الجواد في ظلِّ أبيه عليهما السلام
ظروف ما قبل الميلاد:
لو عدنا قليلاً إلى الوراء . . أي إلى ما قبل مولد أبي جعفر الثاني عليه السلام بسنة أو نحوها ، لوجدنا أن ظروفاً عصيبة مرّت بأبيه الاِمام الرضا عليه السلام ، الذي عانى في أخريات سني حياته الشريفة من أزمات حادة ، كان يثيرها بعض الواقفة والانتهازيين؛ للتشكيك بإمامته عليه السلام بعدم إنجابه الوَلَد . ذلك أنّه كان مركوزاً في الذهنية العامة للمسلمين أنّ من علامات الاِمام المعصوم أن يخلفه إمام من صلبه ، إذ لا تكون الاِمامة في أخ أو عمٍّ أو غيرهم ، فقد سُئل الاِمام الرضا عليه السلام ، أتكون الاِمامة في عمٍّ أو خالٍ ؟ فقال : « لا ، فقلت : ففي أخ ؟ قال : لا ، قلت : ففي مَن ؟ قال : في ولدي ، وهو يومئذٍ لا ولد له » (1) .
وأغلب الظنّ أنّ الاَيدي العباسية لم تكن بعيدة عن ساحة قدس الاِمام الرضا عليه السلام في التنقيب وافتعال الحوادث والمواقف للنيل من إمامته عليه السلام والطعن فيها .
نعم ، من هنا كانت معاناة الاِمام أبي الحسن الرضا عليه السلام تتزايد يوماً بعد
____________
1) اُصول الكافي | الكليني 1 : 286 | 3 كتاب التوحيد .