منظومة رادار “فلق”.. إنجاز جديد لخبراء الصناعات العسكرية الإيرانية.. كيف تم تطوير هذه المنظومة وما هي أبر مميزاتها + صور
الوقت– بحضور قائد قوات الدفاع الجوية التابعة للجيش الإيراني، العميد “صباحي فرد” تمّت إزاحة الستار صباح يوم السبت عن منظومة “فلق” الرادارية المتطورة، وتعدّ هذه المنظومة مصفوفة طورية متطورة قادرة على كشف منظومات الكروز والبالستية والمسيرة وتم استيراد النوع الأجنبي منها في الأعوام الماضية تحت عنوان منظومات “غاما” لكن بسبب الحظر المفروض على إيران، وعدم الحصول على القطع الهندسية وعدم إمكانية الطواقم الأجنبية من إصلاحها، تم إعادة صنعها من جديد على يد المهندسين والأخصائيين والخبراء الإيرانيين العاملين لدى منظمة الدفاع الجوي، وقدّمت بعنوان منظومة “فلق“.
يذكر أن هذه المنظومة قابلة للاتصال بشبكة الدفاع الجوي الموحدة وتكمل التغطية الرادارية لمنظومة أس 300 ولها القدرة أيضاً على كشف مختلف أنواع الصواريخ البالستية وكروز، والطائرات المقاتلة، وحتى الأهداف الخفية مثل طائرات الشبح الأمريكية، ويمكن أن تغطي هذه المنظومة الرادارية مدى يصل إلى 400 كم ولقد استغرقت عمليات الصيانة الأساسية لهذه المنظومة الرادارية حوالي 2300 ساعة عمل من قبل الخبراء في مجال تصنيع وتطوير وإصلاح المعدات الرادراية المتطورة.
رادار غاما.. الرادار الذي يعمل في صمت
في عام 2013، أفادت وكالات الأنباء المحلية الإيرانية أن العميد “أمير فرزاد إسماعيلي”، قائد قاعدة الدفاع الجوي في معسكر خاتم الأنبياء، زار المواقع الدفاعية للقوات الجوية المتمركزة في محافظة سمنان وفي تلك الزيارة ولأول مرة، تم الإعلان عن منظومة رادار “غاما” المتقدمة والمتطورة في إيران.
وحول هذا السياق، تعدّ الرادارات بمثابة مرآة القوات البرية التي تمكّنها من توجيه ضرباتها ضد الأهداف المعادية بدقة كبيرة، ومن بين تلك الرادارات، رادار “غاما – دي إي” الروسي.
إن نظام “Gamma DE” يشتمل على الرادارات الثلاثية الأبعاد ذات النظام المرحلي “UHF” ويعمل بموجة “L” و يمكن للرادار من خلال هذا النظام الكشف عن مجموعة واسعة من التهديدات الجوية الحديثة، بما في ذلك الأهداف ذات الارتفاعات المنخفضة مثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات، أو التي تحلق على ارتفاع عال أو صواريخ كروز او الصواريخ التي يتم التحكم بها عن بعد وكذلك الصواريخ البالستية التكتيكية القصيرة والمتوسطة المدى أو الصواريخ التي تطلق من الجو وفي أقصى ظروف التشويش.
إن هذه المنظومة تستعمل عادة لتوجيه ودعم الطائرات الاعتراضية أو الأنظمة التي تعمل في أنظمة الدفاع الجوي.
ويمتاز هذا النوع من الرادارات بإمكانية رصد الأهداف ذات المقطع العرضي المنخفض وكذلك مقاومته أمام الحرب الالكترونية والتشويش أو في ظروف جوية سيئة للغاية.
وفي السياق ذاته، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن من المميزات المتقدّمة لهذا النظام هو القدرة على كشف الأهداف المعادية دون مساعدة وإلى جانب نظام غاما الراداري، يتم الاستفادة من نظام Gazetchik E لمواجهة الصواريخ المضادة للرادارات.
ويعمل هذا النظام على التحذير من اقتراب الصواريخ المضادة للرادارات ويقوم الجهاز بقطع الانبعاثات الرادارية لوقت قصير في الاستجابة لأوامر قادمة من النظام لكشف ورصد هذه الصواريخ ثم يقوم بتنشيط نظام الخداع والتشويش على الأجهزة لإحباط أنظمة توجيه الصواريخ المضادة للرادار.
بشكل عام يتكون نظام غاما الراداري من شاحنة تحمل اسطوانات هوائي ومحقق راديو مدمج وشاحنة تحمل معدات التحكم ومعدات التجهيز والعرض ونقل البيانات بالإضافة إلى شاحنة تحمل قطع غيار، أدوات، ملحقات وأجهزة لاختبار المعدات والكابلات بالإضافة إلى إمدادات الطاقة الكهربائية، ويمكن تجهيز الرادار مع معدات التحكم عن بعد وفي فترة قصيرة.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير عسكرية بأن رادار “غاما” هو رادار ثلاثي الإبعاد “UHF” يعمل على الموجة الطويلة “L” ويتميز بقابلية كشف ورصد الاهداف الجوية بما في ذلك الطائرات الثابتة الجناحين والتي تحلق على ارتفاعات منخفضة والمروحيات وصواريخ كروز والصواريخ الموجهة وكذلك الصواريخ البالستية.
ومن جهة أخرى كشفت بعض التقارير الروسية بأنه تم تصميم هذا الرادار ليكون قادراً على رصد وتتبع عدد كبير من الأهداف الجوية بكفاءة عالية، بحسب موقع “روس اوبرون اكسبورت” الروسي، الذي أوضح أنه يمكنها رصد الطائرات، التي تحلق على ارتفاعات كبيرة، إضافة إلى رصد الصواريخ التي تطلقها باتجاه أهداف أرضية.
ويمكن لرادار “غاما” أن يعمل ضمن منظومات الدفاع الجوية الإلكترونية، أو التقليدية، كما يمكنه استقبال البيانات من أنظمة الاستطلاع الجوي المتطورة وتحقيق التكامل معها.
ويمكن أيضاً لهذا الرادار الروسي أن يغطي مساحة يتراوح قطرها بين 10 إلى 400 كم، ويمكنه رصد أهداف بزاوية تتراوح بين (- 2 إلى +60 درجة) في محيط دائري، ويرصد أهدافاً على بعد 120 كم وتتراوح دقة رصد الأهداف بين 60 إلى 100 متر، ويمكنه تعقب 200 هدف، ويمكن أن يحدث بيانات رصد الأهداف خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 10 ثواني، ويستطيع أداء مهامه بصورة مستمرة لمدة 72 ساعة متواصلة، كما يمكن تجهيزه للعمل خلال فترة تتراوح بين 5 دقائق و20 دقيقة.
وهنا يمكن القول بأن استقرار هذا النظام الراداري الذي يعمل على التصدي للصواريخ المضادة للرادار، في منطقة مثل “سمنان” سيعزز عنصر المحافظة على العمق الدفاعي للبلاد أمام الأنظمة الصاروخية المعادية، ويساعد على استقرار الأنظمة الرادارية للبلاد في المواقع التي تقع خارج مراقبة الأقمار الصناعية للعدو.
ويعمل رادار غاما إلى جانب رادارات كاستا وثامن وغيرها على إيجاد نظام مطمئن للقوات المسلحة، نظام له القدرة على الانتقال والتحرك السريع.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه نظراً للميزات التي ذكرتها الشركة الروسية المصنعة لـ رادار “غاما”، فإن القاذفات الأمريكية الصنع “بي 2″، والتي تعتبر أحد أهم الصناعات العسكرية الأمريكية، والتي تم تصميمها وبناؤها بتكلفة مذهلة تبلغ حوالي 5 مليارات دولار، (تبلغ تكلفة كل قاذفة قنابل في هذه المجموعة من القاذفات الاستراتيجية حوالي ملياري دولار)، يمكن الكشف عنها بواسطة هذا الرادار.
يذكر أن قسم الصناعات العسكرية التابع لقوات الجيش الأمريكي بذل الكثير من الجهود وصرف الكثير من الأموال لتطوير هذا النوع من القاذفات الأمريكية لكي تتمكن من التسلل إلى المناطق المحمية بشدة، لإطلاق صواريخ كروز ثقيلة أو صواريخ موجهة، ولكن على الرغم من أن المقطع العرضي لهذه القاذفات يعتبر أحد أهم أسرار سلاح الجو الأمريكي، إلا أن موقع Global Security، كشف في وقت سابق عن ثلاثة أرقام متعلقة بهذه القاذفات ومع كشف هذه الأرقام تمكّن خبراء الصناعات العسكرية الإيرانيون من تطوير منظومة رادار “غاما” الروسية وصنع منظومة جديد تسمى “فلق” لها القدرة على كشف ورصد تلك القاذفات الأمريكية الباهظة الثمن ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن الصناعات الأمريكية خسرت مرة أخرى أمام خبراء الصناعات العسكرية الإيرانيين الذي تمكّنوا من صنع رادارات جديدة لها القدرة على كشف الكثير من المنظومات والقاذفات والصواريخ الأمريكية.