الرئيسية / من / الشعر والادب / القصيدة الفائزة بمسابقة الجودالعالمية بكربلاء المقدسة ٢٠١٤ – للشاعر ياسر آل غريب

القصيدة الفائزة بمسابقة الجودالعالمية بكربلاء المقدسة ٢٠١٤ – للشاعر ياسر آل غريب

لى المولى أبي الفضل العبَّاس – عليه السلام – الذي صنع من قربة الماء خارطةَ وطنٍ باتساع الأمل .. وطنٌ ما بينَ كفَّيْكَ تَدَلَّى

يَسْتَقِي منهُ المَدَى ضوءًا وظِلَّا

أيُّ روحٍ ثرَّةٍ تحملُها ؟

تَصْهَرُ الأجزاءَ في مَعْنَاكَ كُلَّا

لغةُ الماءِ التي تتقنُها

هِيَ شُبَّاكٌ على الكونِ أطلَّا

يا كليمَ النَّهْرِ .. يا مُعْجِزَةً

ما الذي بينكما واهًا تجلَّى!!

والفراتُ العَذْبُ أُفْقٌ مُتْرَعٌ

فَلِذَا ؛ جئتَ بشوقٍ مُسْتَهِلَّا

وملأتَ القِرْبَةَ الظَّمْأى مُنًى

وَجَرَتْ أنفاسُكَ النَّوراءُ عَجْلَى

لمْ تَذُقْ أرشوفةً رغمَ الظَّمَا

وتَزَوَّدْتَ منَ الإيثارِ نَهْلَا

وتجاوزْتَ ( الأنا ) في لحظةٍ

أَزْهَرَ العزُّ بها إذ قلتَ : كَلَّا

ظَمَأُ السَّقَّاءِ / شمعٌ مُخْلِصٌ

ذابَ من أجلِ وفاءٍ واضْمَحَلَّا

ظَمَأُ السَّقَّاءِ / عِرفانٌ , ولا

يبلغُ الأسرارَ إلا مَنْ تَخَلَّى

صِرْتَ في عينِ الأَعَادِي كَثْرَةً !!

بينما كنتَ وحيدًا مُسْتَقِلَّا

لاسْمِكَ الميمونِ أصداءُ السَّنَا

فأرادوا مَحْوَ أصدائِكَ قَتْلا

غيرَ أنَّ الرُّوحَ لغزٌ في السَّمَا

تعجزُ الأوباشُ أنْ تَعْرِفَ حَلَّا

وتَطَلَّعْتَ فدائيَّ النَّدَى

وحملتَ النَّهْجَ نَهْجَ اللهِ ثِقْلا

 

وتلقَّى صدرُكَ الرَّحْبُ الرَّدَى

حينما شبَّ اللظى نَبلًا فَنَبْلا

وعلى عينيكَ غيمٌ مُثْقَلٌ

بسهامٍ فجَّةٍ تهطلُ هَطْلا

عَرْبَدَ السَّيْفُ الظَّلاميُّ الذي

طالما أُشْرِبَ أحقادًا وَجَهْلا

وإذا كفَّاكَ غُصْنا فَرْقَدٍ

وَقَعَا حيثُ منارُ الغيبِ حَلَّا

وأُريقَ الأملُ الرَّيانُ في

لحظةٍ بالأَلَمِ المِدْرارِ حُبْلَى

ها هيَ الأقدارُ عطشى , خرجتْ

تتبارى لتعِلَّ الماءَ عَلَّا

يا لها من قِرْبَةٍ / خارطةٍ

لبلادٍ تجمعُ الآمالَ شَمْلا

وهوى رأسُك فامتدَّ الثَّرى

لسناكَ المَلَكُوتيِّ مُصَلَّى

هكذا أنتَ على قَدْرِ الأسى

كان إعطاؤكَ حتَّى الموت جَزْلا

أنتَ ذاتٌ أم ذواتٌ أُلِّفَتْ

كنتَ يا ذا ثقةٍ للأهلِ أَهْلا

أيُّها العباسُ , والبأسُ الذي

زادَ في تقويمنا الكونيِّ فَصْلا !!

هَا جنَاَحَاكَ : التَّفَاني والإبَا

بِهِمَا يسمو الهُدَى : صِدْقًا وَعَدْلا

يا مجازيًّا حقيقيَّ الرُّؤَى

ما رأتْ عينُ المرايا لكَ مِثْلا

الرُّواياتُ التي تنسجُها

إبرةُ الشَّمْسِ حديثٌ لن يُمَلَّا

إنَّها ( أمُّ البنينَ ) انتبذَتْ

خارجَ الوقتِ لكي تُنْجِبَ فَحْلا!!

أرضعتك ( الطفَّ ) من مَنْجَمِهَا

وأذاقتْكَ الفِدى شَهْدًا مُحَلَّى

ولقدْ أهدى أبوكَ ( المُرْتضى )

لكَ ميراثَ الوَغَى رُمحًا ونَصْلا

يا أبَا الفضلِ , ندائي حاسرٌ

أرسلَتْهُ الرِّيحُ تِلْوَ الرِّيحِ وَصْلا

ودمي حافٍ على دربِ الهَوَى

حينَ ذكراكَ دمي يخلعُ نَعْلا

إنَّني أحياكَ إنسانيةً

ورؤى تَزْرَعُنِي حَقْلًا فَحَقْلَا

كمْ أرى للعقلِ قلبًا نابضًا

وأرى في مثله للقلبِ عَقْلا !!

حينما أهواكَ أهوى سيرةً

من فتوحاتِ المَعَالي – ليس إلا-

 

طينُكَ التَّقْوى , وما أندَرَهُ

بينما طينُ الأعادي صارَ وَحْلا

السَّماواتُ التي ترعاكَ قدْ

صَقَلتْ إنسانَك الطاهرَ صَقْلا

أنتَ والرَّايةُ لونٌ واحدٌ

ما استطاعَ الدَّهرُ تمييزًا وفَصْلا

قمرٌ تنشقُّ عن إبداعِهِ

روعةُ الخَصْبِ : ينابيعَ ونَخْلا

قمرٌ يخبرُنا عن مولدٍ

لعراقٍ شدَّ للعِزَّةِ رَحْلا

أينما سافرتُ في مُعْتَقَدِي

كنتَ لي أنتَ الزَّوايا والمَحَلَّا

بهوايَ الكربلائيِّ الذي

لم يضعْ في شِرْعَةِ الأبوابِ قُفْلا

الخَيَالُ الحُلْوُ جِسْرٌ قَادَنِي

للذي في حَضْرَةِ الأقْدَاسِ أحْلَى

جئتُ من أقصى المواويلِ جَوًى

حاملا نجوى , وتهيامًا , وسُؤْلا

خطواتي كلماتي نُقِشَتْ

ودموعي عندَ شُبَّاكِكَ خَجْلى

لم أزرْ شخصًا , ولكنْ أمَّةً

إيهِ ما أسمى وأنمى وأجَلَّا !!

هذه ذكراكَ يجري نهرُها

في هلامٍ ؛ حيثُ لا تأخذُ شَكْلا

أنتَ ماءُ الماءِ , كمْ لُحْتَ على

باحثٍ عنكَ يقينًا فاسْتَدَلَّا

كِدْتُ أنْ أغرَقَ في بحرِ الدُّجَى

فرمى لي طيفُكَ الوَهَّاجُ حَبْلا

فتمسَكْتُ بهِ مُعْتَصمًا

وتعلقْتُ بهِ لُطْفًا وَنُبْلا

بمعانيكَ تشربْتُ العُلا

وتسلقْتُ إلى النِّجْمِ المُعَلَّى

يا لَمَعْروفِكَ أثرى مُهْجَتِي

كيفَ أنساكَ وأنتَ الوقتُ يُتلى ؟!

ليسَ عندي غيرُ نَفْسٍ حُرَةٍ

فلعلَّ النفسَ تُوفيكَ لعلَّا

وكأنَّ الشِّعْرَ يَأبى ينتهي

مُذْ سواقيكَ انتشتْ جودًا وفَضْلَا

شاهد أيضاً

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...