الرئيسية / بحوث اسلامية / شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه

شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه

 غلبة أتباع المسيح (ع) لليهود الى يوم القيامة

   تكفل الله لعيسى (ع) بغلبة أتباعه على الكافرين به ، ومعنى أتباعه: المنسوبون اليه عرفاً: إِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّه كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ للَّحَوَارِيِينَ مَنْ أَنْصَارِى إِلَى اللَّه قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّه فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ.

  أقول: تحقق وعد الله تعالى لعيسى (ع) بأن جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا به: وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِفقد غلب أتباع المسيح (ع)  أعداءهم اليهود ، ثم تبنت الدولة الرومانية المسيحية ، وإن حرفت فيها ، وغلبت اليهود وبقيت غالبة عليهم الى يومنا هذا ، وستبقى غالبة لهم الى نزول المسيح (ع) .  

جعل الله الرأفة والرحمة في المسيحيين ! 

من الميزات التي أعطاها الله تعالى لعيسى (ع) في أتباعه: الرأفة والرحمة: وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الآنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً . 

كرامة أمه مريم وتميزها (س)  

  فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَمِنْ عِنْدِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ..

 وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ . يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ.. إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجيِهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.. قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّه يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . 

بشارة عيسى (ع) بنبينا (ص)  

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّه إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ..

نهى القرآن عن تأليه عيسى (ع)   

 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاتَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّه إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّه وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّه  وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّه إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّه وَكِيلاً .  

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّه هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّه رَبِّى وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّه فَقَدْ حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِ الْجَنَّةَ..

 وَإِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ آنْتَ قُلْتَ للَّنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ .

مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِى بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّه رَبِّى وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ شَهِيدٌ .

سكان فلسطين في زمن المسيح (ع)

  جاء في قصة الحضارة (4/3873 ): (وكان الذي يجمع بين هذه الأحزاب كلها هو كراهيتها لسيطرة الرومان ، التي كانت تتقاضى من البلاد ثمناً باهظاً نظير ميرة السلم (ضريبة) غير المحببة إليهم . وكان يسكن فلسطين وقتئذ نحو مليونين ونصف مليون من الأنفس ، يقيم منهم في أورشليم وحدها نحو مائة ألف . وكان معظمهم يتكلمون اللغة الآرامية ، وكان كهنتهم وعلمائهم يفهمون العبرية ، أما الموظفون والأجانب ومعظم المؤلفين فكانوا يستعملون اللغة اليونانية .

 وكان معظم السكان يشتغلون بالزراعة ، يحرثون الأرض ويسقون الزرع ، ويعنون بالحدائق والكروم ، ويرعون الضأن . وكانت فلسطين في حياة المسيح تنتج من القمح ما يكفي أهلها وتبقى منه فضلة تصدر منها إلى الخارج. وكان بلحها ، وتينها ، وعنبها ، وزيتونها ، ونبيذها ، وزيتها، غالية الثمن يبتاعها الناس في جميع بلاد البحرالأبيض المتوسط).  

الجهاز الديني اليهودي في زمن المسيح (ع)  

  كان الجهاز الديني اليهودي يضم كبار الحاخامات ورجال الدين ، وكان الحاكم الروماني يختار رئيسهم أو يوافق عليه . فكان الجهاز الديني يملك حرية نسبية في عمله ، وكانت له محاكم وشرطة دينية تصدر الأوامر والأحكام ، بالقبض على المسيح وأتباعه ، ويحاكمونهم ويحكمون عليهم بالسجن أو القتل والصلب ، ويرسلونهم الى الحكومة الرومانيةي فتنفذ حكمهم . وتجد ذلك واضحاً في قصص اضطهادهم للمسيحيين ولعيسى المسيح (ع)  ، وفي قصة اهتداء بولس .  

