الرئيسية / من / الشعر والادب / الْمَلْحَمَةُ الْمُعزِّيَّةُ وهي للمعز بن باديس على ما جاء في نفس المخطوطة

الْمَلْحَمَةُ الْمُعزِّيَّةُ وهي للمعز بن باديس على ما جاء في نفس المخطوطة

الْمَلْحَمَةُ الْمُعزِّيَّةُ – نبوءات أخر الزمان

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْمَلْحَمَةُ الْمُعزِّيَّةُ

وهي للمعز بن باديس على ما جاء في نفس المخطوطة

والله أعلم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تبارك منزل آي السُّوَر
على أحمد الطهر خَيْرِ البشرْ

نبي الهدى خاتَم المرسلين
وتفنى المعاني بتلك الصّورْ

ومن خصَّه الله بالمعجزات
وناهيك منها انشقاق القمرْ

وإِذْ أَوْقَفَ الشّمسَ حتّى أتى
عَلِيٌّ وصلَّى صلاةَ العَصَرْ

عَلِيُّ الوصيُّ الوليُّ الذي
أسرَّ النبيُّ لهُ ما أسرّ

وقال ابن عمّي أبو ولدي
وصيِّي ومولاكمُ المعتبرْ

وباب مدينة علم الإله
فمنْ دقَّ للبابِ نالَ الوَطَرْ

فيا جاحدي حقّه إنّكم
إذا مُسْتَقَرّكُمْ في سَقَرْ

ويا من يحبّ عليًّا لقد
تخيَّرتَ فاخترتَ خيرَ البشرْ

أبونا لنا ولكم رحمةٌ
من اللهِ ما غيَّرتْها الغِيَرْ

ألم تره آية المصطفى
به الدينُ عزَّ إذًا وانتَصَرْ

وقاتل من بعده مَنْ بَغا
وقاتل في عصره مَنْ كَفَرْ

وقال لشيعتِهِ بالعراق
سَلوني أُخبرُكم بالخبرْ

سَلوني عن طُرقِ طرق السّما
فقد قالها لي خيرُ البشرْ

فما ليلةُ القدر إلّا العلوم
وما أنا في الليلِ إلّا قمرْ

وما ألفُ شهرٍ سوى أمّةٍ
تكون بها وهم اثني عشرْ

وما يطلع الفجرُ بعد الخفا
إلّا على أهل بيتي الضَّرَرْ

فبعد ثلثين معدودة
وثمانين تَم ثلثُ الخبَرْ

وخمس قرونٍ بنى عمّنا
بفارس ثمّ افتراس البشرْ

إذا عام خمس وخمسين جا
فقد دمَّرَ الله ذاك النفَرْ

وأمّا ولاية آل النّبي
فمنها خفي وشيء ظهَرْ

يقوم لها قائمٌ بالجبال
وبالقَيْروانِ وتلك الحجَرْ

فيمتلئ الغرب عَدْلًا إذا
ملأ الشرق بالظلم تلك الزمرْ

وفي كل أرض سوى الأعجمين
بأمر بني فاطمة تُؤتَمَرْ

محمّد يا أوّل مِثلهُ
أخير سيقهره من قهر

ولا بد ممّا يلي حُجَّة
تكون لأهلِ التُّقى والنَّظَرْ

وعدّتنا عدّة الأوّلين
آبائنا الطّاهرين الغُرَرْ

سيمضي زمان بني المُصطفى
إذا ملكت منهم اثني عشرْ

إذ تسلب العالم الناكثون
قَمصُ الخلافة عند السَّحَرْ

ويقضي على عاضِدٍ يُوسُف
بما لا يريد بحكم القدر

وللهِ سِرٌّ خفيٌّ إذا
مضت بطحتان عليها ظهر

فينتزع الكردُ مُلكَ الفرنج
فكم من بلد منهم قد غبَرْ

كذلك أُميَّة من قبلهم
دَحَوا قيصر الشام حتّى اندَثَرْ

وأيّوب أوّلهم شيركوه
وأيّوبُ آخرهم ذو النظر

ومُدّتهم مُدّة الظّالمين
فعدّتهم ألفُ شهرٍ أُخَرْ

ومَرْوان أوّل مَنْ خانَنَا
ومَروانُ آخرُهمْ في السِّيَرْ

ويأتي المعز ولا كالمُعزِّ
ولكن ظالم ما استَقَرّ

فيحكم عشرًا إلّا أنَّ الزَّمان
تفرّع من أصله واشتهر

ويأتي المظفّر عبدًا يَخون
عليّ بن أبيك صدر الدّهر

عسوف ولكن له رايَةٌ
