الرئيسية / بحوث اسلامية / في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي

( في رحاب الشيعة ) هو أفيد الكتب التي تتحدث عن سلامة القرآن الكريم من التحريف
وبراءة الشيعة من الغلو والغلاة ويتحدث عن الأثبات بالدليل على السجود على التربة
الحسينية عند الشيعة ، وقد وما تزال أنفاس مولاي الشيخ باقر شريف القرشي دام ظله
الوارف نبراس العلم ضد كل محاولة تحدي وتعدي على عقائد الإمامية ، وقد تناول مواضيع
كثيرة في البحوث على مدى خمسة وأربعين عاما مخلصا مجدا حريصا للماضي والحاضر ،
ما بين التأريخ والمذاهب ، وله مؤلفات عديدة ومنها سيرة الأئمة جميعا عليهم السلام
، بحوث عميقة ومشيقة جدا للقارئ ، وأرجو من مولاي سماحة حجة الإسلام والمسلمين
الأستاذ الشيخ باقر شريف القرشي ، قبول هذا الجمع لكراساته القيمة في كتاب واحد
وسميته في رحاب الشيعة ، وأهديته بالنيابة عنه إلى رفيق حياته الذي عاش معه في ذرى
عطف ومودة ، الذي جسد في سلوكه معه جميع مفاهيم الأخوة الصادقة ، سماحة المغفور له
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ هادي شريف القرشي أرفع لروحه الطاهرة هذا المجهود
المتواضع .

أحمد السعدي الكاظمي
سلامة القرآن الكريم من التحريف
( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) صدق الله العظيم

