الرئيسية / القرآن الكريم / القرآن في الاسلام – الأستاذ العلامة السيد الطباطبائي

القرآن في الاسلام – الأستاذ العلامة السيد الطباطبائي

في القرآن التأويل والتنزيل :
تأويل القرآن وردت في ثلاث آيات هي :
1 ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
وما يعلم تأويله الا الله ) ( 1 ) .
2 ( ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون . هل ينظرون الا
تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ) ( 2 ) .
3 ( وما كان هذا القرآن أن يفترى ) إلى قوله تعالى ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه
ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) ( 3 )
التأويل مأخوذ من الأول بمعنى الرجوع ، ويراد من التأويل الشئ الذي ترجع الآية
اليه . والتنزيل يقابل التأويل وهو المعنى الواضح للآية الذي لا يحتاج إلى ارجاعه إلى
شئ آخر .
معنى التأويل عند المفسرين والعلماء :
اختلف المفسرون في معنى التأويل اختلافا شديدا ، وبعد الفحص في أقوالهم يمكن ارجاعها
إلى أكثر من عشرة ، إلا أن المشهور فيه قولان :
1 قول القدماء ، ومحصل كلامهم أن التفسير والتأويل
بمعنى واحد وهما مترادفان . وعليه فلكل الآيات القرآنية تأويل ، وبمقتضى قوله تعالى
( وما يعلم تأويله الا الله ) يختص العلم بالآيات المتشابهة بالله عز شأنه .
ومن هنا ذهب جماعة من القدماء إلى أن الآيات المتشابهة هي الحروف المقطعة التي في
أوائل السور ، لأنه لا تعرف آية تخفى معناها على الناس الا هذه الحروف . ولكننا في
فصول سابقة بحثنا عن هذا بشئ من التفصيل وذكرنا وجه عدم صحته .
وعلى أي حال لما نفى القرآن الكريم علم تأويل بعض الآيات عن غير الله تعالى ، وليس
لنا آية لا يعرف تأويلها – أي يخفى معناها على الكل كما ذكروا – ولم تكن الحروف
المقطعة التي في أوائل السور هي الآيات المتشابهة . . لهذه الوجوه ترك المتأخرون هذا
القول الذي ذهب اليه القدماء .
2 قول المتأخرين ، وهو أن التأويل المعنى خلاف الظاهر الذي يقصد من الكلام .
وعليه فليس لكل الآيات تأويل ، وانما يختص ذلك بالآيات المتشابهة التي لا يحيط بعلمها
الا الله ، كالآيات الظاهرة في الجسيمة والمجئ والاستواء والرضا والسخط والأسف
وغيرها من الأوصاف المنسوبة اليه جل جلاله وكذلك الآيات الظاهرة في نسبة الذنب إلى
الرسل والأنبياء المعصومين عليهم السلام .
بلغ هذا القول من الاشتهار بحيث أصبحت لفظة التأويل كالحقيقة الثانية في المعنى
خلاف الظاهر ، فان تأويل الآيات
القرآنية في المباحث الكلامية والخصام العقائدي يعني هذا المعنى بالذات ، كما أن حمل
الآية على خلاف ظاهر معناها بدليل يسمونه التأويل موضوع دائر على الألسن مع أنه
لا يخلو من تناقض ( 1 ) .
هذا القول مع شهرته العظيمة ليس بصحيح ، ولا ينطبق على الآيات القرآنية ، لأنه :
أولا – الآيتان المنقولتان في الفصل السابق ( هل ينظرون الا تأويله ) و ( بل كذبوا بما
لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) ظاهرتان أن كل في الآيات لها تأويل ولا يختص ذلك
بالآيات المتشابهة كما يبدو من هذا القول .
وثانيا – لازم هذا القول وجود آيات في القرآن يشتبه الناس في فهم مدلولها الحقيقي
ولا يعلمه الا الله تعالى . ومثل هذا الكلام الذي لا يدل على مدلوله لا يعد كلاما بليغا
فكيف بتحديه للبلغاء في بلاغته .

شاهد أيضاً

فيديو.. إسقاط الطائرة الأمريكية MQ9 في أجواء صعدة  

فيديو.. إسقاط الطائرة الأمريكية MQ9 في أجواء صعدة     نشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد ...