الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / الولاء والولاية من كتب الفكر الاسلامي 08

الولاء والولاية من كتب الفكر الاسلامي 08

وقد جاء عن الإمام الصادق(ع):
(فإنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب، والناصب لنا أهل البيت لأنجس منه)[16].

إنّ هذا النوع من الولاء إذا نسب إلى أهل البيت, وقلنا أنهم (أصحاب الولاء) فهو (ولاء القربة). أما إذا نسب إلى المسلمين من حيث واجبهم نحو أهل البيت، فهو (ولاء المحبة).

أما كون لفظة (ولاء) تستعمل بمعنى المحبة، فلا نقاش فيه. وهذا كثيراً ما يواجهنا في الزيارات حيث نقرأ:
(موال لمن والاكم، ومعاد لمن عاداكم).

فلا شك في أن معنى ذلك هو أني أحب من يحبكم وعدو لمن يعاديكم. أو نقرأ:
(موال لكم ولأوليائكم ومعاد لأعدائكم) وكثير مثل ذلك.

هنا يتجه البحث وجهتين، الأولى: هل تستعمل كلمة (ولي) بمعنى المحب خاصة؟ الثانية: ما معنى كلمة (ولي) التي استعملت في الآية: {إنما وليكم الله} التي تثبت ولاية أمير المؤمنين علي(ع)؟

يرى بعضهم أن هذه الكلمة حيثما استعملت في القرآن توهم أنها تعني( المحب)، ثم يتضح بعد التدقيق أنها ليست بهذا المعنى. فالآية:
{ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}[17] لا تعني أن الله يحب أهل الإيمان، بل تعني أن الله بعنايته الخاصة يتصرف بشؤون أهل الإيمان، وأن أهل الإيمان ينعمون في حفظ الله وصيانته الخاصة. كذلك هي الحال في الآية:

{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[18].
فهي تعني أن ليس على أحباء الله خوف. إنّ لفظة (ولي) هنا على وزن فعيل بمعنى مفعول. وعليه يكون المعنى: أن الذين يكون الله ولي أمرهم والمتصرف في شؤونهم لا خوف عليهم. وكذلك الأمر في الآية:
{الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}[19].

إذ ليس المعنى أن المؤمنين والمؤمنات يحب بعضهم بعضاً، بل المعنى هو أن المؤمنين يلتزم بعضهم شؤون بعض, ويتصرف فيها ويؤثر أحدهم في مصير الآخر. ولذلك فهو يقول بعد ذلك:
{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[20].

هنا يتضح جواب السؤال الثاني. فالمقصود من الآية المذكورة ليس أن الله والرسول وعلياً أحباؤكم، بل المقصود هو أنهم ذو حق في التصرف في شؤونكم.

وحتى لو صح استعمال (ولي) بمعنى المحب، فهي لا تنسجم هنا مع القول بأن الله ومحمداً وعلياً أولياؤكم حصراً. ومن هذا يتضح أن تفسير بعض مفسري أهل السنة بأن مفاد هذه الآية ليس شيئاً مهماً، وإنما هي تعني أن علياً محب لكم، أو أن علياً ينبغي أن يكون محبوبكم(إذا قلنا أن فعيلاً بمعنى مفعول)، غير صحيح.

وعليه، فإن الآية الشريفة {إنما وليكم الله} .. وهو الولاء الإيجابي الخاص، لا يعني المحبة صرفاً، بل هو ولاء أرفع. فما هو هذا الولاء الأرفع؟ سيأتي بيان ذلك قريباً.

 

 

 

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/CaA0Mqm7HSuFs24NRCgSQ0

 

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...