الرئيسية / شخصيات اسلامية / أنساب الأشراف 12

أنساب الأشراف 12

95 – وأما سامة بن لؤي ، فإنه وكعب بن لؤي أخاه جلسا على الشراب . ففقأ سامة إحدى عيني كعب ، وخرج هاربا . فأتى عمان ، فتزوّج ناجية بنت جرم بن ربان – وهو علاف – بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .
فيقال إنّ سامة ركب بعيرا له بعمان ، وأرخى رأسه . فجعل يرعى . فوقع فم البعير على حشيشة تحتها [ 2 ] أفعى . فنهشته في مشفره ، فنفضها . فوقعت على سامة ، فنهشته في ساقه فقتلته . فقال الشاعر [ 3 ] :
عين بكَّى لسامة بن لؤيّ * حملت حتفه إليه الناقة
عين بكى لسامة بن لؤي * علقت ما بساقه العلاقة
96 – / 20 / قال هشام ، فأخبرني أبى ، عن عدة ، عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ، أنه قال :
سامة حق ، أما العقب فليس له . قال هشام : وأما من ثبت العقب
لسامة ، فإنهم يقولون : كان له بمكة ابن يقال له الحارث ، وأمه هند بنت تيم الأدرم [ 4 ] ، بن غالب . فماتت هند . فحمل الحارث معه إلى عمان .
وتزوج سامة ناجية بعمان ، أو بسيف من أساف البحر ، فولدت له غالب بن سامة . فهلك وهو ابن اثنتي عشرة سنة . وخلف الحارث على ناجية
نكاح مقت ، فعقب سامة منه . وقوم يقولون : كان لناجية ولد من غير سامة ، وكان سامة متبنيا له . فنسب إليه . فالعقب لذلك الولد . وقال بعضهم : إنّ سامة شرب مع أخيه كعب . فرأى كعبا قد قبل امرأته . فأنف من ذلك ، فهرب إلى عمان . فقال الشاعر في ذلك ، وهو المسيّب بن علس :
وقد كان سامة في قومه * له أكل وله مشرب
فساموه خسفا فلم يرضهم [ 1 ] * وفي الأرض ( من ) خسفهم مهرب
ومن قال إنه تزوج ناجية بنت جرم [ 2 ] بتهامة ، فقد غلط .
97 – فولد كعب بن لؤي
– وتكنى أبا هصيص – مرّة بن كعب ، وهصيص ( وأمهما مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر ) ، وعدى بن كعب ( وأمه رقاش بنت ركبة بن بلبلة بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو ابن قيس بن عيلان ) .
98 – فولد مرّة بن كعب
– وتكنى أبا يقظة [ 3 ] – كلاب بن مرّة ( وأمه هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة ) ، و ( يقظة بن مرة ، و ) تيم بن مرة ( وأمهما أسماء بنت سعد بن عدي بن حارثة ، من [ 4 ] بارق من الأزد . وقال غير الكلبي : اسم أم كلاب : نعم بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث
ابن مالك . وقول الكلبي أثبت .
99 – فولد كلاب بن مرة
– وتكنى أبا زهرة – زيد بن كلاب وهو قصيّ ، ، وزهرة بن كلاب . وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل – وهو خير – بن حمالة ابن عوف بن غنم بن عامر الجادر ، من الأزد . وبعضهم يقول حمالة ، بالكسر –
وقال هشام : يزعم بنو عبد الرحمن بن عوف أن اسم زهرة « المغيرة » ، وأن كلابا كان يكنى أبا المغيرة . وكان يقال « صريحا قريش ابنا كلاب » . وزعم هشام والشرقي أن عامر بن عمرو بن جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر [ 1 ] بن الأزد بنى جدار الكعبة وهي من سيل أتى في أيام ولاية جرهم البيت ، فسمى الجادر . قال هشام : وذكر الشرقي بن القطامي أن الحاج كانوا يتمسحون بالكعبة ، ويأخذون من طيبها وحجارتها تبركا بذلك ، وأنّ عامرا هذا كان موكلا بإصلاح ما شعث من جدرها ، فسمى الجادر . قالوا :
وكان سعد بن سيل وقومه مع بنى كنانة . وفي سعد يقول الشاعر [ 2 ] :
ما أرى في الناس طرا رجلا * حضر البأس كسعد بن سيل
فارس اضطر فيه عسرة * وإذا ما وافق القرن نزل
وتراه يطرد الخيل كما * يطرد الحر القطاميّ الحجل
وكان سعد بن سيل ، فيما يقال ، أول من حلَّى السيوف بالفضة والذهب .
وكان أهدى إلى كلاب مع ابنته فاطمة سيفين محليين . فجعلا في خزانة الكعبة .
وقال قصيّ :
أنا الذي أعان فعلى حسبي * وخندف أمي واليأس أبى