يُبيد العَدوّ بها حيث كر

وفي عين جالوت حَقّ العيَان
بجيشٍ من المُغْل لا يزدَجَرْ

فيكسرهم يا لها كسرة
ولولا قليل لكان انكسر

ويرجعُ من جُلّقٍ سالمًا
وقد فَرِحت نفسه بالظفَرْ

فيسقيه يدَر كاس الرّدى
فيا ويحَ مُطعِمُهُ ما أمَر

ويصفو له المُلك من بعده
لسبع سنين وعشرٍ نكَرْ

يسير فيها الجيوش العظام
لفتح القِلاع وهدم الصَّخَرْ

ويقتل نفلًا بشطِّ الفُرات
وبالرّوم يقتل نَفلًا أُخَرْ

وخاقان دَلّ بسَيْفِ الّذي
يجاهد في اللهِ طول الدَّهَرْ

فيُرسل أحمدَ في عَسْكرٍ
فعند العيان تشيع الخبَرْ

وفي الشّام تسري الجيوش العظام
فكم يهدمون بها من صَخَرْ

ويخشى عليه لقول الحكيم
لشهر محرّم أو في صَفَرْ

يموت كما مات من قبله
ويقتُلُه حين ينوي السَّفَرْ

ويملك من بعده جاهل
يدينُ بشرب الطَلَا والوتَرْ

فيحكم فيها زمان قصير
وبيت على مثل وَخْزِ الإبَرْ

ويخلع فيها ثم يليها أخوهُ
ويصرف عنها بحكم القَدَرْ

قَلاوون بُورك في جُنْدِهِ
وصَدَت سليمان عنها الغِيَرْ

ويحكم فيها قليل الكلام
شديد الدهَا عظيم الخطَرْ

يكون لسُنته إن أردت
يُسمّ قَلاوُون فاسمعْ وإن شئتَ دَرْ

وأهل الخيانة يا ويحهم
لقد نَدِموا حين حقّ الخَبَرْ

وصارت قلوبُ الوَرى قُلبًا
فهذا استحالَ وهذا استقَر

ويقتل في حِمص أعداه
ويرى طَرابُلسًا بالغِبَرْ

ويرتقب الفتح لكنَّه
قضى نحبه قبل نَيْلِ الوَطَرْ

إذا دار بالفلك المستقيم
فللخاء والميم أبقع بَكَرْ

وأطغى الغني تركمانيهم
فآل به الأمرُ حتى افتَقَرْ

وطفظايَ يطلبُ مالًا ينال
فيقتل بالسّيف وقت العصَرْ

وخمسٌ من الترك تعدوا عليه
يزيلُ التقى عن روج الخَبَرْ

فلا تعجلْ للآية فانظر لها
فإن لم تكرّر ففيها نظرْ

وبعد الميم أَحْرفٌ شابهت
إذا حُسبت وافق المُسْتَطَرْ

وأعقب بشج معها أربعون
وفي خمسة سبعة تعتبرْ

وللحآ أعدادها مرّتين
وفي غُرةِ الشّهر يومٌ أغَر

خفيفُ الركاب كثيرُ الدهاب
طويل الغياب إذا ما غَبَرْ

يفرّق ما جمع الأوّلون
ويفرق حين يصح النفَرْ

له الغَزَواتُ الثلاث التي
يبيدُ بها مَنْ طَغَى أو كَفَرْ

فينزل عَكَّا كأن لم تكن
ويظهر في وجه صوْرٍ صوَرْ

وبالدير دار إلى أن عَلا
عليه المؤذن لما اشتَهَرْ

وينقصُ من بعد ذاك الكمال
وبالجِسْر يدر عليه جَسَرْ

فطوبى لمَنْ حلَّ وادي النَّخيل
وطوبى لمَنْ زار عين البقَرْ

فسِرْ آمنًا في بلادِ الشام
ثمانية عشرة واقضي الوَطَرْ

وفي الأربعين مضت للعراق
فتوح العراق على المنتظَرْ

وطرد العدوّ إلى سمرقند
وأسر الفرنج وذلّ التَّتَرْ

بلَاجين يملك أقطارها
وجيش يُزَف زفيف المَطَرْ

وعينان غار بأهل الغُرور
وصادان صيدَا فما من نفَرْ

وذلك بعد اختلاف الجيوش
وبعد القتالِ وبعد المكَرْ

وبعد هموم تعمُّ الورَى
وتفنى النفوس على مَنْ حَضَرْ

ويفترق الجيش من بعدها
على فرقٍ خمسةٍ تُعتَبَرْ

فثنتان يقطع أرزاقهم
ويملأ منهم بطون الحُفَرْ

وقوم تَفر وقوم نَفَر
وقوم تقيمُ بدار الحجَرْ

