والندوة تندرج ضمن فعّاليات مُلتقى السيرة النبويّة المباركة، وكان في إدارتها المدرّسُ الدكتور أحمد حسن الغانمي عضو في دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله).
وتحدّث الباحث الأسديّ حول “موقف الأنصار ودورهم الكبير في تأريخ الإسلام وبناء صرحه في الجزيرة العربيّة بل في العالم، فالأنصار كما بيّن القرآنُ الكريم نصروا وآووا النبيّ محمداً(صلّى الله عليه وآله)، وقد أثنى عليهم القرآن الكريم بآيات خاصّة بهم، فهم الذين احتضنوا الرسالة وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله تعالى، ونصروا رسول الله(صلّى الله عليه وآله)”.
موضحاً أنّ “النبيّ محمداً(صلّى الله عليه وآله) قال فيهم قولاً رائعاً لم يقله تجاه أيّ قبيلة عربيّة أو فئة اجتماعيّة من الناس، حيث قال: إنّ الناس يعودون بالغنائم وأنتم تعودون برسول الله(صلّى الله عليه وآله) هذا جانب، أمّا الجانب الآخر فقد أشار إلى كلمة عظيمة بحقّهم، وهي: لو سلكَ الناسُ شعبًا وسلكَ الأنصارُ شعبًا لسلكتُ شعبَ الأنصار، وهذه الكلمة لم يقلها النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في حقّ أيّ فئة اجتماعيّة أخرى، وهذا يدلّ على مكانتهم ومنزلتهم الكبيرة”.
وبعد ذلك أشار الباحثُ إلى أنّ “الأنصار الذين اتّصفوا بصفات الإيمان والنصرة والتأييد والتضحية في سبيل الله تعالى، قد مُلِئوا إيمانًا بفعلهم هذا، وبالتالي فإنّ مسيرتهم وحركتهم ونصرتهم للنبيّ(صلّى الله عليه وآله) كانت إيمانيّة، وقد فاقوا غيرهم من القبائل”.
وفي ختام الندوة قال الأسدي: “إنّ هذه الندوة تُعدّ ضمن الندوات العلميّة الفكريّة في خدمة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وفي دراسة حركيّته ومواقفه، وفيها التركيز على جهود الذين ناصروا النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ولدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) جهودٌ مميّزة في تبيان حقيقة حركيّة النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله) بأسلوب معاصر، وبمناقشة علميّة موضوعيّة تفنّد الشبهات، وفيها ردودٌ علميّة لما أُثِير من إشكاليّات في بعضها لنتاجِ مرويّاتٍ ضعيفة، كلّ هذا يُعدّ نشاطاً علميّاً مميّزاً، وهي مشكورةٌ على هذه الجهود المميّزة”.
هذا وقد شهدت الندوةُ طرحَ العديد من المداخلات والأسئلة والاستفسارات من قِبل المشتركين، وقد قام المُحاضِر بالإجابة عن جميع التساؤلات وتوضيح ما يلزم توضيحه، بعد ذلك تمّ تكريمُ الباحث وتوزيع شهادات المشاركة إلكترونيًّا على الأساتذة الحاضرين في الندوة.
المصدر: شبكة الكفيل العالمية