الرئيسية / تقاريـــر / لماذا أهل البيت عليهم السلام ..؟ بقلم سالم الصباغ

لماذا أهل البيت عليهم السلام ..؟ بقلم سالم الصباغ

سألنى أحد الأبناء الشباب هذا السؤال قائلا :
أنا شاب من شباب هذا العصر ، ليس لى طاقة ولا قدرة على تحمل هذه الحوارات الدينيةالصعبة ، وليس لى خلفية دينية معينه إلا المتوارث ولكنى أحترت فى فهم هذه المحاورات الصعبة بين المذاهب ولا أعرف سببا لهذه الحروب المذهبية …

فهل من الممكن أن تشرح لى بإختصار شديد ومبسط جدا قضية مدرسة أهل البيت ( الشيعة ) … ؟

ولماذا أهل البيت عليهم السلام ؟!!

وهل فى هذا تفريق للأمة أو توحيد لها ؟

أقول :

أما لماذا أهل البيت عليهم السلام ؟

ــ لأنهم أمان للأمة من الأختلاف

يقول تعالى :
( وأعتصموا بحبل الله جميعاَ ولا تفرقوا )
لما أمرنا الله بالإعتصام بحبله فكان لابد من وجود مصداق خارجى لهذا الحبل إذا تمسكت به الأمة لم تتفرق ،فما هو هذا الحبل ؟

هل هو القرأن ؟

نعم .. القرأن حبل من الله ولكن التمسك به وحده لا ينجى الأمة من الأختلاف بسبب الأختلاف فى التفسير والتأويل ، وهذا مايثبته الواقع الأن

هل هو القرأن و السنة الشريفة ؟

نعم .. القرأن و السنة الشريفة هما حبل من الله ولكن التمسك بها وحدهما لا يعصم الأمة من الأختلاف ، وهذا مانراه فى كل الفرق والمذاهب فى الواقع الأن وعلى مدار التاريخ الأسلامى ، فالجميع يقول : أنه متمسك بالقرأن والسنة ومع ذلك فالجميع مختلفون ومتنازعون بسبب أختلافهم فى الأحاديث سنداَ ومتناَ وتفسيرا وتأويلا ، وعدد الأحاديث المكذوبة هى عشرات أضعاف الصحيحة …

إذن فما هو حبل الله الذى أمرنا الله بالإعتصام به حتى لا تتفرق الأمة ؟!!

إن القرأن والسنة يمثلان المنهج النظرى للأسلام وهذا المنهج لابد أن يتجسد فى إنسان كامل واحد فى كل عصر عنده علم الكتاب والسنة فيجمع الأمة على فهم واحد وتفسير واحد لهما ….

هل حدث أن أجتمعت الأمة على مثل هذا الإنسان الكامل ؟

نعم … حدث هذا فى زمن (الرسول الأعظم ) صلوات الله عليه وأله ، ولذلك كان إذا حدث أختلاف بين الصحابة ذهبوا إلى الرسول صلوات الله عليه وأله فحسم القضية لأنه معصوم ولا يجوز لأحد الأجتهاد فى وجود الرسول صلوات الله عليه وأله ..
ولذلك فوجود مرجعية دينية معصومة عليها دليل من القرأن والسنة هو السبيل الوحيد لحفظ الأمة من الأختلاف ، وهو فى الحقيقة حبل الله الذى أمرنا بالإعتصام به فهو تجسيد حى للقرأن والسنة …

وماذا بعد إنتقال ورحيل الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ؟

اللطف الألهى لا يختص بعصر دون عصر ، فكان لابد من وجود مرجعية دينية معصومة منصوص عليها ومعينة من الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله حتى تملأ الفراغ الذى تركه رحيله صلوات الله عليه وأله ..بل مرجعية معصومة فى كل عصر ، حتى يرجع الناس إليها عند إختلافهم ….

فما هى هذه المرجعية المعصومة بعد الرسول صلوات الله عليه وأله؟ وما الدليل على ذلك ؟

الأدلة كثيرة جدا ، ومتفق على صحتها عند المسلمين جميعا ، ولكن أهمها هو ( حديث الثقلين ) وفيه أمر الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله فيه بالتمسك ( بالقرأن وأهل البيت ) وخلاصته :

قول الرسول الأعظم ( صلوات الله عليه وأله ) :

تركت فيكم الثقلين ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدى أبدا :
كتاب الله ، وعترتى أهل بيتى )
على إختلاف فى الألفاظ … ففى صحيح مسلم :
( أذكركم الله فى أهل بيتى
إذكركم الله فى أهل بيتى
أذكركم الله فى أهل بيتى )

وهل هناك دليل قرأنى ؟

نعم … قوله تعالى :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )

ومن هم أهل البيت ؟

فى صحيح مسلم وغيره فيما يسمى بحديث الكساء لما نزلت أية التطهير الشريفة أدخل رسول الله عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم هؤلاء أهل بيتى

وهل حدد الرسول الأئمة وعددهم فى كل عصر ؟

نعم .. حددهم الرسول بعدد 12 إماما من قريش كما ورد فى صحاح السنة ومنها البخارى ومسلم … وبأنهم من بنى هاشم كما ورد فى نهج البلاغة :
( الأئمة من قريش غرسوا فى هذا البطن من هاشم )
أو كما ورد فى مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام بالنص على أسمائهم

وهل حددت مصادر أهل السنة هذه الأسماء ؟
نعم …
ففى صحاح السنة تحديد لأول الأئمة الأثنى عشر

على منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى )
ومنزلة هارون هى خلافة موسى ( ع ) .. لقوله تعالى : ( أخلفنى فى قومى )

كما أن فيها تحديد لأخرهم وهو الأمام المهدى عليه السلام وأنه من أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين …..

هذا تلخيص مبسط جدا لقضية أهمية أهل البيت عليهم السلام فى توحيد الأمة وخروجها من أزمتها التى تعيشها ، والنزاع الذى يهدد بزوالها ..والعالم كله ينتظر الأمام المهدى عليه السلام الذى سينقذ الأمة من هذه الفرقة بل وينقذ العالم أجمع ، فهو للبشرية كلها بل للكائنات كلها …..

شاهد أيضاً

الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

النمط من إدراك المصالح والمفاسد البشرية والأخلاق الاجتماعية على العالم أجمع، وعلى الجميع أن يذعنوا ...