الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / بداية الطريق 10

بداية الطريق 10

الدرس الثامن: الستر والاحتشام

الأهداف

1- أن يتعرّف الطالب إلى أهمية الحجاب والاحتشام في المجتمع.

2- أن يحدِّد مساوئ السفور واستماع الغناء.

 

61

 

 ما فائدة الالتزام بالآداب والأحكام الإسلاميـّة؟

إنّ بعض الشباب قد يتهرّب من الالتزام ببعض الأحكام والآداب الإسلاميّة، معلِّلاً بأنّ هذا الالتزام يحدُّ من حرّيته، ويجعل حياته عبارة عن قيود مُزعجة تُلاحقه في كلِّ عمل وعند كلِّ موقف. وهو من جهة أخرى يمتدح الحرّية الّتي يُروَّج لها بشتّى الأشكال، ويعتبرها النموذج الّذي يُلائمه في الحياة. وهو يعتقد بأنّ هذه الحرّية كانت السبب الرئيس في تقدُّم بعض المجتمعات كالمجتمعات الغربيّة على سبيل المثال.

 

وهنا لا بُدَّ من بيان بعض النقاط المهمّة:

1- لا يُمكن لأيِّ مجتمع أو فرد أن يعيش من دون ضوابط وقيود تحكم حياته وتحرّكاته، لأنّ المقابل لهذا الخيار هو الضياع وانتشار الفوضى ودمار المجتمع.

 

2- نحن عندما نتّجه لاختيار الضوابط والآداب الّتي وضعها الله عزَّ وجلَّ لنا دون غيرها، فلأنّنا نعتقد أنّه تعالى هو الوحيد الّذي يعلم بمصلحة الإنسان وبما يُفيده ويضرّه، لأنّه هو الّذي خلقه، وهو ربّه الّذي يُدبِّر كلَّ شؤونه ويهديه.

 

3- إنّ التقدُّم الّذي أحرزه المجتمع الغربيّ لم يكن ليحصل لولا العمل الدؤوب منهم والجدّية والكفاح للوصول إلى الأهداف الّتي خطّطوا لها ورسموها لأنفسهم.

 

4- إنّ الوصول إلى هذه الأهداف كان عبر مجموعة من الضوابط والقيود الّتي لو فرضنا أنّهم لم يلتزموا بها بدقّة لما كانوا حقّقوا أيَّ إنجاز حضاريّ.

 

5- إنّ التفلُّت على الصعيد الاجتماعيّ والابتعاد عن القيم والانسياب الأخلاقي الّذي أطلق له الغرب العنان في بلادهم، بات مجتمعهم يحصد آثاره السيّئة ونتائجه الوخيمة الّتي لا تخفى على أيِّ متابع لأحوالهم ومشاكلهم الاجتماعيّة المتفاقمة.

63

 

 6- إذا كان لنا أن نُقلّدهم في أمر معيّن، فلماذا لا نستفيد منهم في بعض الجوانب الإيجابيّة، كاستثمّارهم لأوقاتهم، مثابرتهم على أعمالهم وأهدافهم، حبّهم للعلم وتقديسهم له، شغفهم في المطالعة والقراءة واقتناء الكتب… إلخ.

 

إستنتاج

– لا يُمكن لأيِّ مجتمع أو فرد أن يعيش من دون ضوابط وقيود تحكم حياته وتحرّكاته.

– البديل عن القيود والضوابط هو الضياع وانتشار الفوضى ودمار المجتمع.

– خالق الإنسان هو الأعلم بالقانون الّذي يصلح له ويضبط له حياته الاجتماعية.

 

ما فائدة الالتزام بالحشمة وبالحجاب؟

إنّ الكلام عن الحجاب والستر هو كلام مختصٌّ بالمرأة، فالمرأة دون الرجل توجّه إليها التكليف بالحجاب. والإسلام وضع إطاراً شرعيّاً لحجاب المرأة ونصَّ على أنّ الواجب هو حجب جميع البدن ما عدا الوجه والكفّين عن غير المحارم من الرجال. وكذا اشترط الإسلام أن لا يكون في الحجاب زينة تُلفت الأنظار. وممّا يؤسف له أنّ قسماً من المحجّبات في مجتمعاتنا يضيّعون ثمرة الحجاب والستر ويقعون في المعصية بسبب مظاهر الزينة والتبرُّج والّلباس الضيّق. مع أنّ النصَّ القرآنيَّ يقول صراحة: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ…﴾1. من هنا يُشترط في حجاب المرأة:

1- أن لا يكون بنفسه زينة وفيه أيّ عامل من عوامل الإثارة والإلفات.

2- أن يكون واسعاً غير ضيّق حتّى لا يُبرز معالم الجسد.

3- أن يكون سميكاً، بمعنى أن لا يشفّ ما تحته من أجزاء الجسد.

 

أمّا فائدة الحجاب والستر فترجع إلى منهج الإسلام العظيم في وضع حدود وقيود لعلاقة الرجال بالنساء. فالإسلام يُريد أن يحفظ للمرأة قيمتها الإنسانيّة ويحميها من أيادي ونظرات العابثين، ويُريد أن يرفع من مستوى احترامها في المجتمع. والحجاب يُعتبر قاعدة رئيسة

 

________________________________________

1- سورة النور، الآية: 31.