100 – قالوا : وإنما سمى زيد بن كلاب « قصيا » ، لأن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة قدم مكة حاجا ، فأقام بها . فلما مات كلاب ابن مرة ، خلف على امرأته فاطمة بنت سعد بن سيل . وكانت قد ولدت لكلاب زهرة وزيدا ، وكان زيد حين مات [ 3 ] أبوه صبيا صغيرا . ثم إن ربيعة خرج
إلى / 21 / بلاد قومه ، وحمل فاطمة وزيدا ابنها معه . وتخلف زهرة بمكة .
فسمى زيد قصيا لبعده من دار قومه ، وأنه أقصى عنهم . وولدت فاطمة لربيعة ابن حرام : رزاح بن ربيعة ، وحنّ بن ربيعة . فهما أخوا قصى لأمه . ويقال إنّ أخا قصيّ لأمه منهما رزاح بن ربيعة ، وإنّ حن بن ربيعة من امرأة سوى فاطمة . وإنّ قصيا خرج من بلاد عذرة حتى أتى مكة .
101 – حدثني عباس بن هشام ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :
لما بلغ قصى ، جهزته أمه وزينته . فخرج مع حجاج عذرة ، حتى أتى مكة .
فعرفت له قريش قدره وفضله ، وأعظمته حتى أقرت له بالرئاسة والسؤدد .
وكان أبعدها رأيا ، وأصدقها لهجة ، وأوسعها بذلا ، وأبينها عفافا . وكان أول مال أصابه مال رجل قدم مكة بأدم كثير ، فباعه . وحضرته الوفاة ، ولا وارث له . فوهبه له ، ودفعه إليه . وكانت خزاعة مستولية على الأبطح والبيت ، وكانت قريش تحلّ الشعاب والجبال وأطراف مكة وما حولها . فخطب قصى إلى حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة ، وهو لحيّ ، ابنته حبّى بنت حليل . فزوجه إياها . وكان حليل يتولى أمر البيت ، ويتقلد رئاسة خزاعة يومئذ . فلما كبر وضعف ، دفع مفاتيح الكعبة إلى ابنته حبى .
فكانت تأمر قصيا بفتحها مرة ، وتأمر أخاها المخترش – وهو أبو غبشان بن حليل – بذلك أخرى . ثم مات حليل ، وصارت الرئاسة إلى ابنه المخترش .
فسأل قصى أن يجعل سدانة البيت إليه ، ففعل . قال هشام : ويقال إنّ حليل ابن حبشية أوصى لقصي بسدانة البيت إكراما لابنته بذلك . ويقال إنّ قصيا [ 1 ] سأل المخترش أن يجعل إليه السدانة ، وبذل له ناقة كانت له ناجية ، وزاده زق خمر . فصيرها إليه . وأنّ المخترش كان مضعوفا .
102 – قالوا : ولما أخذ قصى مفاتيح الكعبة إليه ، أنكرت خزاعة ذلك ، وكثر كلامها فيه . وأجمعوا على محاربة قصى وقريش ، وطردهم من مكة وما والاها .
فبادر قصى باستصراخ رزاح بن ربيعة وأخيه حنّ بن ربيعة . وكان رزاح سيد قضاعة وقائدها . فسار إليه منجدا له في الدهم منها ، ومعه أخوه حنّ .
فقاتل قصى خزاعة وألفافها من كنانة ومن ولد الربيط [ 1 ] وهو الغوث بن مرّ [ 2 ] بن أدّ بن طابخة بن اليأس بن مضر . فلما ظهر قصى على خزاعة ، أخرجها من مكة وأدخلها قريشا وقسمها رباعا بينهم ، وتولى أمر البيت . وقد كان أبقى على خزاعة بعض الإبقاء للصهر بينه وبينهم . فلما خرجوا عن مكة ، وقع فيهم الوباء فمات بشر منهم . وسمى قصى مجمعا لجمعه قريشا وقيامه بأمرهم .
103 – ويقال إن قصيا لم يحتج إلى محاربة خزاعة ، لأن رزاحا لما ورد مكة ، أذعنت لقصي وهابت حربه ، وخرجت عن مكة ، فدخلها . قال حذافة بن
غانم بن عامر القرشي [ 3 ] :
أبوكم قصيّ كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم * به زيدت البطحاء فخرا على فخر
وقال رزاح حين أنجد قصيا :
وإني في الحياة أخو قصيّ * إذا ما نابه ضيم أبيت
فما لبثت خزاعة أن أقرّت * له بالذّل لما أن أتيت
104 – وحدثني علي بن المغيرة الأثرم ، عن معمر بن المثنى أبى عبيدة ، قال :
كان الذي أخذ قصى البيت منه أبو غبشان . واسمه سليم بن عمرو بن بويّ ابن ملكان . والأول أصح وأثبت .
قال أبو عبيدة : قال الناس : أخسر من صفقة أبى غبشان وقال / 22 / الشاعر :
أبو غبشان أظلم من قصيّ * وأظلم من بنى فهر خزاعة
فلا تلحوا [ 1 ] قصيا في شراه * ولوموا شيخكم إذ كان باعه

شاهد أيضاً

في رحاب الولي الخامنئي – الإمام علي عليه السلام 04 \ 17

الفصل الرابع:   الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام مزايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ...