الرئيسية / الاسلام والحياة / هل أنتقص الاسلام من المرأة ؟

هل أنتقص الاسلام من المرأة ؟

 القسم الثاني مقارنة بين وضع المرأة في الكتاب المقدس و القران الكريم  . الجزء الرابع: لماذا حصة الرجل ضعف حصة المراة في الورث في احكام الاسلام؟

ذكر القران الكريم احكام الورث و جعل حصة الرجل ضعف حصة المرأة كما مذكور في سورة النساء :

( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ …. )11 النساء

مع أنّ ما يرثه الرجل هو ضعف ما ترثه المرأة، إِلاّ أنّه بالإِمعان والتأمل يتّضح أنّ المرأة ترث – في الحقيقة – ضعف ما يرثه الرجل إِذا لاحظنا القضية من جانب آخر، وهذا إِنّما هو لأجل ما يوليه الإِسلام من حماية لحقوق المرأة.

صورة ‏‎Nora Aljadery‎‏.
 

 

حيث إِن هناك وظائف أنيطت بالرجل (وبالأحرى كلِّف بادائها تجاه المرأة) تقتضي صرف وإِنفاق نصف ما يحصل عليه الرجل على المرأة، في حين لا يجب على المرأة أي شيء من هذا القبيل.إِنّ على الرجل (الزوج) أن يتكفل نفقات زوجته حسب حاجتها من المسكن والملبس والمأكل والمشرب وغير ذلك من لوازم الحياة كما أن عليه أن ينفق على أولاده الصغار أيضاً، في حين أُعفيت المرأة من الإِنفاق حتى على نفسها، وعلى هذا يكون في إِمكان المرأة تدخر كل ما تحصله عن طريق الإِرث، وتكون نتيجة ذلك أن الرجل يصرف وينفق نصف مدخوله على المرأة، ونصفه فقط على نفسه، في حين يبقى سهم المرأة من الإِرث باقياً على حاله. 

و هذا ما ورد في الموروث الاسلامي حيث يذكر أن أبا الحسن الرضا(عليه السلام) كتب إِليه في ما كتب من جواب مسائله علّة إِعطاء النساء نصف ما يعطي الرجال من الميراث: لأن المرأة إِذا تزوجت أخذت، والرجل يعطي، فلذلك وفرّ على الرجال، وعلُة أُخرى في إِعطاء الذكر مثل ما يعطى الأُنثى لأن الأُنثى من عيال الذكر إِن احتاجت، وعليه أن يعولها وعليه نفقتها، وليس على المرأة أن تعول الرجل ولا تؤخذ بنفقته إِن احتاج فوفرّ على الرجال لذلك.

 

اما في الامم السابقة ففي الجاهلية لم يكونوا يورثوا النساء و الصغار و انما فقط الرجال سواء كانوا اولادهم من صلبهم او من التبني و اما عند اهل الكتاب فاليهود – وإِن ادعى البعض عدم وجود مبدأ التوارث عندهم – ولكننا حينما نراجع التوراة نجدها تذكر هذا القانون في سفر الأعداد اصحاح 27 الفقرات 8-11 بصورة صريحة إِذ يقول:

(وتكلم بني إسرائيل قائلا: أيّما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إِلى إِبنته، وإن لم تكن له إِبنة تعطوا ملكه لإِخوته، وإن لم يكن له أخوة تعطوا ملكه لإخوة أبيه، وإن لم يكن لأبيه أخوة تعطوا ملكه لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه فصارت لبني إسرائيل فريضة قضاءاً كما أمر الرّب موسى )

ويستفاد من هذه العبارات أنّ مبدأ التوارث كان على محور النسب فقط، ولهذا لم يرد ذكر عن سهم الزوجة في الميراث.

 

وأمّا في الدين النصراني فالمفروض أن يكون مبدأ الإرث المذكور في التوراة معتبراً أيضاً، وذلك لما نقل عن المسيح(عليه السلام) من أنّه قال: “أنا لم أبعث لأُغير من أحكام التوراة شيئاً”
ولهذا لا نجد في كتابات الفتاوى الدينية أي كلام حول الإِرث، نعم ورد في هذه الكتب بعض مشتقات الإِرث في بعض الموارد، ولكنها تعني جميعاً الإِرث المعنوي الأُخروي.

و لكن مع ذلك فقد اهمل موضوع ورث النساء بأعتبار منع النساء من الورث هو احد التسع لعنات التي اصيب بها حواء و بناتها كما اشرنا في الاجزاء السابقة و هي (((الطمث ..ودم العذرية …وتعب الحمل …والولادة…وتربية الاطفال ..وتغطية رأسها وكأنها في حداد ..وتخرم اذنها وكأنها جارية …ولا يؤخذ بشهادتها .. لا ترث))

لا بل ان هناك نصوص اخرى في الكتاب المقدس يفهم منها ان الاخ يرث اخواته مع ميراث ابيه و يبيعهم مع البقر و الحمير و الغنم كما جاء في التكوين اصحاح 31 الفقرات 14-15 :
( فأجابت راحيل وليئة وقالتا له: ألنا أيضا نصيب وميراث في بيت أبينا ألم نحسب منه أجنبيتين، لأنه باعنا وقد أكل أيضا ثمننا )

كما ان المرأة تعتبرنصف الرجل في تقديم النذور كما ذكر في سفر اللاويين اصحاح 27 فقرات 1-7 :

(1وكلم الرب موسى قائلا.
2 كلم بني اسرائيل وقل لهم. اذا افرز انسان نذرا حسب تقويمك نفوسا للرب.
3 فان كان تقويمك لذكر من ابن عشرين سنة الى ابن ستين سنة يكون تقويمك خمسين شاقل فضة على شاقل المقدس.
4 وان كان انثى يكون تقويمك ثلاثين شاقلا. .
5 وان كان من ابن خمس سنين الى ابن عشرين سنة يكون تقويمك لذكر عشرين شاقلا ولانثى عشرة شواقل.
6 وان كان من ابن شهر الى ابن خمس سنين يكون تقويمك لذكر خمسة شواقل فضة ولانثى يكون تقويمك ثلاثة شواقل فضة.
7 وان كان من ابن ستين سنة فصاعدا فان كان ذكرا يكون تقويمك خمسة عشر شاقلا. واما للانثى فعشرة شواقل. )

و عليه من كل هذا يتبين لنا ان الاسلام لم يعطي لها نصف الارث لانها يعتبرها اقل من الرجل او يحرمها من الارث كلعنة اصيبت بها و انما لغرض تحقيق الموازنة الاقتصادية.

المصادر :
————
1- تفسير الامثل للعلامة أية الله ناصر مكارم الشيرازي.
2- الكتاب المقدس.
3- مقالات الباحثة اللاهوتية الاخت أيزابيل بنيامين ماما أشوري.

 

 

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني46

33)فمن يكون مراده أن تقبل منه فإحسانك بقبول ذلك الشيء منه ، وإن أردت أن ...