 

64

 

 لتحقيق هذه الغاية. ثمّ إنّ الإسلام يُريد أن يحفظ المجتمع من الانحراف والتحلُّل، وترك مسألة تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء يؤدّي حتماً إلى هذه النتائج. وما حال كثير من الدول الغربيّة بل والإسلامية منّا ببعيد.

 

إستنتاج

– المرأة دون الرجل توجّه إليها تكليف الحجاب في الإسلام، والواجب منه هو حجب جميع البدن ما عدا الوجه والكفّين عن غير المحارم من الرجال.

– يُشترط أن لا يكون في الحجاب زينة تُلفت الأنظار.

– ترجع فائدة الحجاب إلى كون الإسلام أراد أن يحفظ للمرأة قيمتها الإنسانيّة ويحميها من نظرات العابثين. وأراد الإسلام أيضاً أن يحفظ المجتمع من التحلُّل والإنحراف.

 

لماذا حرّم الإسلام الاستماع إلى الغناء؟

الغناء هو الكلام اللهويّ المترافق مع ألحان تُناسب مجالس أهل الفسق واللهو، وهو محرَّم في الإسلام. والسؤال الّذي يُطرح: لماذا الغناء مُحرّم في الإسلام؟

 

وقبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نلتفت إلى أنّ منظومة الإسلام التشريعيّة تهدف إلى المحافظة على الإنسان كفرد في جميع جوانبه وأبعاده. فالإنسان يمتلك بُعداً عقليّاً، والإسلام حمى هذا الجانب فيه وسنّ له التشريعات الّتي تحميه من سهام الشبهات. والإنسان يمتلك جانباً نفسيّاً عاطفيّاً، والإسلام عمل على صيانة هذا الجانب حتّى لا يتحوّل الإنسان إلى مخلوق فارغ ومائع غافل عن ربه وعن مسؤوليّاته. والغناء يُخرِّب الجانب النفسي والعاطفي في الإنسان. ويُمكن أن نُرجع عوامل التخريب الّتي يؤدّيها الغناء إلى عاملين رئيسين هما:

1- إفساد الأخلاق: فاستماع الكلام اللهوي والكذب والوضيع، يُفسد الطباع، ويُخرِّب فطرة الإنسان وأخلاقه. ويُحرِّك في بعض الحالات غرائزه وشهواته.‏

 

2- الإغفال عن ذكر الله: فالّذي يغرق في لهو الحديث سيبتعد لسانه عن لغة الذكر والدعاء وقراءة القرآن، والأهمّ من ذلك أنّه سيبتعد روحاً وعقلاً عن ذكر الله عزَّ وجلَّ. ولذلك يُلاحظ كيف أنّ الّذين يستمعون إلى الغناء يُدمنونه بعد مدّة ويُصبح رفيقهم الملازم في كلِّ مكان وزاوية.

 

ومن آثار استماع الغناء أيضاً ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: “بيت الغناء لا 

65

 

 تؤمن فيه الفجيعة، ولا تُجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك”2.

 

ثمّ إن استماع الغناء مما يستلزم العذاب والعقاب في الآخرة، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: “الغناء ممّا أوعد الله عزَّ وجلَّ عليه النار، وهو قوله عزَّ وجلَّ”: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾3.

 

إستنتاج

– الغناء هو الكلام اللهويّ المترافق مع ألحان تُناسب مجالس أهل اللعب واللهو، وهو محرّم في الإسلام.

– الغناء يُخرِّب الجانب النفسيّ والعاطفيّ في الإنسان.

– الغناء يُبعد الإنسان عن ذكر الله عزَّ وجلَّ وعن لذيذ الدعاء والمناجاة وقراءة القرآن.

 

________________________________________

2- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العامليّ، ج 17، ص 303.

3- الكافي، الشيخ الكيني، ج6، ص 431.

66

 

 للمطالعة

 

ثمرات الالتزام بالأحكام والآداب: 

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علِّمني عملاً يُحبّني الله عليه، ويُحبّني المخلوقون، ويُثري الله مالي، وُيصحّ بدني، ويُطيل عمري، ويحشرني معك.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: هذه ستّ خصال تحتاج إلى ستّ خصال إذا أردتّ أن يُحبّك الله فخفه واتّقه.

وإذا أردت أن يُحبّك المخلوقون فأحسن إليهم وارفض ما في أيديهم.

وإذا أردت أن يُثري الله مالك فزكّه.

وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك فأكثر من الصدقة.

وإذا أردت أن يُطيل الله عمرك فصل ذوي أرحامك.

وإذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهّار4. ________________________________________

4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 82، ص 164.

 

67

 

https://t.me/wilayahinfo
https://chat.whatsapp.com/CaA0Mqm7HSuFs24NRCgSQ0
ملاحظة: سيكون النشر في 02-12-22 من كل شهر

 

شاهد أيضاً

بداية الطريف 20

الدرس الثامن عشر: ضوابط الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة   الأهداف 1- أن يتعرّف الطالب ...