الرئيسية / بحوث اسلامية / دروس في العقيدة الإسلامية

دروس في العقيدة الإسلامية

أصول الدين وأصول المذهب‏

 

تقدم أن أصول الإسلام الأساسية ثلاثة: التوحيد، النبوة، المعاد. وهذه الأصول الثلاثة تسمى أصول الدين، والمنكر لأي واحد منها ليس من المسلمين.

 

وهناك معتقدات أخرى نشأت من تحليل هذه المعتقدات وتجزئتها، أو أنها من لواحقها، يمكن أن نعتبرها من العقائد الأصلية أيضاً ولكن وقف اصطلاح خاص، فمثلاً يمكن أن نعتبر الإيمان بوجود الله والإيمان بتوحيده والإيمان بنبوة نبيها (ص) من أصول الدين الإسلامي، وبعض علماء الشيعة اعتبروا العدل وهو من

 

المعتقدات المتفرعة من التوحيد أصلاً مستقلاً، والإمامة وهي من لواحق النبوة أصلاً آخر.

 

وفي الواقع فإن استعمال كلمة “الأصل” في مثل هذه المعتقدات خاضع للإعتبار والمواضعة والاصطلاح، ولا مجال للنزاع والبحث حوله.

 

وعليه، فكلمة “أصول الدين” يمكن استعمالها في معنيين: عام وخاص. والإصطلاح العام هو ما يقابل “فروع الدين” وقسم الأحكام، ويشمل كل العقائد المعتبرة. والاصطلاح الخاص هو الذي يختص بالمعتقدات الأساسية.

 

ويمكن أن نطلق “أصول الدين” على العقائد المشتركة بين جميع الأديان السماوية دون تخصيصه بدين معيّن، أمثال الأصول الثلاثة( التوحيد، النبوة، المعاد)، أما لو أضفنا إليها بعض الأصول الأخرى المختصة بدين ما فنطلق عليها “أصول الدين الخاص” وكذلك إذا أضفنا إليها بعض المعتقدات المختصّة بمذهب معيّن أو فرقة معيّنة نطلق عليها “أصول الدين والمذهب” أو “أصول العقائد لمذهب معيّن”.

 

الأسئلة

 

1- بيّن المفهوم اللغويّ والاصطلاحي للدين.

2- ما هي أنواع الرؤية الكونية.

3- اشرح المصطلح العام، والمصطلح الخاص لأصول الدين.

4- ما هي الأصول المشتركة لكلّ الأديان السماوية ؟ وما هي أهميّتها؟

5- هناك رؤى كونية كثيرة ومتنوعة لدى الناس إلى ماذا يمكن إرجاعها كلها؟

 

 

 

 

الدرس الثاني‏: البحث عن الدين-1

 

إنّ علم “معرفة الله” هو من أعظم العلوم شرفاً وأكثرها قيمة، بل إن التكامل الحقيقي للإنسان لا يتيسر من دون المعرفة الإلهية؛ لأن الكمال الحقيقي للإنسان يتحقق في ظل القرب لله تعالى، ومن البديهي أنّه لا يمكن القرب إلى الله تعالى من دون معرفته، ومن هنا طرح التساؤل حول ضرورة البحث عن الدين، واستدل على وجوب معرفة الله تعالى بعدة أدلة نذكر فيما يلي أهمها.

 

الدليل الأوّل: الدوافع الفطرية

 

قد يتساءل البعض عن الدافع الذي يدعو للبحث عن وجود الله تعالى، وإذا أدركنا مدى التأثير الإيجابي الذي يتركه الإيمان بالله على حياة الإنسان وسلوكه، والفرق الكبير بينه وبين سلوك الذين لا يؤمنون بالله، لم يعد لهذا التساؤل من مبرّر، ومع ذلك فإنّ الدوافع الفطرية في الإنسان تدعو بوضوح للبحث عن الدين، وتتجلّى هذه الدوافع بعدّة أشكال، وهي:

 

الدافع الأوّل: غريزة حب الاستطلاع‏

 

من الخصائص النفسية للإنسان، وجود الدافع الفطري والغريزي لديه لمعرفة

 

الحقائق، والإطلاع على الواقعيات، وهو المعبّر عنه “بحبّ الاستطلاع” الذي يدفع الإنسان إلى التفكير والتأمل وطرح التساؤلات في محاولة البحث عن الحقائق بما فيها الدين الحقّ.

ومن هذه التساؤلات: هل هناك وجود لموجود غير محسوس وغير ماديّ( الغيب)؟ وإذا كان له وجود فهل هناك علاقة بين عالم الغيب والعالم المادي المحسوس؟ وإذا كانت هناك علاقة، فهل هناك موجود غير محسوس خالق للعالم المادي؟ هل ينحصر وجود الإنسان بهذا البدن المادي؟ وهل تتحدّد حياته بهذه الحياة الدنيوية؟ أم هناك حياة أخرى؟ وإذا كانت هناك حياة أخرى، فهل هناك علاقة وارتباط بين الحياة الدنيا والحياة الاخرة؟ وإذا وجدت العلاقة، فما هي الظواهر الدنيوية التي لها تأثير في الأمور الأخروية؟ وما هو السبيل لمعرفة النظام الأكمل للحياة؛ النظام الذي يكفل سعادة الإنسان في الدنيا والاخرة؟ وما هي طبيعة هذا النظام؟.

 

إذن فغريزة حبّ الاستطلاع تمثّل الدافع الأوّل الذي يدفع الإنسان للبحث عن إجابات لهذه الأسئلة وغيرها من المسائل الدينية، ومعرفة الدين الحق.

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...