اثارت جريمة قتل المصلين في مسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى، موجة استنكارات قوية تضمنت مطالبات محلية ودولية بالتحقيق في الحادثة.
وفيما اصدرت السلطتان التشريعية والتنفيذية توجيهات بفتح تحقيق بهذه الجريمة البشعة, ساد ديالى حداد عام اعلنته المحافظة على ارواح ضحايا المجزرة.وهاجم مسلحون مجهولون مسجد مصعب بن عمير بقرية الزركوش في ديالى وقتلوا نحو سبعين من المصلين في صلاة الجمعة امس الاول.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم, طالب السلطات التنفيذية والقضائية بالتحقيق في الجريمة, فيما ارسل رئيس البرلمان سليم الجبوري لجنة للتحقيق بالحادث.
واعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي عن إرسال لجنة خاصة للوقوف على تلك الحادثة، كما أدان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، بشدة قتل المدنيين والمصلين في محافظة ديالى، مطالبا الأجهزة المعنية بملاحقة القتلة وإنزال أشد العقوبات بهم.هذا وطالب التحالف الوطني، بالإسراع بإجراءات التحقيق بحادثة المسجد والكشف عن العناصر المتورطة وتقديمها للقضاء، داعيا الجميع إلى التعاون مع التحقيق وتفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يحاولون عرقلة جهود القوى السياسية في تشكيل الحكومة, فيما اكد القيادي في التحالف باقر الزبيدي على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية.
وبينما شددت كتلة التغيير النيابية على ضرورة الا تمر هذه الجريمة دون تحقيق على أعلى المستويات للكشف عن منفذي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة, حذر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من محاولات اعداء العراق وبالخصوص عصابات داعش الارهابية الرامية لاشعال الفتنة بين ابناء البلد, وهي ذات الدعوة التي اطلقها حزب الدعوة الإسلامي في الوقوف صفا واحدا وبحزم ضد كل أنواع الارهاب ومسمياته وتفويت الفرصة على من يريد دق إسفين الحرب والانتقام بين أبناء الشعب.وذات التحذيرات وردت من نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس, خشية مؤامرة لتمزيق وحدة الصف والنسيج الاجتماعي العراقي.
معتبرا تلك الحادثة جريمة نكراء في سلسلة الجرائم الارهابية والتي تستهدف عرقلة المسيرة السياسية والديمقراطية في العراق.الامم المتحدة وجامعة الدول العربية, هي الاخرى ادانتا هذه الجريمة البشعة, داعيتين جميع السلطات العراقية لضمان أن يتم التحقيق في هذا الهجوم بشكل صحيح ومعاقبة مرتكبيه.
وحاثتين جميع القادة السياسيين للتوحد وعدم منح الارهاب الفرصة لاستغلال حالة العراق الراهنة لاثارة النعرات الطائفية والمذهبية وضرب مكونات النسيج الاجتماعي وتقويض مقومات الدولة.الى ذلك, كشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، أن ما حصل يوم الجمعة الماضي.
من مجزرة في مسجد مصعب بن عمير، كان عملية ارهابية لفك التكاتف بين الشيعة والسنة في منطقة الزركوش.وقال رئيس اللجنة صادق الحسيني لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”، إن “أهالي منطقة الزركوش – شيعتها وسنتها- متكاتفون منذ دخول داعش إلى العراق ومتعايشون بصورة غير محدودة، ومتحدون في قتال العصابات الإرهابية, الامر الذي لم يرق لداعش”.
وتابع أن عبوة ناسفة انفجرت يوم الجمعة في أحد الشوارع الرئيسة بمنطقة الزركوش التي تسكنها الغالبية الشيعية وراح ضحيتها أربعة شهداء، وبعدها بدقائق فتح مجهولون النار من خلف المصلين في مسجد مصعب بن عمير، ما أسفر عن إصابة 30 مصليا بين شهيد وجريح.ودعا الحسيني أهالي منطقة الزركوش والصميدع والجبور وغيرها من العشائر إلى ضبط النفس، واعتماد نتائج التحقيقات التي ستعلن عنها الجهات الحكومية في أقرب وقت.من جهته, اكد زعيم قبيلة الزركوش في منطقة حمرين، السبت .
إن عصابات “داعش” الارهابية هي من نفذت مجزرة المسجد, مشيرا الى ان منطقة حمرين خالية من اي تواجد مسلح لاي جهة كانت، وجميع العشائر الشيعية والسنية التي شكلت مجاميع امنية داعمة لقوات الجيش تقاتل فقط العصابات الداعشية.
وقال الزركوشي أن “من اتهم غير داعش بالحادثة هو خارج منطقة حمرين وليس لديه ادنى معرفة بتفاصيل الحادثة”، لافتا الى ان “شيوخ العشائر السنية في المنطقة اكدوا له بأن الدواعش هم من نفذوا المجرزة ولم يتهموا اي جهة”, مشيرا الى ان “الدواعش حاولوا منذ اشهر ايجاد طريقة لانهاء التعايش السلمي بين العشائر الشيعية والسنية في منطقة حمرين”.وفي ديالى, اعلن مجلس محافظة ديالى، السبت .
الحداد العام لمدة ثلاثة ايام على ارواح الضحايا. وطالبت ادارة محافظة ديالى بفتح تحقيق دولي في الحادثة, حيث اوعز محافظ ديالى باغلاق مكتب ممثلية الامم المتحدة في محافظة ديالى وعدم تعامل حكومة ديالى المحلية مع بعثة اليونامي باي شكل من الاشكال في حال عدم اجراء تحقيق فوري في مذبحة مسجد مصعب بن عمير, بحسب وصفه.