 قال في قصة الحضارة (4/3874): (وكان في داخل الهيكل بهو الجازيث ، ملتقى السنهدرين أو المجلس الأعظم المكون من كبراء إسرائيل.. وكان الحاخام الأعظم هو الذي يختار في بداية الأمر أعضاء المجلس من بين طبقة الأشراف الكهنوت، ثم أصبح من حقه في عهد الرومان أن يختار أعضاؤه لعضويته عدداً متزايداً من الفريسيين، وعدداً قليلاً من فقهاء الشريعة الموسوية المحترفين . وكان أعضاؤه البالغ عددهم واحداً وسبعين عضواً يُدعون أنهم أصحاب السلطة العليا على جميع اليهود أياً كان موطنهم ) . 

وفي قصة الحضارة (4/2668 ):(واستولى على بلاد اليهود وظلت خاضعة لسلطان البطالمة أكثر من مائة عام (318-198) كانت تؤدي في خلالها جزية سنوية مقدارها ثمانية آلاف وزنة ، ولكنها ازدهرت وعمها الرخاء رغم هذا العبء الثقيل.

 وقد ترك البطالمة لبلاد اليهود قسطاً كبيراً من الحكم الذاتي تحت سلطان كاهن أورشليم الأكبر والجمعية الوطنية الكبرى . وأضحت الجروسيا أو مجلس الكبار، التي أنشأها عزرا ونحيما قبل ذلك العهد بمائتي عام ، مجلس شيوخ ومحكمة عليا في وقت واحد . وكان أعضاؤها السبعون أو الأكثر من السبعين يُختارون من بين رؤساء الأسر الشهيرة في البلاد ، ومن بين أكبر رجال العلمالسفريم Soferim.

 وقد ظلت قرارات هذه الجمعية المعروفة باسم: الدبرسفريم Dibre Soferim أساس الدين اليهودي العام ، من العصر الهلنستي إلى العصر الحديث). 

تكون الجهاز الديني المسيحي

  قال ابن خلدون (2/2/148): (فكان برومة بطرس الرسول الذي بعثه عيسى صلوات الله عليه ، وكان ببيت المقدس يعقوب النجار ، وكان بالإسكندريةمرقص تلميذ بطرس ، وكان ببزنطية وهي قسطنطينية أندرواس الشيخ ، وكان بأنطاكية أنبياء ومعلمون منهم برنابا وسمعان الملقب بالأسود .

  وكان صاحب هذا الدين عندهم والمقيم لمراسمه يسمونه البترك ، وهو رئيس الملة وخليفة المسيح فيهم ، ويبعث نوابه وخلفاءه إلى من بَعُدَ عنهم من أمم النصـرانية ، ويسمونه الأسقف أي نائب البطرك ، ويسمون القزا بالقسيس ، وصاحب الصلاة بالجاثليق ، وقَوَمَةَ المسجد بالشمامشة ، والمنقطعالذي حبس نفسه في الخلوة للعبادة بالراهب ، والقاضي بالمطران . ولم يكن بمصر لذلك العهد أسقف ، إلى أن جاء دهدس الحادي عشـر من أساقفةإسكندرية ، وكان بطرك أساقفة بمصروكان الأساقفة يسمون البطرك أباً والقسوس يسمون الأساقفة أباً ، فوقع الإشتراك في إسم الأب ، فاخترع إسم البابا لبطرك الإسكندرية ، ليتميز عن الأسقف في اصطلاح القسوس ، ومعناه أبو الآباء ، فاشتهر هذا الإسم ، ثم انتقل إلى بطرك رومة لأنه صاحبكرسي بطرس كبير الحواريين ورسول المسيح ، وأقام على ذلك لهذا العهد يسمى البابا .

  ثم جاء بعد فلوديش قيصر نيرون فقتل بطرس كبيرالحواريين وبولص اللذين بعثهما عيسى صلوات الله عليه إلى رومة ، وجعل مكان بطرس أرنوسبرومة  وقتل مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس وكان بالإسكندرية يدعو إلى الدين سبع سنين ، ويبعثه في نواحي مصر وبرقة والمغرب ، وقتله نيرونوولى بعده حَنِينْيَا  وهو أول البطاركة عليها بعد الحواريين .