المقدمة
( 1 )
وأنزل الله تعالى كتابه العظيم على نبيه وجعله هدى ورحمة إلى الناس أجمعين ، يقيم
أودهم ويصلح شؤونهم ويوفر لهم حياة كريمة تزدهر بالعدل والأمن والرخاء ويسود فيها
نظام رفيع مستقر متوازن ، لا ظل فيه للبؤس والحرمان وهو معجزة الإسلام الخالدة لا
من حيث بلاغته التي هي من أرقى مراتب البلاغة في الكلام العربي ، وإنما لنظامه
المتطور الذي يساير الإنسانية في جميع مراحل تأريخها .
( 2 )
القرآن الكريم نفحة من رحمات الله على عباده
يملأ قلوبهم إيمانا ومودة وإخاءا ، ويشيع فيهم الأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة
التي تسمو بها الحياة وقد طوى بمكوناته الفكرية والعلمية عهودا مظلمة من عادات
الجاهلية وخرافاتها التي كان يعاني منها ابن آدم أقسى ألوان الشقاء كما فتح
للإنسانية آفاقا مشرقة من العلم والتطور ، والتقدم لم يعرفها الإنسان من قبل .
( 3 )
القرآن الكريم هو القوة الهائلة التي أمدت ليوث الإسلام في عصورهم الأولى بالإيمان
وقوة الإرادة فخاضوا أعنف المعارك وأقساها محنة من أجل تحرير إرادة الإنسان ورفع
مستواه فكريا وحضاريا ، وإقامة كلمة التوحيد في ربوع العالم .
إن القرآن الكريم مصدر الحضارة والقوة للعالم الإسلامي في جميع الأحقاب والآباد
وحينما سار المسلمون في فجر تأريخهم على ضوئه وهديه سادوا جميع أمم العالم وكانت
كلمتهم العليا ، ولما انحرفوا عنه صاروا بأقصى مكان من الذل والهوان تتناهب ثرواتهم
كلاب الاستعمار وتتحكم في مصيرهم القوى
الصليبية الكافرة ، وهيهات أن يعود لهم مجد ، وترتفع لهم كلمة ما لم يعودوا إلى هدي
القرآن وتعاليمه .
( 4 )
ومن أدهى الأقوال وأكثرها زيفا ، وبعدا عن الفكر القول بوقوع التحريف في القرآن
الكريم فإن ذلك له من المضاعفات السيئة التي لا يمكن الالتزام بها ، والتي منها
سقوط الاحتجاج بالقرآن الكريم كما يقول بذلك علماء الأصول وبالإضافة لذلك فإنه
يتجافى ويتصادم مع قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فإن الآية
واضحة الدلالة في أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز من الضياع ولكل ما يعتريه من
النقص والزيادة فالقول بوقوع التحريف فيه بعيد عن الواقع وخال من جميع المقومات
العلمية .
( 5 )
أما الذين يذهبون إلى وقوع التحريف في كتاب الله تعالى فيستندون إلى بعض الروايات
التي لا نصيب لها من الصحة نفقد خلطت الأحاديث بكثير من الموضوعات دسها من لا حريجة
له في الدين وذلك لتشويه الواقع المشرق للإسلام والطعن في مقدساته
ومن ألوان ذلك التحريف أن بعض الوضاعين كان يضيف إلى الآية بعض الكلمات للاستدلال
على ما يذهب إليه ، وتلك الإضافة تتصادم مع نسق القرآن البالغ حد الإعجاز في فصاحته
وبلاغته .
( 6 )
واتهمت الشيعة بغير إنصاف بالقول بتحريف القرآن الكريم . وهو افتراء محض على هذه
الطائفة التي آمنت بجميع قيم الإسلام ، واعتنقت جميع مبادئه ، وقدمت المزيد من
الضحايا في صيانته والذب عنه أيام المد الجاهلي في عهد الحكم الأموي ، الذي كان على
رأسه فاجر بني أمية يزيد حفيد أبي سفيان وابن معاوية الذئب الجاهلي ، لقد تبنت
الشيعة جميع أهداف الإسلام وجاهدت في سبيله كأعظم ما يكون الجهاد وهي تؤمن إيمانا
، لا يخامره شك بالقرآن الكريم . وإنه معجزة الإسلام الخالدة لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه لا زيادة ولا نقصان ولا تحريف فيه ، وهو الذي أنزله على عبده
ورسوله محمد ( ص ) ليكون هدى ورحمة لجميع شعوب العالم وأمم الأرض .
( 7 )
وليسوا على هدى هؤلاء الذين يتهمون الشيعة بتحريف القرآن الكريم . ويشيعون ذلك في
المعاهد والجامعات العلمية بمنشورات تدفعهم إلى ذلك بعض القوى الحاقدة على الإسلام
غرضها إشاعة الفرقة والعداء بين المسلمين وعزل الشيعة عن المجتمع الإسلامي وإيقاف
المد الشيعي الذي أخذ بالانتشار بسبب قيمه الأصيلة وما يحمله من مودة وولاء لأهل البيت عليهم السلام الذين هم سفن النجاة وآمن العباد وعدلاء الذكر الحكيم ، وعلى أي
حال فمن المؤكد أن جميع الوسائل التي تقوم بها خصوم الشيعة لتشويه واقعهم قد باءت
بالفشل بسبب ضحالتها ، وعدم نزاهتها ، وأنها لم تستهدف أي مصلحة للمسلمين سوى تفريق
صفوفهم ، والطعن في مقدساتهم .
( 8 )
وليس لنا أي غرض نبتغيه من هذه البحوث وأمثالها التي قدمتها إلى القراء سوى خدمة
الإسلام والذب عن قيمه ، وإبطال الشبه الفاسدة التي ألصقها به خصومه وأعداؤه .
إن الواجب على دعاة الإسلام في مثل هذه الظروف الحاسمة من تأريخهم أن يعملوا جاهدين
على توحيد كلمة المسلمين ، ولإبراز القيم العليا والمبادئ الأصيلة التي تبناها
الإسلام منذ فجر تأريخه . . . فإن أمام المسلمين عدوا ماكرا يكيد لهم في الليل
إذا يغشى ، وفي النهار إذا تجلى . يريد أن يقذف بهم في هوة سحيقة من مجاهل هذه
الحياة ، ولا يدع لهم أي مركز كريم تحت الشمس .
إن الصهيونية العالمية ، والاستعمار الغربي قد تحالفا على إذلال المسلمين ، ونهب
ثرواتهم وجعلهم وجعلهم تحت مناطق نفوذهم فيجب على دعاة المسلمين وعلمائهم العمل
على نشر الوعي الإسلامي ، وتحذير المسلمين من دعاة الفرقة ، والله سبحانه هو الموفق
والهادي إلى سواء السبيل .

 

 

https://wilayah.info/ar/

 

https://wilayah.info/en/

 

https://www.ommahwahda.com/

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...