شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين2
5 مايو,2019
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
1,150 زيارة
( طلب الحوائج إلى الناس مذلة للحياة ومذهبة للحياء ، واستخفاف
بالوقار ، وهو الفقر الحاضر . وقلة الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر ) .
( إن أحبكم إلى الله تعالى أحسنكم عملا ، وإن أعظمكم عند الله عملا
أعظمكم عند الله رغبة ، وإن أنجاكم من عذاب الله سبحانه أشدكم خشية لله
سبحانه ، وإن أقربكم من الله عز شأنه أوسعكم خلقا ، وإن أرضاكم عند
الله جل جلاله أسعاكم على عياله ، وإن أكرمكم على الله عز وجل أتقاكم
لله سبحانه وتعالى ) .
( لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ، ولا كرم إلا بتقوى ، ولا
عمل إلا بنية ، ولا عبادة إلا بالتفقه ) .
( ورأى – صلوات الله عليه – عليلا قد برئ ، فقال له : ليهنؤك
الطهور من الذنوب ، إن الله قد ذكرك فاذكره ، وأقالك فاشكره ) .
يا سوأتاه لمن غلبت أحداته عشراته ) . ( يريد أن السيئة بواحدة ،
والحسنة بعشرة ) .
( إن من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار ، والتوسع على قدر
التوسع ، وإنصاف الناس من نفسه ، وابتداءه إياهم بالسلام ) .
( ثلاث منجيات للمؤمن : كف لسانه عن الناس وعن اغتيابهم وشغله
لنفسه بما ينفعه في آخرته ودنياه ، وطول البكاء على خطيئته ) .
( ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله تعالى ، وأظله الله يوم
القيامة في ظل عرشه ، وآمنه من فزع اليوم الأكبر : من أعطى الناس من
نفسه ما هو سائلهم لنفسه ، ورجل لم يقدم يدا ولا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة
لله قدمها أو في معصية رجع عنها وتاب منها ، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى
يترك ذلك العيب من نفسه ، وكفى بالمرء شغلا بعيب نفسه عن عيوب الناس ) .
وقال لابنه ( محمد الباقر ع ) : ( افعل الخير إلى كل من طلبه منك
فإن كان أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن بأهل كنت أنت أهله ، وإن
شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره ) .
( ضل من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سفيه يعضده ) .
( أربع هن ذل : البنت ولو مريم ، والدين ولو درهم ، والغربة ولو
ليلة ، والسؤال ولو كيف الطريق ) .
( عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته ) .
( إياك والابتهاج بالذنب فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه ) .
( من ضحك ضحكة مج من عقله مجة علم ) .
( إن الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر ) .
وأوصى ولده الباقر فقال : يا بني لا تصحب خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق :
لا تصحبن الفاسق فإنه يبيعك بأكلة فما دونها . قال : وما دونها .
قال يطمع فيها ولا ينالها . والبخيل فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه .
والكذاب فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ، ويقرب إليك البعيد . والأحمق
فإنه يريد أن ينفعك فيضرك . وقاطع الرحم فإني رأيته ملعونا في ثلاثة مواضع
من كتاب الله ) . ( 1 ) وكان يقول لأولاده : ( يا بني إذا أصابتكم مصيبة من
الدنيا ، أو نزلت بكم فاقة ، أو أمر فادح ، فليتوضأ الرجل منكم وضوءه
للصلاة ، وليصل أربع ركعات أو ركعتين ، فإذا فرغ من صلاته فليقل :
يا موضع كل شكوى ، يا سامع كل نجوى ، يا شافي كل بلوى ، ويا عالم كل
خفية ، ويا كاشف ما يشاء من كل بلية ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت
قوته ، وقلت حيلته ، دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو
فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
قال رضي الله عنه لا يدعو به أحد أصابه بلاء إلا فرجه الله عنه ) . ( 2 ) .
* * *
وليست هذه الكلمات التي استعرضتها هي كل ما اطلعت عليه من أقوال
الإمام ( ع ) ، وإنما هي نقطة من بحر حكمه البالغة وتعاليمه الرشيدة ، ولكنها
على قلتها تفي بالغاية التي أردت ، حيث يبصر القارئ من خلالها أن الإسلام
غني قلتها تفي بالغاية التي أردت ، حيث يبصر القارئ من خلالها أن الإسلام
غني بمبادئه وتعاليمه عن كل جديد ، غريبا كان أو شرقيا ، وأنه يصدر ولا
يستورد ، ويعطي ولا يأخذ .
أجل هذه قطرة من بحر حكم الإمام البليغة ، ولمعاته ، المضيئة التي
لا تختص بجهة دون جهة ، ولا بناحية دون أخرى ، إنها ليست لزمان دون
زمان . إنها القرآن ، بل هو القرآن الناطق الذي فيه تبيان كل شئ . . .
لذلك ولهذا كله فقد قضيت في شرح هذه الرسالة فترة من حياتي
استروحت فيها ما لا أستروحه في سواها من مؤلفاتي .
فترة أوصلتني بالسماء ، وفتحت لي فيها نوافذ مضيئة وكوى مشعة .
وهي في الوقت ذاته تثبت قدمي في الأرض وتشعرني أنني أقف على أرض صلبة
لا تدنسها الأوحال ولا تزل فيها الأقدام .
استروحت هذه الأشعة الطلقة من ( رسالة الإمام ) لتكون كسبا لروحي
أولا ولذاتي ، وربما شاركني فيه الناس إذا أنا جمعته لهم في كتاب .
ووفق الله وسرت في هذا الشوط خطوات . . . ولم أتقيد به على وجه الدقة
إنما تقيدت فقط بأن يكون في حلقتين تصدر تباعا إن شاء الله . أرجو أن
يوفق الله إلى إكمال هذا العمل .
https://t.me/wilayahinfo
2019-05-05