تحدي جونسون والقلق الكبير الذي ينتابه حيال زيارة ترامب المرتقبة إلى لندن
9 ديسمبر,2019
تقاريـــر
772 زيارة
الوقت– كانت زيارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجية، خلال السنوات الثلاث التي ترأس فيها البيت الأبيض، مصحوبة دائماً بالكثير من الهوامش المثيرة والقضايا الجانبية، بحيث جعلت هذه الهوامش نفسها، في بعض الأحيان، أكثر حضوراً بين وسائل الإعلام والرأي العام، من القضايا الرئيسية لأي زيارة.
واليوم وبينما يعد دونالد ترامب نفسه لزيارة لندن للمشاركة في قمة أعضاء الناتو يومي 12 و 13 ديسمبر، يسود بريطانيا وضع سياسي معقد، على خلفية مأزق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء البريطاني، عقب فشله في تنفيذ وعوده بالانسحاب في الموعد المقرر 31 أكتوبر، إلى اصدار قرار بحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة. لكن هذا الأمر، وعشية زيارة ترامب، يزيد المخاوف حيال تكرار الرئيس الامريكي مواقفه التدخلية في سياسة بريطانية الداخلية.
لذلك، طلب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال حوار مع راديو”إل بي سي” من ترامب بعدم التدخل في الانتخابات البريطانية المقبلة، عند زيارته لندن الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة الناتو.
وحول هذا الأمر، قال رئيس الوزراء البريطاني: “ما لا نفعله كحلفاء وأصدقاء مقربين هو ألّا نتدخل في حملات بعضنا البعض الانتخابية، الأفضل بالنسبة لحلفاء مقربين مثل أمريكا وبريطانيا بألّا يتدخلوا في انتخابات بعضهم البعض“.
تبدو هذه التصريحات غريبة إلى حد ما لأن مواقف ترامب التدخلية بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب رئيس وزراء بريطانيا كانت دائماً تتماهى مع أهداف ورغبات جونسون ووجود علاقات وثيقة بين ترامب وجونسون.
التخوف من تسريبات ترامب
بينما تقترب بريطانيا من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في 12 ديسمبر، تدور رحى أحدث نزاع بين حزب المحافظين وحزب العمال حول خطة التأمين الصحي للمواطنين البريطانيين. الخطة التي سيكون مصيرها بعد الانتخابات تحدٍ ينتظر الحكومة.
وبهدف تشجيع الحكومة البريطانية على تسريع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وكذلك تجنب تداعيات الحرب التجارية التي شنها البيت الأبيض مؤخراً ضد باقي شركائه الاقتصاديين، قدم ترامب مقترح إبرام معاهدة تجارية ثنائية مع بريطانيا والتي بدأت المفاوضات المتعلقة بها، في فترة تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية السابقة وتستمر حتى يومنا هذا.
يتهم المنتقدون حزبَ المحافظين بالرضوخ أمام أطماع ترامب الاقتصادية. حيث كشف زعيم حزب العمال “جيرمي كوربين” ومنافس جونسون الرئيس في الانتخابات المقبلة، خلال مناظرة معه عن وثائق متعلقة بالاجتماعات السرية لرئيس الوزراء مع ترامب، والتي عرض خلال تلك الاجتماعات، فتح أبواب سوق الرعاية الصحية الوطنية في بريطانيا أمام المصانع الأمريكية. أي بمعنى الوصول الكامل للمنتجات الأمريكية إلى سوق الرعاية الصحية البريطاني. هذا أمره اعتبره ترامب جزءاً من أي مفاوضات اقتصادية. لكن جونسون أكد في 27 نوفمبر للصحفيين عن عدم وجود أي خصخصة وأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية ليست مطروحة على الطاولة بأي شكل من الأشكال.
وفي وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى الاقبال العام على حزب المحافظين في الانتخابات المقبلة، يشعر جونسون بالقلق من أن توجه ضربة قوية إلى حملة المحافظين الانتخابية بسبب احتمال قيام ترامب بتسريب تفاصيل المفاوضات التجارية للصحفيين، حيث ذكرت شركة البيانات والتحليل “يوغار” يوم أمس والتي تنبّأت بنتيجة الانتخابات التي جرت عام 2017 في بريطانيا، أنه في الانتخابات البريطانية المقبلة، ربما سيحصل حزب جونسون على 359 مقعداً من أصل 650 مقعداً في البرلمان البريطاني ويحقق الاغلبية.
كراهية عموم البريطانيين لترامب
حولت الاحتجاجات الشعبية الواسعة النطاق على زيارة ترامب إلى إنجلترا، قبل بضعة أشهر، زيارة الرئيس الأمريكي التي استمرت ثلاثة إلى أكثر الزيارات انفاقاً وإثارة للجدل في تاريخ بريطانيا، كما تسببت سياسات ترامب العنصرية والمناهضة للهجرة ومعاداة البيئة والمثيرة للحروب، في استياء شعبي عام من وصول ترامب إلى بريطانيا.
ففي هذه الظروف، من الطبيعي أن يشعر جونسون بالقلق إزاء تحركات الأحزاب المتنافسة، ولا سيما حزب العمال من أجل الاستفادة من هذه القضية من خلال التأكيد على النهج الاجتماعي والسياسي اليميني المتماثل لدى ترامب وجونسون. أثناء زيارة ترامب شهر يونيو، لم يقاطع كوربين مأدبة العشاء الملكي على شرف ترامب فحسب، بل كان المتحدث الرئيسي أمام تجمع كبير من معارضي زيارة ترامب ايضاً. وفي هذا الصدد، ذكر مسؤول في حزب المحافظين خلال مقابلة مع صحيفة ” ذا صن”، أنه “ليس لدينا تأثير على ترامب لذلك نحن قلقون من أنه سيقول أشياء غير سارة من شأنها أن تلحق الضرر بزعيم حزب المحافظين جونسون وبالتالي تقلص الأصوات الداعمة لهذا الحزب في الانتخابات“.
#المرجعية_أماننا #امريكا_عدوة_الاسلام #امريكا_عدوة_الشعوب #نصرالله_ثقتنا #ياصاحب_الزمان 2019-12-09