كيـفية ولادتـها
((… فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين)) (بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).
اتبع النسوة المرسلين من قبل الباري عز وجل المراسيم المعمول بها في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجلوس في الجوانب الأربعة والإحاطة بالحامل عند الولادة، حيث جلست واحدة عن يمين خديجة عليها السلام وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة، ولكن نزول فاطمة عليها السلام إلى الدنيا كان بدون تدخل النسوة فقد سقطت إلى الأرض وبنورها تنوّر الوجود كلّه حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلاّ أشرق فيه ذلك النور.
وتظل الزهراء عليها السلام مرتبطة بالجنة بعد ولادتها، فعند تغسيلها تُغسل بماء الكوثر الذي حملته الحور العين في أباريق من الجنة، فقد تناولت الإبريق المرأة التي بين يدي خديجة عليها السلام وغسلتها، وأخرجت خرقتين بيضاوتين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين وهي في المهد.
كرامتـها قبل الـولادة
إن للزهراء عليها السلام قبل ولادتها مكانة أفضل من مكانة الأنبياء عليهم السلام عدا خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد خلق الله نورها من نوره قبل أن يخلق آدم عليه السلام وقبل أن يخلق الأرض والسماء، وكان نورها دائم التسبيح لله جل جلاله، وقد أضاء نورها شجرة من الجنة عندما أودع ذلك النور فيها.
ولفاطمة عليها السلام كرامة وهي في بطن أمها وذلك لأنها لم تمر بمراحل نمو الجنين نطفة فمضغة فعلقة بل هي لم تُخلق أطوارا، كما كانت الأنيس لأمها فتحدثّها وتسليها وتصبرها وهي في بطنها.
(( فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام فقال لها: يا خديجة من تحدثين قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني))