الوقت – تتواصل سلسلة الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الصهاينة بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
حيث هاجم الجيش الصهيوني مؤخراً مشيعي جنازة الشهيد “وليد الشريف” في القدس المحتلة. وأسفر الهجوم الصهيوني الغاشم على مشيعي جنازة هذا الشهيد الفلسطيني، عن إصابة أكثر من 70 جريحاً، بعضهم في حالة حرجة.
وتشير التقارير المنشورة إلى إصابة الصحفيين الحاضرين في جنازة الشهيد وليد الشريف، برصاص بلاستيكي أطلقه جيش الاحتلال. وجاء هذا الاعتداء الصهيوني في وقت لم تنحسر فيه بعد موجة الانتقادات والتنديدات باغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وفي هذا الصدد، ردت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على العمل الوحشي الأخير الذي قام به الصهاينة، بمهاجمة مشيعي جثمان الشهيد “وليد الشريف” في القدس المحتلة.
حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفي معرض إدانتها الشديدة لهذا الإجراء الصهيوني، أعلنت: أن اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشيعي جثمان الشهيد وليد الشريف في القدس، عمل إرهابي صهيوني سيتم الرد عليه بالصمود والمقاومة والمواجهة الشاملة من قبل الفلسطينيين.
هذا في حين أن الصهاينة هاجموا الجمعة الماضي موكب تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة في القدس المحتلة. حتى أنهم قاموا بانتهاك حرمة جثة الصحفية الفلسطينية الشهيدة.
وفي هذا الصدد، أعلن مدير المستشفى الفرنسي في القدس أن المستشفى يعتزم رفع دعوى قضائية ضد تل أبيب، بتهمة إهانة جثة الشهيدة أبو عاقلة من قبل الصهاينة.
وتأتي كل هذه التطورات في حين أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت قد أمر يوم أمس، في عمل عدائي، بهدم منازل الشهداء في الأراضي المحتلة.
كما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بترحيل منفذي العمليات الفلسطينية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة. ويأتي هذا القرار بعد تصعيد غير مسبوق للعمليات الاستشهادية الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
إن الاعتداء على جنازات الشهداء الفلسطينيين، وإهانة جثث الشهداء وتدمير منازل منفذي العمليات الاستشهادية من قبل الصهيونية، تظهر أن تل أبيب تبنت أسلوباً جديداً في مواجهة الفلسطينيين. وتشير سلسلة الإجراءات هذه بوضوح إلى أن الكيان الصهيوني ينوي إرسال رسالة جديدة إلى الفلسطينيين.
في الواقع، يريد الصهاينة إرسال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم مستعدون لتجاوز أي خط أحمر لمواجهتهم. وبمعنى آخر، يسعى الکيان الصهيوني من خلال تجاوز الخطوط الحمراء في مواجهة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إلى خلق نوع من الردع ضد العمليات الاستشهادية والمقاومة التي يقوم بها المجاهدون الفلسطينيون؛ وهي العمليات التي سلبت النوم من أعين المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين الصهاينة.
لقد أسفرت سلسلة من العمليات الاستشهادية والمقاومة في الأراضي المحتلة في الأسابيع الأخيرة، عن مقتل ما لا يقل عن 20 صهيونيًا وجرح العشرات.
وفي مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن يجد الصهاينة أنفسهم محاصرين بأزمة أمنية كبيرة؛ أزمة تهدد بشكل تدريجي وجود هذا الکيان، وتفرض تكاليف باهظة على تل أبيب.
وبناءً على ما تقدم، فإن مسؤولي الکيان الصهيوني يتمسكون الآن بكل خيط لإنهاء أكبر تحدٍّ أمني لهم في السنوات الأخيرة، وهو العمليات الاستشهادية الشاملة والواسعة.
ولذلك، وضعوا على جدول الأعمال مسألة تجاوز الخطوط الحمراء الفلسطينية من أجل منعهم من مواصلة عمليات المقاومة، من خلال خلق موجة من الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني.
وعليه، كما ذكرنا، فقد تبنى الصهاينة أسلوباً جديداً في المواجهة مع الفلسطينيين، وتجاهلوا في هذه الأثناء نتائجه وتداعياته. حيث يعتقد المخططون الرئيسيون لمراكز الفكر الأمنية التابعة للکيان الصهيوني، أنه من خلال تكثيف الأعمال الوحشية ضد جثث الشهداء ومرتكبي عمليات المقاومة، يمكنهم وضع حد لتكرار هذه العمليات إلى الأبد.
لكن الواضح أن تنفيذ العمليات الاستشهادية والمقاومة في الأراضي المحتلة، قد بلغ ذروته اليوم أكثر من أي وقت مضى. وفي الوقت الحاضر، أصبح تنفيذ العمليات الاستشهادية من الأدوات الأساسية لمواجهة الاحتلال والإرهاب الصهيوني، وباتت العمليات الاستشهادية والمقاومة في فلسطين اليوم، جزءاً لا يتجزأ من عملية محاربة الاحتلال.
وبناءً على ما ذکر، يتضح جلياً أن تجاوز الخطوط الحمراء الفلسطينية، والاعتداء على جثث الشهداء، واتخاذ إجراءات مشددة ضد منازل وعائلات منفذي العمليات الاستشهادية، لا يمكن أن يضعف تصميم المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين على مواصلة عمليات المقاومة في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
ولذلك، لا شك أن سياسة الصهاينة الجديدة في التعامل مع الفلسطينيين، لن تساعدهم في التغلب على أحد أكبر تحديات تل أبيب في العقود الأخيرة.