10 جدال في شهر العسل – السيد حسين الحيدري
19 سبتمبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, قصص وعبر
687 زيارة
الفصل التاسع
بعد أداء فريضتي الظهر والعصر وتناول طعام الغداء، هيأتْ هدى الشاي وصبتْ كوبين لهما يحتسيانه مع قطع الكيك اللذيذ، ووضعتْ شيئاً مِنَ المكسرات المتنوعة التي اشترت هي بعضها والتي اشتراها علي في إناء، شكرتْ هدى الله تعالى بأنْ جعل شهر العسل مدرسة دينية أو جامعة إسلامية، تضمُّ في صفوفها طالبة واحدة وتصغي لدروس أستاذ واحد،
وهو معلمٌ قديرٌ فريدٌ مِنْ نوعه، بارعٌ في محاضراته، سريعُ البديهة حاضرُ الجواب في جميع حواراته، فاستعاضتْ بذلك عن حضور دروس الجامعات، صمتتْ هدى برهة قصيرة، فإذا بزوجها يفاجئها بقنبلة مدوّية لم تتوقعها منه مُطلقاً، حيثُ نفى بشكلٍ قاطع أيّ تشابُهٍ لِحالهما الذي هُما عليه، مع صفوف الجامعات الأكاديمية ولا الدروس الحوزوية، تعجبّتْ هدى وسألته عن سببِ عدم التشابه، فأوضحَ لها بأنّ أستاذ الجامعة أو مدرّس الحوزة، يُحضِّر درساً محدّداً يختارُهُ هو ثم يُلقيه على طلبته،
وبعد إكمال الدرس يفتح باب السؤال والحوار، أمّا ما نحنُ فيه فهو شبيهٌ بغرفِ التحقيق داخل السجون، حيث يوجِّه ضابط التحقيق أسئلته للمتهم، فيقوم هو بالدفاع عن نفسه، قهقهتْ هدى عالياً في البداية لهذا التشبيه، ولم تمتلك نفسها فاستلقتْ على قفاها بسبب ضحكها الشديد، لكنها بعد فترة بدأتْ تشعرُ بالحياء والخجل مِنْ زوجها، بسببِ وصفهِ الدقيق لأسئلتها، حيثُ أدركتْ بأنه وصفٌ يُطابق الواقع، فهي تسأل متى تشاء وكيف تشاء وتطلبُ منه الانتقال مِنْ موضوعٍ لآخر،
دون أنْ تدَعَ له حُريّة الاختيار، خيّم بعدها الهدوء عليهما لمدّة وجيزة، طلبَ عليٌّ منها طرح ما ترغب مِنْ مواضيع، لكنها امتنعتْ بشدّة، لأنها لا تريدُ القيام بدور ضابط التحقيق بعد الآن، قهقه عليٌّ هذه المرّة بصوتٍ مُرتفعٍ، ثم أقسم لها بأنه كان يُمازحها، وأنّ هذه اللحظات التي يقضيانها في الحِوار هي أحلى أيام عمره، وأنه ما كان يتصوّر زوجته عندها كلّ هذه الحساسية مِنَ النكات، ألحّ عليها أنْ تستمرّ في طريقتِها المُثلى وأسلوبها الحكيم، في طرح الأسئلة ومناقشة الأجوبة، طربتْ هدى فرحاً ثم تجرأتْ على طرح ما لديها مِنْ استفسارات.
هدى: انتهينا مِنَ الصلاة فلننتقل لِموضوع آخر.
علي: (مقاطعاً إياها) لكنْ بقيَ موضوعٌ مهمٌ لم تسأليني عنه، وهو الأذان.
هدى: سبحان الله، كنتُ أريد الابتداء بهِ في أول الأمر قبل غيره، لكني نسيته تماماً.
علي: وعسى أنْ تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، تفضلي واسألي الآن.
هدى: لعلّ هناك اختلافان بيننا وبينكم في فصول الأذان، أحدهما (حيّ على خير العمل) وثانيهما (أشهد أنّ علياً ولي الله).
علي: صحيح، جميع المذاهب متفقة على فصول الأذان إلا فيما ذكرتي، ويوجد فرقٌ ثالث هو (لا إله إلا الله) في آخر الأذان، حيث تأتون به مرةً واحدة ونأتي به مرتين.
هدى: صدقتَ يا عزيزي، فما هو دليلكم على هذه الزيادات؟
علي: وهناك اختلافٌ آخر بيننا في أصل تشريع الأذان.
هدى: وماذا تقصد؟
علي: نحن نعتقد بأنّ الوحيَ نزلَ بفصول الأذان على النبي ص مِنْ عند الله تعالى، وتقولون بأنّ عبد الله بن زيد رأى في منامه مَنْ علـَّمه الأذان، فعرض رؤياه على النبي ص فأقرّها رسول الله ص.
