريمة ضد الإنسانية.
س:هل تنوي الحركة الإسلامية رفع دعوى قضائية ضد السلطة النيجيرية لدى المحكمة الدولية؟
ج: نعم بل رفعت الدعوى إلى المحكمة الدولية كما أشرت في جوابي السابق. بل حتى على مستوى المحكمة الفدرالية النيجيرية و شكل فريق كامل من المحامين و الحقوقيين المدافعين عن حقوق الإنسان في الداخل وهم شخصيات معروفة منهم المسلمين وغير المسلمين من المسيحيين أيضاً .
س: ممكن أن تحدثونا عن فكر سماحة الشيخ ابراهيم الزكزكي حول الوحدة الإسلامية ؟
ج: ما يجب الإشارة إليه هنا هو أن الشيخ الزكزكي حفظه الله أستبصر على هدى الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وكان أول من قلد على المستوى الفكر والأحكام العملية العبادية وكان لقائه الأول به له تأثير كبير عليه و إلى يومنا هذا، و هو حسب الظاهر باقي على تقليده على مستوى الأحكام العبادية، كما أنه يؤمن ويعمل ويسلم بولاية الفقيه الراشدة، أما تبنيه لخط المقاومة فلا شبهة فيه، أما مسئلة الوحدة بين المسلمين وحتى غير المسلمين أعم من السنة والشيعة يجب أن يعرف القارئ أن الشيعة في نيجيريا وبشكل مطبق تقريباً كلهم من أصول سنية وليس فيهم من هو من أصل شيعي في الأصل وعلى حد علمي لا أعرف أحدا من المؤمنين هو من أصل شيعي في البلاد!
فنحن وكل من ننتمي إليه هو سني في الأصل ولذا ترى أن الشيعة من أتباع الشيخ القائد ليس عندهم ولا حتى مسجد واحد بعنوان مسجد للشيعة بل كل النشاطات التي يجريها الإخوة تجرى في المساجد العامة للبلد وهي كلها محلية سنية بل حتى المراكز الخاصة للشيعة تسمى مركز وليس حسينية وليس لهم غير الحسينية اليتيمة الواحدة في زاريا ( بقية الله ) بالإضافة إلى أن كل النشاطات التي تجريها الحركة الباب فيها مفتوح لمشاركة كل الطوائفة من المسلمين وحتى غير المسلمين من المسيحيين وغيرهم، حيث نعتبر أن الدعوة في الأساس هي إصلاحية عامة تدعو إلى رفع الظلم عن كاحل الإنسان النيجيري بشكل عام وليس المسلم أو الشيعي فقط، والمشاركة بهذا العنوان في الحركة هي من حق كل إنسان إلا من يرفض المشاركة من عند نفسه لرؤى مخالفة يتبناها وهو حر في ذلك. كما أريد أن أشير هنا إلى أمر عجيب هو أن الإخوة المؤمنين لا يمكن أن تفرزهم من غيرهم إلا في مراسم عاشوراء وحتى هذه يشاركهم فيها غير الشيعة في بعض الأحيان.
بالإضافة إلى أسبوع الوحدة الذي تدعو إليه الحركة في كل سنة في شهر المولد النبوي الشريف والمشاركة في مراسم وشعائر ومسيرات يوم المولد الذي هو في الواقع يوم وحدة حقيقية لكل طوائف وطرق ومذاهب نيجيريا إلا الشاذ من السلفية فنحن في نيجيريا لا نعيش تلك الحالة الإنفكاكية بين السنة والشيعة كما هي في بعض البلدان كما أن العلاقة الإجتماعية عندنا مختلطة جدا لدرجة التداخل فنحن الوحدة عندنا واقع وليس أمل نسعى إليه بل نحاول الحفاظ عليه ليس كمكتسب بل كواقع تحاول جهات معروفة من حاملي الفكر الوهابي السلفي وبعض الإخوة الشيعة الذاهلين عن هذا الواقع إلى الإخلال فيه، حيث تسعى المجموعة الأولى لإيجاد التفرقة بين مكونات الطوائف المسلمة عن قصد والطرف الأخر عن شبهة وعدم إلتفات،
س: كيف كانت علاقة الشيخ ابراهيم الزكزكي مع الإخوة السنة في نيجيريا ؟
ج: أظن أن الجواب تقدم حول هذا الموضوع في معنى الوحدة في الواقع النيجيري.
