(أبشروا آل ياسر فأن موعدكم الجنة)
إنّ الصحابي الكبير « عمار بن ياسر » ليس إماماً بالمعنى المصطلح للإمامة عند الإمامية الاثني عشرية ، بل هو صحابي كبير ، جاهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، وله تاريخ مستقل به ، كتب عنه العلامة : « عبدالله السبيتي » كتاباً تتمكن من الحصول عليه بطلبه من مؤسسة أهل البيت في بيروت ، طبع سنة 1982م .
أمّا نسبه فهو : عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن بام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي .
فهو عربي صميم ، ولد في مكة ونشأ فيها بين حلفائه بني مخزوم ؛ فقد حالف « ياسر » أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، فزوّجه أبو حذيفة أمته : سمية بنت خياط ، فولدت له : عماراً .
ولكن لم يعلم وقت ولادته على التحقيق ، ولكن ورد في التاريخ عن عمار أنّه : كان تِرْباً لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يكن أحد أقرب إليه سنّاً منه .
شهد عمّار بدراً ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهاجر إلى الحبشة ، ثمّ إلى المدينة ، وقُتل في صفين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعون .
إنّ عمّار نزلت فيه الآيات القرآنية:{ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}(النحل/106).
ونزل في عمار قوله تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ …}(الأنعام/122).
وقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}(الزمر/9). وهناك آيات أخر نزلت في عمار وغيره .
ولم يعرف بمن تزوّج ، ولكن أعقب ولداً اسمه : محمّد ، وبنتاً تدعى : أم الحكم . نعم ، هناك أمور مهمّة في حياته ، يمكنك الوقوف عليها إذا رجعت إلى كتاب العلامة عبد الله السبيتي في عمار بن ياسر .