  وثار اليهود في دولته على أسقف بيت المقدس وهو يعقوب النجار ، وهدموا البيعة ودفنوا الصليب ، إلى أن أظهرته هيلانة أم قسطنطين كما نذكره بعد، وجعل نيرون مكان يعقوب النجار ابن عمه شمعون بن كيافا ، ثم اختلفت حال القياصرة من بعد ذلك في الأخذ بهذا الدين وتركه ، كما يأتي في أخبارهم،إلى أن جاء قسطنطين بن قسطنطين باني المدينة المشهورة ، وكانت في مكانها قبله مدينة صغيرة تسمى بيزنطية ، وكانت أمه هيلانه صالحة فأخذتبدين المسيح لثنتين وعشرين سنة من ملك قسطنطين ابنها ، وجاءت إلى مكان الصليب فوقفت عليه وترحمت وسألت عن الخشبة التي صلب عليهابزعمهم  فأخبرت بما فعل اليهود فيها ، وأنهم دفنوها وجعلوا مكانها مطرحاً للقمامة والنجاسة والجيف والقاذورات ، فاستعظمت ذلك واستخرجت تلكالخشبة التي صلب عليها بزعمهم ، وقيل من علامتها أن يمسها ذو العاهة فيعافى لوقته فطهرتها وطيبتها وغشتها بالذهب والحرير ورفعتها عندهاللتبرك بها ، وأمرت ببناء كنيسة هائلة بمكان الخشبة ، تزعم أنها قبره وهي التي تسمى لهذا العهد قمامة ، وخربت مسجد بني إسرائيل وأمرت بأن تلقىالقاذورات والكناسات على الصخرة التي كانت عليها القبة ، التي هي قبلة اليهود ، إلى أن أزال ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) !

  وقال المقريزي في الخطط (4/394):  لما قتل الملك نيرون قيصـر بطرس رأس الحواريين برومية ، أقيم من بعده أريوس بطرك رومية ، وهو أول بطركصار على رومية ، فأقام في البطركية اثنتي عشرة سنة ، وقام من بعده البطاركة بها واحداً بعد واحد ، إلى يومنا هذا الذي نحن فيه ) .

  وقال ابن خلدون (1/234): (كان بطرس الرسول رأس الحواريين وكبير التلاميذ برومة ، يقيم بها دين النصرانية إلى أن قتله نيرون خامس القياصرة فيمنقتل من البطارق والأساقفة ، ثم قام بخلافته في كرسي رومة آريوس ، وكان مرقاس الإنجيلي بالإسكندرية ومصر والمغرب داعياً سبع سنين ، فقام بعدهحنانيا وتسمى بالبطرك ، وهو أول البطاركة فيها ، وجعل معه اثني عشر قساً على أنه إذا مات البطرك يكون واحد من الإثني عشر مكانه ، ويختار منالمؤمنين واحداً مكان ذلك الثاني عشر، فكان أمر البطاركة إلى القسوس ، ثم لما وقع الإختلاف بينهم في قواعد دينهم وعقائده واجتمعوا بنيقية أيام قسطنطين لتحرير الحق في الدين ، واتفق ثلاث مائة وثمانية عشر من أساقفتهم على رأي واحد في الدين فكتبوه وسموه الإمام وصيروه أصلاً يرجعون إليه ، وكان فيماكتبوه أن البطرك القائم بالدين لايرجع في تعيينه إلى اجتهاد الأقسة ، كما قرره حنانيا تلميذ مرقاس. وأبطلوا ذلك الرأي ) .

 أقول: أرسل عيسى بطرس الى روما ليدعوهم الى الله تعالى. أما بولس فكان عدواً لعيسى وأتباعه وادعى بعد رفعه بسنتين أنه ظهر له من السماء وبعثه رسولاً ! كما أن القدس تحررت بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك ، لأنهم انسحبوا على أثرها من كل سوريا. وكان بطل اليرموك مالك الأشتر رضي الله عنهوبعد تحريرها زار عمر القدس ، وكان معه كعب الأحبار فجعله يحترم صخرة بيت المقدس التي كانت قبلة اليهود ، أما قبلة المسلمين قبل الكعبة ، فكانت مدينة القدس ، وليس الصخرة .

 

شاهد أيضاً

في رحاب الولي الخامنئي – الإمام علي عليه السلام 04 \ 17

الفصل الرابع:   الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام مزايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ...