الرئيسية / شخصيات اسلامية / مكانة ابن عساكر ومنزلتهُ العلمية وماقيل فيهِ – السيد الجلالي

مكانة ابن عساكر ومنزلتهُ العلمية وماقيل فيهِ – السيد الجلالي

قال السبكي: «هو الشيخ الإمام، ناصر السُنَّة وخادمها، وقامع جند الشيطان بعساكر اِجتهادهِ وهادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، وختام الجهابذة الحفَّاظ، ولا ينكر أحد منهُ مكانة مكانه، محطّ رحال الطالبين، وموئل ذوي الهمم من الراغبين، الواحد الذي أجمعت عليهِ الأُمَّة، والبحر الّذي لاساحلَ له»(2).
وقال ابن خلكان: «كانَ محدّثَ الشّام في وقتِه، ومن أعيان الفقهاء، غلب عليهِ الحديث فاشتهربهِ، وبالغ في طلبهِ إلى أنْ جَمعَ مِنهُ مالَم يتفق لغيره»(3).
وقال سعد الخير: «مارأيتُ في سنّ ابن عساكر مثله»(4).
وقال القاسم بن عساكر: «سمعتُ التاج المسعودي يقول: سمعتُ أبا العلاء الهمداني يقول لرجل استأذنهُ في الرحلة: إن عرفتَ أحداً أفضل منّي حينئذٍ آذَنُ لك أن تُسافر إليهِ إلّا أنْ تُسافر إلى ابن‏عساكر، فإنّهُ حافظ كما يجب»(5).
وقال شيخهُ الخطيب أبُوالفضل الطوسي: «مانعرفُ من يستحقُ هذا اللقب سواهُ»(6) – يعني «الحافظ» -.
ومن ألقابه: ثقة الدولة، وصدر الحفَّاظ، وناصر السُنَّة، وجمال السُنَّة، والثقة. وجميعها تؤكِّد مكانتهُ، وعلمهُ، وثقة العلماء، والنّاس بحديثهِ وروايتهِ.
أمَّا لقبهُ: «ابن عساكر» فيقول السبكي: «ولا نعلمُ أحداً مِن جدودهِ يُسمّى عساكر، وإنّما هو اشتهر بذلك»(7) يقول الذّهبي في السّيَر: «فعساكر لا أدري لقب مَن هو من أجدادهُ، أو لعلّهُ اسم لأحدهم»(8).
وأوَّل مَنْ أثبتَ هذا اللّقب ابن الجوزي قال: «عليُّ بن الحَسَن بن هبةِ اللَّه أَبُوالقاسم الدمشقي، المعروف بابن عساكر»(9).
هذا، وقد تعرّضَ السيد الاُستاذ دام ظلّه في مقدمتهِ لهذا اللّقب والأسباب الدّاعية إليهِ، فليراجع.
وقال فيهِ الشيخ النوَوي: «هو حافظ الشّام، بل هو حافظ الدُنيا، الإمام مطلقاً، الثّقة الثّبت»(10).
وقال ابن الدبيثي: «أحدُ مَن اشتهر ذكرهُ وشاع عِلْمُهُ وعُرِفَ حِفْظُهُ وإتقانُهُ. وقال: أَبُو القاسم خُتم‏بهِ هذا الشّأن، ولم يخلف بعدهُ في الحديثِ مثلهُ، ولا أرى مثل نفسه في معرفةِ الحديثِ، ومعرفة رجالهِ»(11).
وقال الذّهبي في سِير أعلام‏النُبلاء: «وبلغنا أنَّ الحافظ عَبْدالغني المقدسي بعد موت ابن‏عساكر، نفذ مَنْ استعار لهُ شيئاً مِن تأريخِ دمشق، فلمّا طالعهُ، اِنبَهرَ لِسَعَة حفظ ابن‏عساكر، ويُقال: نَدَمَ على تفويت السماع منهُ، فقد كان بين ابن عساكر وبين المقادِسة واقع، رحِمَ اللَّه الجميع»(12).

شاهد أيضاً

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء -عز الدين بحر العلوم

16) (صفة رَسُول اللَّه(صلى الله عليه وآله وسلم )) 21- أخْبَرَنا أَبُو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، ...