بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
إلى أصحاب الشرف السادة العلماء الأعلام وحجج الإسلام في طهران – دامت بركاتهم.
برقية المواساة المحترمة بالفاجعة العظيمة التي حلت بالإسلام والمسلمين، تستحق الشكر والتقدير.
إن هجوم القوات الخاصة ورجال أمن السلطة برفقة ودعم أفراد الشرطة، على مركز علماء الدين، أعاد إلى الأذهان ذكريات المغول، مع هذا الفارق وهو أن أولئك هجموا على بلد أجنبي، فيما اعتدى هؤلاء على أبناء شعبهم المسلم وعلى علماء الدين والطلاب العزل.
ففي يوم شهادة الإمام الصادق – عليه السلام -، وبهتاف (الخلود للشاه)، شنوا هجوماً مباغتاً على مركز الإمام الصادق وذرية هذا العظيم وأبنائه الروحيين. وفي ساعة أو ساعتين نهبوا المدرسة الفيضية بأسرها، نهبوا جامعة إمام العصر- صلوات الله وسلامه عليه- في وضع يرثى له في أنظار نحو عشرين ألف مسلم .. حطموا أبواب ونوافذ كل الحجرات، والقى بعض الطلبة- من شدة الخوف- بأنفسهم من السطح إلى الأرض، فتكسرت الأيدي والرؤوس، جمعوا عمائم الطلبة والسادة من ذرية الرسول، وأضرموا النار فيها،
ألقوا بالفتيات ذوي الستة عشر والسبعة عشر ربيعاً من السطح، مزقوا الكتب ونسخ القرآن الكريم حسبما قيل .. لم يعد يؤمن علماء الدين والطلبة على حياتهم في هذه المدينة الدينية، فبيوت العلماء والمراجع تُحاصرها قوى الأمن وأحياناً القوات الخاصة وأفراد الشرطة.
أزلام النظام يهددون بأنهم سيفعلون بالمدارس الأخرى مثلما فعلوا بالمدرسة الفيضية، كما استبدل الطلبة المحترمون زي رجال الدين من فرط خشيتهم من أزلام السلطة. لقد أعطوا أوامرهم بعدم السماح للمعممين باستقلال الحافلات وسيارات الأجرة،
فيما يقوم أزلام السلطة بسب وشتم علماء الدين عامة، وبعض الشخصيات بالاسم، في المحافل العامة يستعملون التعابير النابية والمنحطة، وفي الليالي تقوم الشرطة بتوزيع منشورات فضيعة تحمل تواقيع مجهولة.
إن هؤلاء يسيئون إلى المقدسات الدينية تحت شعار (صداقة الشاه) و (صداقة الشاه) تعني النهب، تعني هتك حرمة الإسلام والاعتداء على حقوق المسلمين، والهجوم على مراكز العلم والمعرفة. (صداقة الشاه) تعني ضرب كيان القرآن والإسلام، تعني إضرام النيران في مظاهر الإسلام ومحو المظاهر الإسلامية. (صداقة الشاه) تعني قمع علماء الدين ومحو آثار الرسالة.
ليعلم السادة أصحاب السماحة بأن الأخطار تهدد أصول الإسلام، وأن القرآن والمذهب في خطر، وفي مثل هذه الحالة تعد التقية حراماً،
وإظهار الحقائق واجب ولو بلغ ما بلغ.
وحيث لا توجد في إيران الآن جهة مؤهّلة نتقدم إليها بالشكوى، وإدارة هذا البلد تتم بأسلوب جنوني، لذا أسأل باسم الشعب السيد عَلَمْاً، الذي يتولي رئاسة الوزراء: بأيّ مسوًغ قانوني قمت بمهاجمة سوق طهران الكبير (البازار) في الشهرين الماضيين،
وضربت وجرحت العلماء الأعلام وسائر المسلمين؟ بأيّ حق اعتقلت العلماء وسائر الفئات، وها هو ذا جمع كبير منهم في السجون؟ بأي حق بددت ميزانية البلد في استفتاء مفضوح؟
ولما كان الاستفتاء من قبل الشاه شخصياً- وهو من أغني الناس ولله الحمد-،
فبأي حق أجبرت رجال الحكومة الذين يتسلمون مرتباتهم من ميزانية الشعب على العمل في الاستفتاء الشخصي؟
بأي حق نهبت سوق قم في الشهرين الماضيين، واعتديت على المدرسة الفيضية، وعرَّضت الطلبة للضرب والشتم والاعتقال؟.
بأي حق أرسلت القوات الخاصة ورجال الأمن متنكرين، في ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام للاعتداء على المدرسة الفيضية وارتكاب كل هذه الفجائع؟
لقد أعددتُ قلبي لاستقبال حراب أزلامك، غير أني غير مستعد لقبول منطق الزور والاستسلام لجبروتك .. إنني – بحول الله – سأعمل على بيان أحكام الله كلما سنحت الفرصة لذلك. ومادام القلم بيدي سأفضح الممارسات المناهضة لمصالح البلد. إن إحدى عيون المسلمين تبكي اليوم على دنياهم، وعينهم الأخرى على دينهم، وان حكومتكم التي لم يمض على تسلمها زمام الأمور سوي عدة أشهر، قد عرَّضت الاقتصاد والزراعة والصناعة والثقافة ودين البلد للخطر، وبات البلد على حافة الانهيار في كل مجال. أسأل الله- تعالى- أن يحفظ الإسلام والمسلمين في ظلال القرآن.
روح الله الموسوي الخميني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاريخ 13 فروردين 1342 هـ. ش/ 7 ذي القعدة 1382 هـ. ق المكان: مدينة قم الموضوع: مساءلة أسد الله عَلَمْ (أزلام النظام على المدرسة الفيضية وضرب وجرح الناس والطلبة) المخاطب: علماء طهران
المصدر: صحيفة الإمام، ج: 1، ص: 182
الولاية الاخبارية