اكد عمر أمكاسو، رئيس فرع منظمة الإمام عبد السلام ياسين المغربية في إسطنبول، ان تنظيم داعش الارهابي، صنيعة المخابرات الأميركية، حيث كانت قد فعلت ذلك في السابق، ومعتقدا ان ممارسات عناصر داعش ستنشئ جيلا مشوها مثلهم أو أن يكون لهذا الجيل صورة سيئة عن الإسلام وهو خطر أيضا.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول، على هامش اجتماعات الدورة الرابعة للجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التي تختتم اليوم بإسطنبول، أوضح أن “ظاهرة التطرف ليست أمرا جديدا مستجدا على الأمة”.
ولفت إلى أن أبرز عوامل التطرف، هي “التطرف المضاد من طرف الذين يعادون الإسلام، ويضعون العراقيل أمام دعاته، فيمنعونهم من الدعوة إلى الوسطية، حيث حث الإسلام على ذلك”.
وأضاف أنه “عندما لا يسمحون للحركات المعتدلة بالعمل، ويضيقون عليها، فهم يشجعون على التطرف. إضافة إلى أن بعض الأنظمة تدعم وتساعد المتطرفين من أجل ضرب الحركات الإسلامية المعتدلة لعرقلة مسيرها”.
من ناحية أخرى، قال أن هذه الحركات المتطرفة بعد استخدامها من قبل الأنظمة، أو الغرب، تصبح وبالا عليها، كما حصل مع الولايات المتحدة، وداعش هي صنيعة المخابرات الأميركية كما فعلت في السابق، حيث أصبحت تلك الحركات وبالا عليها”.
وشدد على أن “هناك عوامل داخلية للتطرف تتعلق بالحكام، وعدم تطبيقهم للشريعة، وفسح المجال للعلماء، وعوامل خارجية من خلال استغلال هذه الحركات، للنيل من الإسلام وسماحته ورحابته، والإدعاء بأنه قتل وإرهاب”.
واعتبر أمكاسو أن “سيطرة تنظيم الدولة على مناطق واسعة في العراق وسوريا، يضع عليه اشارات استفهام، فكيف لتنظيم يحقق في ظرف وجيز، السيطرة على هذه المساحة، فيما هناك حركات كانت تقاتل ضد نظام بشار الأسد، ولم تحقق ذلك”.
وتساءل قائلا “إذا من يدعم هؤلاء؟ ومن يساعدهم؟ وكيف استسلم الجيش العراقي بهذه السهولة أمامهم؟ وهذه العلاقة بحاجة إلى كشف، وممارسات هؤلاء ستنشئ جيلا مشوها مثلهم، أو أن يكون لهذا الجيل صورة سيئة عن الإسلام وهو خطر أيضا”، على حد تعبيره.
يذكر أن داعش يسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا، ومناطق من شمال وغرب العراق، في رقعة جغرافية متصلة، فيما نفذت الطائرات الحربية الأميركية غارات على عدد من مراكز التنظيم في العراق قبل أيام.
وحول مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين، أكد أمكاسو أن “المؤسسة تأسست في نيسان/أبريل الماضي بمدينة إسطنبول، استجابة لتوصية مؤتمر نظم قبل عامين، وأصدر توصية للتعريف بالإمام ونشر كتبه وترجمتها وتبسيطها لتكون سهلة أمام الباحثين، ويتعرف بذلك الناس على رجل مجدد من رجالات الأمة، له نظرية متكاملة”.
وأوضح أن للمؤسسة ثلاثة أدوار، وهي “تعميق البحث بنظرية المنهاج النبوي، والتعريف بها في الأوساط الشعبية عامة، والأكاديمية خاصة، فضلا عن تنظيم الندوات، وترجمة فكر ياسين، حيث ترجمت حتى الآن ٤ كتب إلى التركية، وهناك ترجمات إلى لغات أخرى”.
وعبد السلام ياسين (توفي عام ٢٠١٢عن عمر ٨٤ عاما)، هو المرشد العام ومؤسس أكبر الجماعات الإسلامية المغربية، وهي جماعة العدل والإحسان، واشتهر بمعارضته الشديدة لنظام حكم الملك الحسن الثاني، وله العديد من المؤلفات في السياسة والدين.