هدى: أتذكـَّرُ بأني قرأتُ في سيرة النبي ص ذلك، فهل تعلم أين ورد في مصادرنا؟
علي: نعم، روى ذلك كثيرون، مثل ابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص222، وابن هشام في السيرة النبوية ج1 ص129.
هدى: ولكن هل هناك في مصادرنا ما يوافق رأيكم؟
علي: نعم، توجد أحاديث عندكم تبيّن بأنّها وحيٌ إلهيٌّ، وليس مناماً رآه عبد الله بن زيد، كما هو المشهور لديكم.
هدى: اُذكرْها رجاءً.
علي: ذكر الزيلعي في كتابه (نصب الراية) ج1 ص260: (أنّ النبي ص أُري الأذان ليلة الإسراء وأسمعه مُشاهدة فوق سبع سماوات، ثم قدّمه جبرئيل فأمّ أهلَ السماء، وفيهم آدم ع ونوح ع فأكمل له الله الشرف على أهل السماوات والأرض).
هدى: وهل هناك ما يؤكـِّد كونها وحياً غير هذه الرواية؟
علي: نعم، ذكر ابن هشام في السيرة النبوية ج2 ص12، وابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص232، عن ابن جريح قال: قال لي عطاء: (إئتمر النبيّ أصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة، فبينما عمر بن الخطاب يريد أنْ يشتري خشبتين للناقوس، إذ رأى عمر في المنام أنْ لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة، فذهب عمر إلى النبي ص ليخبره بالذي رأى وقد جاء النبيَّ الوحيُ بذلك، فما راع عمر إلا بلال يؤذن، فقال رسول الله ص حين أخبره بذلك: قد سبقك بذلك الوحي).
هدى: هاتان الروايتان تدلان على كون الأذان بالوحي، وهما تعارضان ما ورد في أنه بالمنام، فكيف الترجيح بينهما؟
علي: ألا تعلمين بأنّ الأذان والصلاة والوضوء وأمثالها، هنّ مِنَ العبادات؟
هدى: نعم.
علي: وهل تعلمين بأنّ العبادات توقيفيّة؟
هدى: وما معنى توقيفيّة؟
علي: أي أنها موقوفة على ما جاء به الله، فلا يجوز لِبشر زيادتها أو نقيصتها مِنْ عند نفسه، بل لابدّ أنْ يؤدِّيها كما أمر الله.
هدى: هذا صحيح.
علي: فهل الأذان يشبه الأمور العبادية التي تـَردُنا تفاصيلها مِنْ عند الله بالوحي، أم هي أشبه بأساليب القتال مثلاً التي تحتاج إلى مشورة.
هدى: بل هي أشبه بالعبادات، لأنها مِنْ أهمّ شعائر الإسلام، حيث تشتمل على أهم العقائد الإسلامية.
علي: أحسنتِ كثيراً، والآن بعد هذه المقدمة، ماذا ترجِّحين منهما؟
هدى: مِنَ الواضح طبعاً ترجيح كونها وحياً إلهياً، ولكنْ قل لي: كيف رجّحتَ أنتَ إحداهما على الأخرى؟
علي: نحن نأخذ بما جاء عن أهل البيت ع، وهُم قالوا بأنها وحيٌ إلهي، بل إنهم أنكروا بشدّة على مَنْ زعم أنها رؤيا رآها بعضُ الصحابة.
هدى: وماذا ورد عندكم عن أهل البيت في الاستنكار؟
علي: في الحدائق الناضرة ج7 ص436، عن الإمام السجاد ع: (ينزلُ الوحي على نبيكم، وتزعمون أنه أخذ الأذان مِنْ عبد الله بن زيد، والأذان وجه دينكم ….).
هدى: جميل، ولكن ماذا عن حيّ على خير العمل؟
علي: لقد كانت على عهد النبي ص كجزء من الأذان والإقامة.
هدى: ما أكثر استغرابي وتعجُّبي مما تنقله لي، فكلما سألتك عمّا تقومون به، تجيبني بأنه كان في زمن النبي ص، ثم تستدلّ عليه مِنْ كتبنا، فلابدّ أنْ نسمّيكم أهلَ السنة، لأنكم تعتمدون على ما ورد عنه ص مِنْ سنته.
علي: بل أزيدك بأنّ (حيّ على خير العمل) كانت على عهد أبي بكر وعمر أيضاً.
هدى: إذنْ أسعفني بالأحاديث التي تذكر ذلك بسرعة، قبل أنْ ينفذ صبري.
علي: عفواً، قبل ذكر الأحاديث، فقد تذكـَّرتُ الآن اختلافاً آخر بيننا وبينكم في الأذان، وهو قولكم في أذان الصبح (الصلاة خيرٌ مِنَ النوم).
هدى: ألم تكن هذه في زمن النبي ص؟
علي: كلا، بل أضافها عمر في زمن خلافته.
هدى: (تنظر إليه شزراً) أثبتْ ذلك إنْ استطعتَ.
علي: روى مالك بن أنس في كتابه (الموطأ) ص54 حديث 91 قال: (إنّ المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائماً، فقال: الصلاة خيرٌ مِنَ النوم، فأمره عمر بأنْ يجعلها في نداء الصبح).
هدى: أليس حلالُ محمد حلالٌ إلى يوم القيامة وحرامُهُ كذلك، فكيف أضافه عمر؟
علي: لا أعلم.
هدى: ولكنْ قبل يومين كان كتابُ الموطأ لا قيمة له عندك، حين رفضتَ رواية (وسنتي) التي رواها مالك.
علي: أولاً: كتابُ الموطأ له قيمة عند أهل السنة، لذا فإني أحتجُّ به عليهم، ثانياً: إنما لم أقبل حديث (وسنتي) لأنه رواها مِنْ غير سندٍ، فهي ضعيفة مِنْ هذه الجهة.
هدى: كأنك تريد أنْ تقول وثالثاً.
علي: نعم، وثالثاً: فقد روى هذه الرواية غير الموطأ.
هدى: ومَنْ رواها؟
علي: روى الدارقطني في سننه ج1 ص243 حديث 40، عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنه قال لِمؤذنه: (إذا بلغتَ حيّ على الفلاح في صلاة الفجر فقل: الصلاة خيرٌ مِنَ النوم).
هدى: عجيبٌ والله، فلا أفهمُ سببَ تصرّف عمر هذا، وماذا عن حيّ على خير العمل؟ حيث قلتَ بأنها كانتْ زمن النبي ص وزمن أبي بكر وعمر.
علي: الذي منعها مَنَ الأذان هو نفس عمر.
هدى: ماذا تقول؟!! قلْ هاتوا برهانكم إنْ كنتم صادقين.
علي: روى سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد للأيجي، عن عمر أنه كان يقول: (ثلاثٌ كـُنّ على عهد رسول الله ص، أنا أحرِّمهنّ وأنهى عنهنّ، متعة الحج ومتعة النكاح وحيّ على خير العمل).
هدى: أشعر بأنّ رأسي يكادُ ينفجر، فأنت تعلم منزلة عمر في نفوسنا، أرجو أنْ لا تنقل عنه شيئاً إلا وأنتَ متأكد تماماً.
علي: لقد روى ذلك كتاب (البحر الزخار) ج1 ص192، نقلا عن العضد الأيجي.
هدى: هناك نقلتَ بأنه زاد (الصلاة خيرٌ من النوم)، وهنا حذف (حيّ على خير العمل)، أليس قد انقطع الوحي بعد وفاة النبي ص؟ خصوصاً وقد ذكر في بيان نهيه عنهنّ، بأنهنّ كـُنّ على عهد رسول الله ص.
علي: نقل صاحب كتاب البحر الزخار ج1 ص192 عن إمامنا الباقر ع العلة في نهي عمر عنهنّ.
هدى: وماذا قال إمامكم الباقر؟
علي: قال ع: (كانت هذه الكلمة – حيّ على خير العمل – في الأذان، فأمر عمر بن الخطاب أنْ يكفـّوا عنها، مخافة أنْ تثبّط الناس عن الجهاد ويتكلوا على الصلاة).
هدى: وهل اعترض الصحابة على ذلك؟
علي: يذكر صاحب بدائع الصنائع ج1 ص148، أنّ الإمام علياً ع عندما سمع (الصلاة خير من النوم)، قال: (لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه).
هدى: ولكنه اعتراض على الصلاة خير من النوم، وليس على حيّ على خير العمل؟
علي: صحيح، ولكني لم أعثر على اعتراضه عليه في (حيّ على خير العمل) ووجدتُ هذا الاعتراض، فقلتُ بأنّ هذه هي طريقة الإمام علي ع مع أيّ تغيير للسنة، حتى لو لم نعثر على نهيه عن حذف حيّ على خير العمل.
هدى: فأين باقي الصحابة؟
علي: يروي ابن قدامة الحنبلي في كتابه (المغني) ج1 ص92، أنّ عبد الله بن عمر خرج مِنَ المسجد مُعترضاً حينما سمع هذه الزيادة، ونقل ابن قدامة أيضاً عن أبي إسحاق قوله: (هذا شيءٌ أحدثه الناس)، كما نقل عن أبي عيسى قوله: (هذا التثويب الذي كرهه أهل العلم).
هدى: ومَنْ هُم أهلُ العلم الذين كرهوا هذه الزيادة؟
علي: كالشافعي في كتابه (الأم) ج1 ص85، حيث قال: (أكره – الصلاة خير من النوم – لأنّ أبا محذورة لم يذكرْه، ولو كان مسنوناً لذكره أبو محذورة، لأنه مؤذن النبي ص، مع ذِكره لِسائر فصول الأذان)، ونقله النووي في (المجموع) ج1 ص92 أيضاً عن الشافعي.
هدى: إذا كانت الصلاة خير من النوم قد أحدثها عمر أيام خلافته، ولم تكن في زمن النبي ص ولا في زمن أبي بكر، فلماذا التزم بها الناس؟
علي: لِوجود روايات تزعم بأنّ تلك الزيادة حدثتْ في زمن النبي ص.
هدى: إذا كانتْ قد حدثت في زمن النبي ص، فلماذا سمّيتها زيادة؟
علي: لأنّ هناك شخصٌ يروي عن بلال بأنه أتى النبي ص فوجده راقداً، فقال بلال: الصلاة خيرٌ مِنَ النوم، فقال النبي ص: (ما أحسن هذا، اِجعله في الأذان).
هدى: ولكنها غير معقولة، فالنبي ص لا يُغيّر شيئاً مِنْ عند نفسه اعتماداً على استحسانٍ ارتئاه، والله يقول: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتين)، ولكن ما هو اعتبار هذه الرواية؟
علي: هي ضعيفة السند، كما نصّ على ذلك أحمد بن حنبل والمدني والنسائي وغيرهم، ثم إنّ راوي الحديث عبد الرحمن يرويه عن أبيه زيد، والأخير يرويه عن بلال، عِلماً بأنّ زيداً لم يسمع مِنْ بلال، لأنّ ولادة زيد سنة 66 هـ، كما ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ج1 ص144، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ج1 ص200، ووفاة بلال سنة 20 هـ، فكيف سمع مِنْ بلال وقد ولد بعد 46 سنة مِنْ وفاته؟
هدى: ولأجل هذه الرواية اليتيمة، تمسّك الجمهور بالصلاة خيرٌ مِنَ النوم؟
علي: هناك رواية أخرى يرويها شخصٌ آخر عن بلال، وهو عبد الرحمن بن أبي ليلى، وولادته سنة 17 هـ، كما ذكر النووي في تهذيب الأسماء ج1 ص30.
هدى: (تبتسم) ووفاة بلال سنة 20 هـ، فيكون عُمْرُ عبد الرحمن هذا ثلاث سنوات، فكيف يروي طِفلٌ بهذا العمر عن بلال؟
علي: ما شاء الله، أحسنتِ وبارك الله فيكِ.
هدى: فلأجل وجود هاتين الروايتين الساقطتين سنداً، تمسّك قومُنا بها؟
علي: صحيح، لذلك يقول الغماري الحسيني في كتاب (الهداية في تخريج أحاديث البداية) ج2 ص342: (اختلفوا في قول المؤذن في صلاة الصبح: (الصلاة خير من النوم) هل يقال فيها أم لا، فذهب الجمهور إلى أنه يُقال ذلك فيها، وقال آخرون: لا يُقال، لأنه ليس مِنَ الأذان المسنون، وبه قال الشافعيُّ، وسببُ اختلافهم هل قيل في زمان النبي ص أو قيل في زمان عمر؟).
هدى: لمّا كانت الروايتان ساقطتين، والمنع كان في زمن عمر، فلماذا تمسّكوا بها؟
علي: أحسنتِ يا عزيزتي في فهمكِ للأمور، كان المفروض أنْ لا يتمسكوا بها.
هدى: نعود الآن إلى (حيّ على خير العمل) فلماذا تركها الناس، رغم علمهم بأنها كانت على عهد النبي ص، وأنّ المنع عنها قد حدث في زمنٍ متأخر؟
علي: لم يتركها الجميع، فقد روى البيهقي بسند صحيح، (عن ابن عمر أنه كان يؤذن بحيّ على خير العمل)، كما روى ذلك ابن حزم في (المحلى) ج2 ص160، والشوكاني في (نيل الأوطار) ج2 ص19.
هدى: رغم كلّ ما رويته ولكني لا أكادُ أصدّق بأنها كانت على عهد النبي ص، ثم يأتي صحابي جليل كعمر يحذفها مِنَ الأذان.
علي: لكي يطمئنّ قلبك أكثر بصدق ما نقلته لكِ، فاستمعي للمزيد مِنَ الأحاديث، حيث روى الشوكاني في (نيل الأوطار) ج2 ص22، عن الطبري قوله: (لقد صحّ لنا أنّ حيّ على خير العمل كانت على عهد النبي ص يؤذن بها، ولم تُطرحْ إلا في زمن عمر، وقال: وهكذا قال الحسن بن يحيى).
هدى: فلماذا تركها قومي مع أنها سنة رسول الله ص؟
علي: لأنّ الخليفة الثاني منعها.
هدى: وهل نحنُ أتباع سنة النبي ص، أم أتباع سنة غيره مهما كان عظيماً؟ وأقول: معنى ذلك أنهم غيرُ متأكدين مِنْ أنها كانتْ في زمن النبي ص، وإلا لما تركوها.
علي: إذن استمعي لمزيدٍ مِنَ الشهادات، فقد روى صاحب (البحر الزخار) ج1 ص192، عن مؤذن النبي أبي محذورة أنه قال: (أمرني رسول الله ص أنْ أقول في الأذان حيّ على خير العمل).
هدى: شيءٌ غريبٌ حقاً، وماذا عن التابعين؟
علي: نقل صاحب السيرة الحلبية ج2 ص105، عن عمرو عن علي بن الحسين ع أنهما يقولان: (حيّ على خير العمل) بعد (حيّ على الفلاح)، ونقل مالك في (الموطأ) ص55 حديث 92، عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول أحياناً بعد (حيّ على الفلاح): (حيّ على خير العمل)، وفي (مختصر كنز العمال) المطبوع بهامش المسند ج2 ص276، نقلاً عن بلال أنه كان يقول في صلاة الصبح: حيّ على خير العمل، فهل تريدين المزيد يا عزيزتي؟
هدى: كلا، فهذا يكفي، ولابدّ أنْ يُسمّى الشيعة بأنهم هم أهل السنة وليس نحن.
علي: سوف أذكر لكِ في المستقبل أمثلة كثيرة تؤكد صحّة كلامك هذا.
هدى: شوقتني لكي أفهم الحقيقة، اذكر لي بعض الأمثلة، ونترك التفاصيل للمستقبل.
علي: نزولاً عند رغبتكِ، سأذكر لكِ اعتراف ابن تيمية راس الوهابية بهذه الحقيقة، حيث يقول في (منهاج السنة) ج2 ص147: (ومِنْ هنا ذهبَ مَنْ ذهبَ مِنَ الفقهاء إلى تركِ بعض المستحبات إذا صارتْ شعاراً لهم [أي للشيعة]، فإنه وإنْ لم يكن الترك واجباً لذلك، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم، فلا يتميّز السني مِنَ الرافضي، ومصلحة التميّز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم مِنْ مصلحة هذا المستحب).
هدى: الله أكبر، ماذا يقول هذا الرجل؟ نترك السنة الثابتة لأجل مخالفة الشيعة، إنه كلامٌ سخيفٌ جداً، ولا أتصوّر بأنّ هناك مَنْ يلتزم بكلامه.
علي: أتصوّر بأنك سوف تنبذين الوهابية شيئاً فشيئاً.
هدى: لقد سبقك والدي في زرع بُغضهم في نفسي، وإخراج حبّهم منها.
علي: كيف؟
هدى: لأنه لم يكن يعلم بأنّ الدورة الصيفية التي كنتُ أحضرها تابعة للوهابية، فلمّا علم غضبَ بشدّة وقال: لو كنتُ أعلم بأنهم وهابية، لما سمحتُ لكِ بالدراسة عندهم.
علي: فوالدك كان يعرف حقيقة الوهابية، ولكن ماذا عنكِ؟
هدى: كنتُ أتصور بأنهم مِنْ أهل السنة والجماعة، ولكني كنتُ أتعجّب مِنْ قولهم بأنّ زيارة القبور شركٌ، رغم أنّ أهل السنة في العراق يزورون قبور أهل البيت وقبر أبي حنيفة وقبر الشيخ الجيلاني، فأبقى متحيّرة مِنْ ذلك.
علي: أما باقي الأمثلة فإليك بعضها سريعاً:
ألف: فنحن نقول عند ذكرنا لواحد من أهل البيت، عليه السلام.
هدى: جملة عليه السلام نقولها للأنبياء فقط.
علي: صحيح، قال ابن حجر في فتح الباري ج11 ص142: (اختلف في السلام على غير الأنبياء، بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يُشرع مطلقاً وقيل: بل تبعاً، ولا يفرد لواحد، لكونه صار شعاراً للرافضة).
هدى: سبحان الله، فدليلهم الوحيد هو مخالفة الشيعة.
علي: وقال ابن قيم في (جلاء الأفهام على خير الأنام) ص663: (المختار أنْ يُصلى على الأنبياء والملائكة وأزواج النبي ص وذريته وأهل طاعته على سبيل الإجمال، وتكره في غير الأنبياء لشخصٍ مفرد بحيث يصير شعاراً، ولاسيما إذا ترك في حقّ مثله أو أفضل منه، كما يفعله الرافضة).
هدى: أفهم مِنْ قولهم: (وتكره في غير الأنبياء لشخص مفرد بحيث يصير شعاراً)، هو قولكم: عليه السلام، عند ذكر علي والحسن والحسين وفاطمة وباقي أهل البيت.
علي: هو كما تقولين، فهذا هو مرادهم، علماً بأنّ البخاري حين يذكر واحداً مِنْ أهل بيت النبي ص ربما قال عنه: عليه السلام.
هدى: هذا مما لم أسمع به قبل الساعة، فأين فعل البخاري ذلك؟
علي: إليكِ نماذج مِنْ تعابير البخاري في صحيحه أنقلها لكِ من طبعة دار الفكر بيروت سنة 1401 هـ:
في صحيح البخاري ج6 ص48: (قال علي عليه السلام: الذاريات الرياح).
وفي ج6 ص223: (وركب الحسن عليه السلام على سرج من جلود كلاب الماء).
وفي ج4 ص42: (إنّ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أنّ فاطمة عليها السلام ….).
وفي ج4 ص48: (سمعت ابن أبي ليلى حدثنا على أنّ فاطمة عليها السلام اشتكت).
وفي ج4 ص71: (حتى جاءت فاطمة عليها السلام فأخذتْ مِنْ ظهره).
هدى: واعجباً، كم نحن جاهلون بما في كتبنا، ولولا أنك تذكرها لي لما كنتُ أتصوّر أبداً بأنّ البخاري فعلَ ذلك.
علي: ونفس القضية في الصلوات، قال الزمخشري في الكشاف ج3 ص246 في تفسير: (إن الله وملائكته يصلون على النبي): ( القياس جواز الصلاة على كلّ مؤمن، لقوله تعالى: (هو الذي يصلي عليكم) وقوله تعالى: (وصلِّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم) وقوله ص: (اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)، ولكنّ للعلماء تفصيلاً في ذلك، وهو أنها إنْ كانت على سبيل التبع كقولك: (صلى الله على النبي وآله) فلا كلام فيها، وأما إذا أفرد غيره مِنْ أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو [أي النبي] فمكروه، لأنّ ذلك صار شعاراً لذكر رسول الله ص، ولأنه يؤدِّي إلى الاتهام بالرفض).
هدى: هذا القول مِنْ أغرب ما يسمعه المسلم مِنْ عالمٍ مثل الزمخشري، ولكننا نحن أهل السنة نقول عند ذكر النبي: (صلى الله عليه وسلم) أو (صلى الله عليه وآله وصحبه)، فلماذا تخالفوننا في الصلاة عليه؟
علي: أولاً: اسأليني عن الدليل عن كلِّ عملٍ عباديّ نفعله، ثم في العبادات لابدّ مِنْ ورود النصّ على صحته مِنْ عند الشارع المقدس، وقبل أنْ نذهب إلى المصادر وماذا ورد فيها، دعيني أسألكِ: في تشهد الصلاة الأخير وقبل السلام، هل تصلين على النبي محمد فقط، أم تصلين على آله معه؟
هدى: بل نصلي على النبي وآله معه؟
علي: وهل يصحّ أنْ تقولوا في تشهّد الصلاة: وعلى أصحابه؟
هدى: كلا، لأنّ أيّ إضافة مِنْ عندنا سوف تبطل الصلاة بها.
علي: فإذا كنتم في الصلاة، التي لا يجوز للإنسان أنْ يزيد فيها كلاماً مِنْ عنده، تصلون على النبي وآل النبي ولا تصلون على أصحابه، فكيف تحذفون آل البيت حين تصلون عليه أو تضيفون إليه وأصحابه؟
هدى: لابدّ أنّ الأحاديث النبوية هي التي دلتْ علماءنا على ما نفعله.
علي: ولكنه لا توجد رواية واحدة جاء فيها (وأصحابه)، بل وردت الروايات في أصحّ كتبكم تقول: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد.
هدى: وهذا أغرب ما سمعته منك حتى الآن، اُذكرْ لي مِنْ فضلك ما موجود في أصحّ كتبنا لنرى صحّة كلامك.
علي: روى البخاري في صحيحه ج4 ص118 وج6 ص27 طبع دار الفكر، وصحيح مسلم ج2 ص16 وفي طبعة ج1 ص173، أنه لما نزلت (إنّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلِّموا تسليما).
هدى: (مقاطعة إياه) انظر يا عزيزي فالقرآن معنا، لأنه يقول: (صلوا عليه) ولم يقل صلوا عليه وآله.
علي: لا تعجلي يا عزيزتي، وكلامك صحيح إذا كنا نحن والقرآن ولم يأتِ بيان من قِبَل النبي ص، لأنّ النبي ص هو الذي يُبيِّن ويفسِّر لنا ما أجمله القرآن، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكرَ لِتبيِّن للناس ما نُزِّلَ إليهم) النحل: 44.
هدى: عفواً على مقاطعة حديثك، تفضّل وأكمل حديث البخاري ومسلم.
علي: أما تكملة الحديث: (فقيل: يا رسول الله ص، أما السلام عليك فقد عرفناه، وأما الصلاة عليك فكيف هي؟ فقال ص: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم وآل إبراهيم).
هدى: لا إله إلا الله، صدقتَ والله يا عزيزي، فهو في أصحّ كتابين عندنا، وما كنتُ لأتصور بأنّ النبي ص قد أمر بالصلاة على آله عند الصلاة عليه، بل إنّ أساتذتي الوهابيين كانوا يعتبرونها مِنْ بدع الشيعة، ثم ما دام الحديث قد ورد في الصحيحين، فلماذا لم يروه غيرهما مِنَ المصادر؟
علي: ومَنْ قال لكِ أنّه لم يروه غيرهما، بل روته كلُّ كتب السنن والمسانيد.
هدى: أظن بأنني لو صحّ كلامك فيجب عليّ أنْ أشكـّك بكلّ معلوماتي الدينية.
علي: لقد روي هذا الحديث في: (صحيح الترمذي) 1/ 301 حديث 481، و5/ 38 طبع دار الفكر، و(سنن النسائي) 3/ 45 – 49 طبع دار المعرفة بيروت، و(سنن ابن ماجة) 1/ 292 حديث 903 و904 و906، و(سنن أبي داود) 1/ 257 حديث 976 – 978 و981 طبع دار إحياء التراث العربي بيروت، و(سنن الدارمي) 1/ 329 حديث 1316 طبع دار القلم دمشق وراجع 1/ 330 حديث 1317، و(السنن الكبرى) للبيهقي 2/ 378 طبع حيدر آباد وص147 و148 و 279،
وفي ص379 روي عن ابن مسعود الأنصاري قال: (لو صليتُ صلاةً لا اُصلـّي فيها على آل محمّد لرأيتُ أنّ صلاتي لا تتم).
ولذا قال ابن تيمية من (مجموعة الرسائل) في (الوصية الكبرى) 1/ 303: (وكذلك آل بيت رسول الله ص لهم مِنَ الحقوق ما يجب رعايتها…. وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله ص).
هدى: (تفتح فمها وعينيها وتبقى مبهوتة لا تدري ما تقول وهي تنظر لزوجها) سلـّمتُ لك تسليماً مطلقاً، يبقى السؤال الآخر وهو لماذا لا تقولون بعدها وصحبه؟
علي: لأنه لا توجد رواية تقول: (قولوا: صلى الله عليه وآله وصحبه)، وسمعتِ قبل قليل الحديث الذي علّم النبي ص أصحابه كيف يصلون عليه، فهل فيه وأصحابه؟
هدى: كلا، ولكن ألا يمكن إسكاتْ الطرف الآخر بهذه الإضافة؟
علي: الصلاة على النبي ص عملٌ عبادي، أمَرَ به القرآن وجاءتْ السنة النبوية وفسّرته لنا، فإذا أضفنا لها من عندنا شيئاً لم يرد عنه ص، فماذا يُسمّى هذا العمل؟
هدى: (تفكر ثم تجيب) يُسمّى البدعة في الدين.
علي: وهل ترضين بالابتداع في دين الله، وإدخال ما ليس منه فيه؟
هدى: أستغفر الله .. أستغفر الله، فكلُّ بدعة ضلالة وفي النار، والآن عُدْ بنا إلى أصل الموضوع الذي كنتَ فيه.
علي: كنا نتكلم عن السنة النبوية إذا التزم بها الشيعة تركها الآخرون، ومنها مِنْ باب المثال التختُّم باليمين، فقد كان النبي ص يتختم بيمينه، والتزم الشيعة بهذه السنة، فهم إلى الآن يتختمون باليمين حتى أصبح صفة لهم.
هدى: أثبتْ لنا أولاً أنّ النبي ص كان يتختم بيمينه.
علي: في سنن أبي ماجة ج2 ص1203 حديث 3647، بسنده عن عبد الله بن جعفر، (أنّ النبي ص كان يتختم بيمينه).
هدى: ومَنْ قال بأنّ هذا الحديث صحيح؟
علي: يكفي أنه مرويٌ في صحيح البخاري، والنسائي في سننه وابن حنبل في مسنده.
هدى: ولماذا لم تنقله مباشرةً عن صحيح البخاري؟
علي: لأنني لم أشاهده في الصحيح، بل اعتمدتُ في نقلي هذا على ما ينقله المتقي في كنز العمال ج4 ص24 عن البخاري والنسائي وابن حنبل.
هدى: وهل لديك أحاديث أخرى عما كان يفعله النبي ص في تختمه بيمينه.
علي: نعم، فقد روى الترمذي في الشمائل المحمدية ص74 – 75، ستة أحاديث في أنّ النبي ص كان يتختم بيمينه.
هدى: وهل ورد عنه ص أنه تختم بيساره؟
علي: قال صاحب المواهب اللدنية ص74، في تعليقه على الأحاديث التي رواها الترمذي: (يُفهم مِنْ الترمذي مؤلف الشمائل، أنّ التختم باليمين أرجح عنده مِنَ التختم باليسار، ولهذا قال في جامعه (أي جامع الترمذي): (وروي عن أنس أنّ النبي ص تختم بيساره، ثم قال: وهو لا يصحّ، وكذلك قال اليافعي في تاريخه ج1 ص3: لا يصحّ).
هدى: ولماذا حبّذ قومنا التختم باليسار؟
علي: السبب هو أنّ الشيعة التزمتْ بسنة النبي ص وصار شعاراً لها.
هدى: ولكنْ هذا ادّعاء يحتاج إلى إثبات.
علي: قال شارح جامع الترمذي في الهامش ص219: (يتختم ويجعله لبطن كفه في يده اليسرى، وقيل اليمين، إلا أنه مِنْ شِعار الروافض فيجب التحرّز عنها).
هدى: ضميري وعقلي لا يقبلُ مطلقاً مثلَ هذه القاعدة الغريبة العجيبة، وذلك بأنْ نترك سنة النبي ص لأنّ الشيعة قد التزموا بها، والآن أخبرني مِنْ فضلك عن الوقتِ الذي تحوّلتْ السُنة فيه مِنَ التختـُّم باليمين إلى التختم باليسار.
علي: في كتاب (ربيع الأبرار) ج4 ص24، روى أنّ أوّل مَنْ اتخذ التختم باليسار خلاف السنة النبوية هو معاوية.
هدى: يا سبحان الله، معاوية أيضاً !!! لقد صدق رسول الله حين قال: (أول مَنْ يُغيِّر سنتي رجلٌ مِنْ بني أمية) فلا عجب إذا غيّرها، ولكنّ العجيب حقاً هو تمسّك الناس بسنة معاوية، وتركهم لِسنة النبي ص !!!
علي: وأختم بقول إسماعيل البروسري في تفسيره (روح البيان): (قال في عقد الدرر اللئالي: ( فإنّ ترك السنة سنة إذا كانت شعاراً لأهل البدعة، كالتختم باليمين، فإنه في الأصل سنة، لكنه لما صار شعار أهل البدع [الشيعة] والظلمة، صارت السنة أنْ يُجعل الخاتم في خنصر اليد اليُسرى في زماننا، كما في شرح القهستاني).
هدى: كلامه هذا هراءٌ وباطل، وهل هناك أمورٌ أخرى غير التختم باليمين؟
علي: نعم هناك مواضيع كثيرة وتحتاج لوقتٍ طويل كي نبحث كلاً منها.
هدى: اذكر بعضها ولو على شكل فهرسة دون الدخول في التفاصيل، لنبحثها في المستقبل متى فسح المجال.
علي: كما ترغبين، منها تسطيح القبور فهو السنة، ولمّا التزم بها الشيعة تركوها إلى تسنيم القبور، ومنها التكبير على الجنائز خمس مرات هي السنة، ولأنّ الشيعة تمسّـكوا بها تركوها إلى أربعة تكبيرات.
هدى: إنه أمرٌ يثير الغرابة في النفس، وأتمنى دراستها مفصّلا لأكون على بينة.
علي: وختاماً أذكر حادثةٍ عجيبةٍ رواها النسائي في (السنن الكبرى) كتاب مناسك الحجباب إشعار الهدي حديث 2908: (عن سعيد بن جبير قال: كنا مع ابن عباس بعرفات، فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبّون؟ فقلتُ: إنهم يخافون مِنْ معاوية، فخرج ابن عباس مِنْ فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك، فإنهم تركوا السنة مِنْ بُغض عليّ).
هدى: مرة أخرى معاوية يخالف السنة بسبب بُغضه لعلي بن أبي طالب، أصبحتْ كثيرٌ مِنَ الأمور تتكشف لديّ، لنرجع إلى ما بقي مِنْ اختلافات في الأذان.
علي: بل نذهب الآن إلى الأذان الذي ارتفع قبل فترة ليست بالقليلة، حيث مرّت نصف ساعة على الأذان ونحن غافلون.
هدى: صدقت يا عزيزي.
2019-09-19