[ 18 ]
والاجابة للعدل وقول الحق، فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبى لمن ذكر أمامه وذكر قيامه واعتبر بالفناء (1).
وأما كراهية الشر، فيتشعب منه الوقار والصبر والنصر والاستقامة على المنهاج والمداومة على الرشاد والايمان بالله والتوفر والاخلاص وترك ما لا يعنيه والمحافظة على ما ينفعه، فهذا ما أصاب العاقل بالكراهية للشر، فطوبى لمن أقام بحق الله وتمسك بعرى سبيل الله (2).
وأما طاعة الناصح، فيتشعب منها الزيادة في العقل وكمال اللب ومحمدة العواقب والنجاة من اللوم والقبول والمودة والانشراح (3)
والانصاف والتقدم في الامور والقوة على طاعة الله، فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى (4)،
فهذه الخصال كلها تتشعب من العقل. قال شمعون: فأخبرني عن أعلام الجاهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن صحبته عناك (5)
وإن اعتزلته شتمك وإن أعطاك من عليك وإن أعطيته كفرك وإن أسررت إليه خانك وإن أسر إليك اتهمك وإن استغنى بطر وكان فظا غليظا وإن افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرج (6)
وإن فرح أسرف وطغى وإن حزن أيس
(1) الطيش: الخفة وذهاب العقل. والتحرج: تجنب الحرج أي الاثم وقيل: تضييق الامر على النفس. والبرهان: الحجة وكل ما يوجب وضوح أمر والمراد هنا براهين الله وحججه. ومن داوم على الخير تتشعب منه هذه الاوصاف. وفى بعض نسخ الحديث [ ذكر ما أمامه ]. (2) يقال: توفر على صاحبه رعى حرماته وعلى كذا: صرف همته إليه. وترك مالا يعنيه أي ما لا يهمه ولا ينفعه. والعرى جمع العروة كغرف وغرفة. (3) في بعض نسخ الحديث [ الاسراج ]. (4) الصرع: الطرح على الارض والمراد الامور التى يصرع هوى النفس فيها. (5) عناك: آذاك وكلفك ما يشق عليك وأتعبك من العناء: وهو النصب والتعب. (6) ولم يتحرج أي لم يجتنب عن الاثم. (*)