اخلاق أهل البيت – السيد مهدي الصدر 09
29 أغسطس,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
912 زيارة
علاج الكذب :
فجدير بالعاقل أن يعالج نفسه من هذا المرض الأخلاقي الخطير ، والخُلُق الذميم ،
مستهدياً بالنصائح التالية :
( 1 ) – أن يتدبر ما أسلفناه من مساوئ الكذب ، وسوء آثاره المادية والأدبية على
الانسان .
( 2 ) – أن يستعرض فضائل الصدق ومآثره الجليلة ، التي نوّهنا عنها في بحث الصدق .
( 3 ) – أن يرتاض على التزام الصدق ، ومجانبة الكذب ، والدأب المتواصل على ممارسة هذه
الرياضة النفسية ، حتى يبرأ من هذا الخلق الماحق الذميم .
مسوغات الكذب :
لا شك أنّ الكذب رذيلة مقيتة حرمها الشرع ، لمساوئها الجمة ، بيد أنّ هناك ظروفاً
طارئة تبيح الكذب وتسوغه ، وذلك فيما إذا توقفت عليه مصلحة هامة ، لا تتحقق إلا به ،
فقد أجازته الشريعة الاسلامية حينذاك ، كانقاذ المسلم ، وتخليصه من القتل أو الأسر ،
أو صيانة عرضه وكرامته ، أو حفظ ماله المحترم ، فانّ الكذب والحالة هذه واجب اسلامي
محتم .
وهكذا إذا كان الكذب وسيلة لتحقيق غاية راجحة ، وهدف إصلاحي ،
فإنه آنذاك راجح أو مباح ، كالاصلاح بين الناس ، أو استرضاء الزوجة واستمالتها ، أو مخادعة الأعداء في
الحروب .
وقد صرحت النصوص بتسويغ الكذب للأغراض السالفة .
قال الصادق عليه السلام : « كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلا في ثلاثة : رجل كايد في
حربه فهو موضوع عنه ، أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى هذا يريد بذلك
الاصلاح فيما بينهما ، أو رجل وعد أهله شيئاً وهو لا يريد أن يتم لهم » ( 1 ) .
2019-08-29