س: أرجو أن تعرفونا عن سيرة الشيخ الزكزكي التبليغية ؟ .
ج: أظن أن الواقع الحالي هو أكبر مظهر لملامح دعوة الشيخ وأسلوبه التبليغي للمتابع حيث أن هذا الذي جرى ويجري على الشيعة في البلاد لو كان يجري على غير هؤلاء الناس لرأينا تدمير شامل للبلاد وفقد للأمن بشكل مطلق ولكانت هناك خسارة للأرواح باعداد مهولة، لأن الظاهر أن المخطط كان هو هذا. إلا أن جهود الشيخ في طيلة الستة وثلاثين 36 سنة الماضية من إنطلاق الدعوة في إرساء أسس الوعي الذاتي حال دون نجاح الأعداء في بلوغ مناهم. وهنا أمور يجب أن أشير إليها، مع وجود الكثير من مميزات الشيخ التي يتميز بها والتي لا يمكن الإحاطة بها في هذه العجالة ولذا سوف أكتفي على ذكر بعض هذه الخصال فقط، وهي أن الشيخ في واحدة من أميز أساليبه الدعوية هي أنه لم تعرف له كذبة واحدة في كل مسيرة حياته حتى من قبل أعدائه.
ولا بأس أن أضيف أن من أسلوبه المتميز الأخر هو عدم إلزام الأخرين بما يرى من مصلحة في عمل معين أو فكرة معينة بل يترك الموضوع لإدرك و وعي الإخوة ربما يشير إليه إشارة لكن لا يلزم به أحدا حتى يأتي من طرفهم كاقتراح منهم، ثم إن الشيخ لا يستعجل في خطوات العمل الدعوي بل يصبر حتى تنضج الفكرة في وعي الإخوة، كما يصر دائما على الإعتماد الذاتي في كل برامج الحركة وعدم الإتكال على أي جهة خارجية لا من حيث الدعم المادي ولا من حيث الشكل التنظيمي للعمل الداخلي للمؤمنين وأظن أن هذا يشكل أصل أساسي في خلاف بعض الجهات مع الشيخ وظنهم أن الشيخ يمارس نوع من الإنفراد بالرأي وعدم مشاركة الأخرين في شؤون الحركة إلا أن الشيخ يقول نحن لاحظنا في أغلب التجارب التي تعتمد على تلك الجهات تورث مشاكل وصراعات ليست من محيط تلك المجتمعات ولا هي جزء من نشأتها أو طرف فيها أو حتي هي غير مناسبة لعرف ذلك المجتمع الحديث على هذا الأمر. بالإضافة إلى طلب كل جهة أن ينسب العمل الإلهي إليها أو إلى اسمها أو مكتبها أو مرجعها وكذا دواليك.
إلا أن ما لم يفهمه هذا الأخر هو أن أكبر آفة نعني منهم في أفريقيا وهي في الواقع تخالف رؤى الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وهي( عدم الأعتماد على الذات والإيمان بالقدرة الذاتية ) وعدم التبعية للغير والخروج من الهزيمة النفسية وهذه هي المعضلة التي تعاني منها كل أفريقيا وهذا هو ما روج عن العقل الافريقي أنه عقل عاجز عن التطوير فضلاً عن الإبداع. فلماذا يتصرف بعض المصلحين من مثل هذه الخلفيات التحميلية ويدعون أن الأفريقي إنسان بسيط ممكن خداعه بأبسط الطرق أو ترضيته كذلك ولذا لا يؤمن بأنه يمكنه أن يدير عمل إصلاحي من ذاته بدون أن يأخذ توجيهاته من هنا أو هناك! فيما يخص تحديد الموضوع الخارجي لواقعه وعرفه الإجتماعي للأسف الشديد.
وهذا من مخلفات الإستعماري الغربي والغزو الثقافي الذي خلفه وأخذته بعض الجهات كأمر مسلم من حيث تعلم أو لا تعلم.
شكرا لكم استاذ عمار على اجوبتكم الكريمة
اجرت الحوار العلوية حياة