الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / بداية الطريف 20

بداية الطريف 20

الدرس الثامن عشر: ضوابط الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة

 

الأهداف

1- أن يتعرّف الطالب إلى وسائل الإعلام الحديثة.

2- أن يُدرِك ضوابط استخدامها.

3- أن يحذر من نتائج الإفراط في استخدام هذه الوسائل.

ما المقصود من وسائل الإعلام؟

وسائل الإعلام هي الوسائط الّتي يتمُّ من خلالها الاتّصال بين مرسِل ومتلقِّي بحيث يقوم المرسِل بإرسال ما يُعدُّه من أفكار ومعلومات وبرامج، ويكون دور المتلقِّي هو استقبال هذه الأفكار والتفاعل معها بحسب نوعيّتها والقيمة الثقافيّة الّتي تحملها.

 

مثلاً التلفاز هو وسيلة من وسائل الإعلام، حيث يقوم القيّمون على برامجه بإعداد الموادّ الفكريّة والثقافيّة على اختلافها وبثّها عبر الأثير لتصل للمشاهِد في منزله ويتلقّاها عبر شاشة التلفاز. والتلفاز ليس هو وسيلة الإعلام الوحيدة المنتشرة في عصرنا، حيث يوجد وسائل أخرى لوصول الموادّ الثقافيّة إلينا ومن أهمِّها الإنترنت. أما الوسائل الأقدم من التلفاز والإنترنت فهي الراديو، الصحيفة، المجلّة، والكتاب.. ولكنّ التلفاز والإنترنت هما الوسيلتان الأكثر تأثيراً وانتشاراً واستحواذاً على عقول الناس، خصوصاً الشباب منهم.

 

هاتان الوسيلتان ليستا بريئتين من التّهم، حيث يُرجِع الكثير من الباحثين سبب العديد من المشاكل الاجتماعيّة الّتي نُواجهها إليهما. نعم هاتان الوسيلتان كغيرهما من الوسائل الّتي يُمكن استخدامها في المناحي الإيجابيّة كما السلبيّة.

 

من هذا المنطلق خرجت بعض الأصوات الّتي تدعو إلى بثِّ الوعي والقيام بعمليّة إرشاد للشباب والناشئة وتوجيههما إلى المناحي الإيجابيّة الكامنة في الإنترنت والتلفاز، ليُصبحا أداتين فعّالّتين للتكامل والتطوّر العلمي والمعرفي. ومن جانب آخر ينبغي القيام بعمليّة تنبيه ودقّ ناقوس الخطر للحؤول دون انجراف الشباب للنواحي السلبيّة في الاستخدام، حيث يُصبح هذان الجهازان وسيلتين خطرتين جدّاً، يُمكن أنْ توصلا الشباب إلى الفساد والضياع.


إستنتاج

– وسائل الإعلام هي واسطة من وسائط وصول الثقافة والمعرفة إلى الإنسان.

– التلفاز والإنترنت هما أبرز وسائل الإعلام في عصرنا هذا.

– يُمكن أنْ تُستعمل هاتان الوسيلتان في الكثير من النواحي الإيجابية، كما يُمكن استعمالهما في الكثير من النواحي السلبيّة.

– يجب بثُّ الوعي والقيام بعمليّة ترشيد للشباب حول استخدام هاتين الوسيلتين الخطيرتين.

 

ضوابط استخدام وسائل الإعلام:

ينبغي أنْ يرتبط استخدام أيّ وسيلة في حياتنا بعدّة ضوابط، هذه الضوابط ترجع إلى ثلاثة عناوين رئيسة:

1- الحليّة والحرمة الشرعيين.

2- الوقت.

3- الهدف.

 

1 – الحليـّة والحرمة: ينبغي أنْ يُراعي المستخدِم للتلفاز أو للإنترنت أنْ يكون مورد الاستخدام حلالاً لا يُغضب الله عزَّ وجلَّ. وينبغي أخذ العلم بأنّ مشاهدة الصور الإباحيّة أو الأفلام المخلّة بالآداب من الأمور الّتي حرّمتها الشريعة المقدّسة. والمرتكب لها سيناله عذاب أليم لمخالفته أوامر الله، ولاستخفافه بحضور الله عزَّ وجلَّ وكونه رقيباً وشاهداً على كلِّ شيء. ألم يَقُل الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾1، ألم يقل أيضاً: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إلّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إلّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إلّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثمّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾2، إذن عند التفكير بأمرٍ محرّم أثناء العمل على الإنترنت أو أثناء الخلوة بالتلفاز في المنزل، يجب تذكّر رقابة الله عزَّ وجلَّ على الأعمال، وأنّ أيّ محرّم يُرتكب، يجعل الله أهون الناظرين. ومن الأمور العجيبة أنّ الإنسان قد يستحي من ارتكاب المحرّم أمام والديه أو إخوته،

1- سورة ق، الآية: 16.

2- سورة المجادلة، الآية: 7.


ولكنّه يتجرّأ أمام جبّار السماوات والأرض مع يقينه أنّه يراه ويُحيط بكلِّ عمل يعمله.

 

2- الوقت: يجب أنْ يُعطي الإنسان لكلِّ شيء في حياته الوقت الّذي يستحقه من دون أنْ يهضم أوقات أمور أخرى. ومن الملاحظ أنّ ظاهرة الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفاز أو أمام مواقع الإنترنت باتت مُنتشرة بين الشباب، والّذي يدعو للقلق أنّ هذه الساعات الطويلة أكثر ما تكون لأجل أمور تافهة، كمشاهدة المسلسل تلو المسلسل، أو البرامج الّتي لا تُقدِّم مادّة فكريّة أو ثقافيّة. أو إجراء محادثات عبر الإنترنت لا تجلب أيّ فائدة. مع أنّ الإنسان المؤمن يجب أنْ يوزّع وقته، بين العلم والعمل والعبادة، وتنمية المهارات، والاهتمام بالأهل والعيال، والترفيه عن النفس. ولذلك ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام: “اجتهدوا في أنْ يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الّذين يُعرّفونكم عيوبكم ويُخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرّم”3، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: “إنّ ليلك ونهارك لا يستوعبان لجميع حاجاتك فاقسمها بين عملك وراحتك”4. فهذا هو التوازن الحياتي الّذي دعى إليه الإسلام. ولذلك نجد أنّ أغلب من استغرق واستنفذ ساعات عمره في جهة واحدة، قد وجد مرارة الخسران في الجهات الأخرى المهملة.

 

3 – الهدف: ينبغي للإنسان العاقل أنْ يضع هدفاً سامياً عند استخدامه للتلفاز والإنترنت. فمثلاً، يُمكنه مشاهدة المسلسلات الاجتماعيّة الهادفة، أو مشاهدة المحاضرات الدينيّة والتعليميّة. أو متابعة قنوات البرامج العلميّة، وما شاكل ذلك. وبالنسبة للإنترنت، فهو مليء بآلاف المواقع الّتي تُنمّي القدرات اللغويّة والثقافيّة والعلميّة والدينيّة، فيجب البحث عن هذه المواقع والاستفادة منها. إنّ مجال الاستفادة من الشبكة العنكبوتيّة بات واسعاً جدّاً، وباتت هذه الشبكة أساساً مهمّاً للتنمية الاقتصاديّة، وللتجارة، ولتوسعة المدارك العلميّة، وللتواصل الاجتماعي بين البشر، فلا تجعلها سبباً لضياعك وتلف ساعات عمرك.

 

تذكّر أنّك قد تستمتع الآن بما تصرفه من وقت على بعض الملهيات في الإنترنت، ولكنّك ستندم أشدّ الندم عندما تجد بعض رفاقك قد طوّر نفسه واستفاد من وقته ووصل لهدفه السامي في الحياة، وأنت لم تتقدّم خطوة واحدة نحو الأمام.

 

3- ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج 2، ص 1111.

4- عيون الحكم والمواعظ، ص 155.


إستنتاج

– ينبغي مراعاة الحلال والحرام والوقت والهدف حين استخدام التلفاز والإنترنت.

– مشاهدة الصور الإباحيّة والأفلام المخلّة بالآداب يُعتبر مُحرّماً في الشريعة الإسلامية.

– ينبغي الحذر من جعل الله عزَّ وجلَّ أهون الناظرين، وذلك بالتجرّؤ على عمل الحرام.

– ينبغي توزيع الوقت على مختلف نواحي الحياة بحسب الأهميّة والحاجة.

– الإنسان العاقل هو الإنسان الّذي يحمل هدفاً سامياً في حياته.


للمطالعة

الإعلام الغربيّ والحريـّة المزعومة

يتباهى الإعلام الغربيّ بالكثير من الشعارات الوهميّة الّتي يحملها، ومنها شعار الحريّة، والّذي استفاد منه بأسوأ أنواع الإستفادة، ووصل بهم الأمر للجرأة على إهانة الرسول الأعظم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي المقابل يُقيمون الدنيا ولا يُقعدونها إذا شكّك أحدٌ ما بقضيّة المحرقة النازيّة المزعومة، يقول الإمام الخامنئي دام: “وفقاً لحريّة التعبير هذه لا يُمكن إظهار أيّ تشكيك في أسطورة محرقة اليهود أو نفيها، ولكنْ تجوز الإساءة إلى مقدّسات أكثر من 1,5 مليار مسلم”.

 

وكدليل على هذه العقليّة المتحيّزة للجانب الصهيوني، والّتي يُسيطر عليها المستكبرون يذكر سماحة الإمام الخامنئي دام ظله قضية حصلت معه في بدايات الثورة الإسلامية في إيران فيقول: “في إحدى المرّات أُرسل أحد بيانات الإمام الخميني قدس سره إلى أمريكا من أجل نشره في الصحف الأمريكيّة لأنّها واسعة الانتشار، إلّا أنّ الصحف الأمريكيّة الّتي تتبجَّح بالحريّة لم تكن مستعدّة لنشر ذلك البيان على صفحاتها، في حين أنّ الّذين كانوا يُريدون نشر ذلك البيان كانوا على استعداد لتقديم مبلغ كبير من المال (عدّة آلاف من الدولارات) من أجل نشره. إلّا أنّ جميع الصحف هناك رفضت بإصرار نشر ذلك البيان على صفحاتها. هذه هي الحريّة الّتي تدّعيها صحافة الأعداء…”5.

5- الإعلام، مركز الإمام الخميني، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1. 2007م/1427هـ، ص16 ـ 17.

 

 

https://t.me/wilayahinfo
https://chat.whatsapp.com/CaA0Mqm7HSuFs24NRCgSQ0

ملاحظة:سيكون النشر في 02-12-22 من كل شهر

 

 

بشكر الله عزوجل والصلاة على محمد وآل محمد

وبالسلامة لأمام الامة الخامنئي العظيم نختتم الكتاب .

شاهد أيضاً

بداية الطريف 19

الدرس السابع عشر: ولاية الفقيه   الأهداف 1- أن يتعرّف الطالب إلى معنى ولاية الفقيه. ...