الرئيسية / زاد الاخرة / وصية الإمام الخميني(قده) إلى السالكين

وصية الإمام الخميني(قده) إلى السالكين

بني:

أما أنا فقد فاتتني القافلة “يشيب ابن آدم وتشب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل”.

لكن أنت لديك نعمة الشباب وقدرة الإرادة.. فالمؤمل أن تستطيع سلوك طريق الصالحين..

ولايعني ما ذكرت أن تترك خدمة المجتمع وتعتزل وتكون كَلاًّ على خلق الله فإن هذه صفات الجاهلين المتنسِّكين أو الدراويش أرباب الدكاكين.

سيرة الأنبياء العظام (صلى الله على نبيِّنا وعليهم أجمعين) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)

الذين هم صفوة  العارفين بالله والمتحررين من كل قيد وغلّ والمتعلقين بالساحة الإلهية. هي  القيام بكل قوة ضد الحكومات الطاغوتية فراعنة الزمان.. وقد تجرعوا كؤوس الآلام من أجل إجراء العدالة في العالم

وبذلوا الجهود.. التى تلقننا الدروس.. وإذا كانت لنا عين بصيرة وأذن سميعة فسنجد فيها ما يفتح أمامنا الطريق.. “من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم”(2- أصول الكافي – كتاب الإيمان والكفر باب الاهتمام بأمور المسلمين حديث 1،4 باختلاف يسير.).

بني: 

لا الإعتزال الصوفي دليل الإرتباط بالحق، ولا الدخول في المجتمع وتشكيل الحكومة شاهد الإنفصال عن الحق، الميزان في الأعمال هو دوافعها (3- مضمون روايات متعددة حول أهمية النية مثل الرواية المعروفه “إنما الأعمال بالنيات” و”لا عمل إلا بنية” و”كل عامل يعمل على نيته” تراجع روايات باب النية في أصول الكافي كتاب الإيمان والكفر.).

فكثيراً ما يكون العابد والزاهد مبتلىً بشَرَك إبليس وهو يوسع ذلك الشَّرَك بما يناسبه من الأنانية والغرور والعجب والتكبر وتحقير خلق الله والشرك الخفي وأمثال ذلك مما يبعده عن الحق ويؤدي به إلى الشِّرك..

وكثيراً ما يكون المتصدي لشؤون الحكومة ذا دافعٍ إلهي فيحظى بمعدن قرب الحق كداود النبي وسليمان النبي عليهما السلام. وأعلى منهما وأسمى كالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) وخليفته بالحق على بن أبي طالب عليه السلام، وكحضرة المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء  في عصر حكومته العالمية.

إذاً، ميزان العرفان والحرمان هو الدافع، كلما كانت الدوافع أقرب إلى نور الفطرة. وأكثر تحرراً من

الحجب حتى حجب النور(4-  إشارة إلى فقرة من المناجاة الشعبانية “وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور” بحار الأنوار ج91/97.)، تكون أكثر ارتباطا بمبدأ النور إلى حيث يصبح الكلام عن الإرتباط كفراً.

شاهد أيضاً

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج01 / الصفحات: ٣٤١ – ٣٦٠   ونقول: ...