19حركات الدجالين في العراق – لأية الله الشيخ الكوراني
26 أكتوبر,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
1,218 زيارة
(8) العنف والتكفير طابع خطابه وأتباعه
وهذا واضح من عامة كتبه وبياناته وكلام أصحابه وتصـرفهم ! فمنطقهم خيالي عنيف كمتطرفي القاعدة ! وهذا نموذج واحد من كلامه:
(أعلن بإسم الإمام محمد بن الحسن المهدي أن:كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الإمام المهدي بعد13رجب1425هـ ق فهو خارج من ولاية علي بن أبي طالب وهو بهذا إلى جهنم وبئس الورد المورود وكل أعماله العبادية باطلة جملة وتفصيلاً ) ! وصي ورسول الإمام المهدي (ع) إلى الناس كافة أحمد الحسن- 13/6/1425 هـ . ق.). انتهى.
كما أن الصفة المشتركة له ولأتباعه المراوغة في الألفاظ والأفكار ، والعامية والجهل والغرور المفرط بأنفسهم ، حتى أن الإمعة منهم يدعي لنفسه مقامات عظيمة !
وغرور أحدهم بنفسه ليس غروراً مسالماً ، بل غرور عدوانيٌّ على كل الناس ! يطفح شرره من منطقه ، ويصعد دخانه من رأسه ! ويغلي صدره حقداً على مراجع الدين الكبار في النجف وقم ، وعلى بقية العلماء والطلبة ، فيصفهم بأقسى الأوصاف ! حتى أنه يستحل دماءهم لأنهم برأيه العقبة الكأداء أمام دعوته !
ثم تراه في تعامله وكلامه ، لايحترم أصولاً ولا يعرف حدوداً ، حتى حدود التعامل الإجتماعي العادي ، فضلاً عن اللياقات !
بل لايحترم اللغة ومعانيها ولا يقف عند حدودها ، فتراه يقفز على المعنى الثابت لأي كلمة أو آية ، ويفسـرها بالتمحل والمحال ، من أجل تأييد بدعته !
إن مشكلة أحدهم أنه لم يَبْنِ أمره على الصدق ، بل اختار عن سبق إصرار أهواءً وعمقها في نواياه وتمسك بها ، مصراً على جهله ، معانداً في خطئه !
إنهم حقاً فصيل من خوارج العصر ، بكل ما يحمله عصـرنا من مادية وعبادة للذات وتمرد على بديهيات العقل . فجوهرهم والتكفيريين والقتلة واحد ، لا فرق بينهم إلا بالأسلوب والأدوات !
فقد اختار أولئك لتحقيق ذواتهم أدوات الإسلام والتكفير ، وإسم أهل السنة والجماعة ، وادعاء الجهاد . واختار هؤلاء أدوات المهدية وادعاء تكليف الله لهم بالثورة ، وقتل من يقف في طريقهم لأنه كافر ! أعاذ الله المسلمين منهم جميعاً .
(9) حيلتهم في الإستدلال بالإستخارة !
قال لي صاحبه وهو يحثني على الإيمان بإمامه : ألا تؤمن بالقرآن ؟
قلت: بلى . قال: فاستخر الله وافتح القرآن وانظر الآية ، فإن كانت الإستخارة جيدة فاتبعه ، وإلا فلا .
وكان أحد الفضلاء حاضراً في المجلس فقال له: هل أنت متزوج ؟
قال: نعم . قال: وصاحبك هذا؟ قال: لا .
فنهض وأخذ له القرآن وقال له: هذا القرآن فاستخر الله تعالى على أن تطلق زوجتك وتؤثر بها أخاك ! فبهت صاحبه واسمه صالح ! فقال له الشيخ: مالك ألا تؤمن بالقرآن ! خذ القرآن واستخر الله تعالى . فلم يقبل .
فقال له: أنت لم تستخر على طلاق زوجتك ، وتريد من فلان أن يستخير على تبديل دينه ؟!
فقلت له: إفهم عليَّ:
الإستخارة معناها أنك متحير بين أمرين مباحين لا تعرف أيهما أرجح ، فتدعو الله تعالى وتفتح القرآن ، فتفهم من الآية الأمر أو النهي أو ترجيح أحدهما .
هذا إذا كان الأمر مباحاً ، أما إذا كان واجباً أو حراماً فالإستخارة عليه غلط ، لأن الله أعطاك الموقف منه ، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا . (الأحزاب:36) فما قضى الله فيه أمراً لا خيرة ولا استخارة فيه .
وهذا كله في السلوك والأعمال ، أما العقائد فليست مجالاً للإستخارة أبداً ، لأن الله تعالى قضى فيها وأوجب الإعتقاد بما صح للعقل منها ، ونهى عما لم يصح .
بل لامعنى للإستخارة في العقائد ، لأن معناها جواز الطرفين ، وأنك مخير بين هذا وعدمه ، وليس في العقائد ما أنت مخير بين الإعتقاد بأنه حق أو بأنه باطل !
فأنت عندما طلبت مني أن أستخير على اتباع أحمد الحسن ، فمعناه أنك تقر أني مخير بين اتباعه وعدم اتباعه ، لأنهما جائزان ، فهل تقر بذلك ؟
فإن قلت نعم ، فأنا مخير واختار عدم اتباعه ، وإن قلت: كلا ، لأن الإستخارة بزعمك تأتي دائماً بوجوب اتباعه ، وهذا معجزة .
قلنا لك: نحن في هذا المجلس عشرة أشخاص ، والآن ندعو ونفتح القرآن ، فإن خرجت آية لأحدنا فيها نهيٌ أو تحذيرٌ أو وعيدٌ بالنار ، فمعناها أن أحمد الحسن باطل ، هل تقبل بذلك وتلتزم به ؟ قال: لا .
قال له أحد الحاضرين: ما رأيك أن نستخير على أن أحمد الحسن دجال شيطان ، فإن خرجت الآية جيدة ، فهل تقبل بذلك ؟ قال: لا .
قال أحدهم: ما رأيك أن نستخير على النبوة ؟ أو الألوهية ؟
قال: هذا لا إستخارة عليه .
فقيل له: فثبت بذلك أنكم انتقائيون في الإستخارة ، تقبلون بها إن استطعتم التلبيس بها لتأييد بدعتكم ، وترفضونها إن خالفت بدعتكم !
الاسلام والحياة الدجالين في العراق بحوث اسلامية 2019-10-26