والجيمُ والميمُ سبعٌ خلت
بخامسها القابل المُنتَظَرْ

قصير ولكن طويل العنان
ورطب البنان ببدلِ الدُّرَرْ

على خدِّهِ ضربة كالهلال
وإحدى الثنايا الصّحاح الكسر

وذلك إذ يقتل المارقين
وقد أثَروا فيه هذا الأثَرْ

ويقتل سابعهم نفسه
وخامسهم بعده قد ظهر

وبالسّين قد حبيت سنّة
حنيفيّة غيّرتها الغِيَرْ

وسادسهم قام في جُلَّقٍ
فدمرَ قومًا وأنشأ أُخَرْ

وغائبهُمْ غابهم إذ له
فؤادٌ طغي ولسانٌ شجَرْ

فهذا له أشهرٌ تسعةٌ
وتأذن مدّته بالقِصَرْ

وعشرون شهرًا يعيش البَطين
وعشر ليال بهنَّ اشتهَرْ

وينبعثُ الجيمُ منها الجلال
وبأوالف دالها المُسْتَطَرْ

وينخسف البدر في ثالث
عشر وأربعة من صَفَرْ

وتنكسف الشمس في ليلة
ربيعيّةٍ وهي ثالث شهَرْ

وأما الملوك فهم سبعةٌ
وأمّا أولو الأمر اثني عشَرْ

فعشر وعشرون للدّولتين
وأربعة عشر للمنحصَرْ

ويفترق الشمل يوم الجيار
إذ الليل فيه عليهم دبَرْ

وسنجرهم مثل بليكهم
ويؤثر في الأمر بعض الأثرْ

بغا حيث وفى بهم كتبغا
وقد نثر الرُّوسَ مثل الأكر

ويعمر بالترك أرض السّليل
ثم تراها من بعدهم دِيَرْ

إذا أم عام بِضع وتسعين
فخزن الحبوب ولو في الضّرَرْ

سيبدو الغلا وتثور العدا
فينزل غزَّةَ جيشُ التتَرْ

وتجري حُروبٌ بأحوالها
تُشَتتهم حين تبدو الغِيَرْ

ويغشى عساكر مصر الحلَاف
فينظر في كل أمر زُمَرْ

ويقتتلون على قتلة
ولكنَّها ساعة في السّحرْ

فيرضون تقديم كهل عفيف
يُكنى المغيث ويدعى عُمَرْ

وقد مرَّ من عمره أربع
وستون ما نال منها وَطَرْ

يحبّ البنين فيؤتى البنات
وأقصى أمانيه طفل ذَكَرْ

يكون في بطنه ضَربَة
وفي ظهره شامة كالأثَرْ

يقيم بها سبعة كُمّلًا
وستّ سنين وزيد شَهَرْ

فبشرى للوقت في ملكه
بخير الأنام وخير البشر

ويأتي الفضلى في جحفَل
يَسُد الفَضَا فكيف البحرْ

فيفنيهم الترك يوم الخميس
وتبقى أحاديثهم كالسِّيَرْ

فيا عجبًا من فتًى لاعب
يرى الجدّ من لعبه قد ظَهَرْ

وقد تلحظُ السّعد صلد الصّفا
فيعبد وهو أخسُّ الحَجَرْ

وقد تصعد النارُ كُلّ الصُّعود
ويرجع خامدها في الأثَرْ

فكر في زمان الأذى قانعًا
بقوّتك واستُرْ به ما سَتَرْ

وما لبني الترك من أزلهم
سوى خمسة من قرون السِّيَرْ

لهم ولآبائهم في البلاد
ثمانون عام وثلث العشرْ

ويوم الشريعة يوم الرّدى
يموت به من نهى أو أمرْ

وعشرون ألف من المسلمين
جرى بهم السّيل لما انحَدَرْ

فيا طالب الثأرِ ثار الرّسول
صبرًا فمثلك من قد ثأَرْ

حُييتَ إلى دولة نورها
مجلى الظّلام الذي قد غَبَرْ

ويأتيك خير بني فاطمة
إذا زُحَل قارن الجَوّ زَهَرْ

ألا إنَّهُ مَلك حاكم
وإنَّ أبيه القائم المعتبرْ

ويعقوب يملك في وقته
ثلث يُعان بفتحِ التَّتَرْ

وتأتي البرابر في وقته
وجوه القرود قلوب الحَجَرْ

فيا ويلَ مِصرَ وسكّانِها
إذا اللّيثُ يومًا عليهم زأَرْ

سبا أهلها بعد قتل الخطيب
بمنبره بالحُسَامِ الذَّكَرْ

وفي سوق مازن يَبيع الحريم
بنزرٍ من الوَرقِ بيع الكوَرْ

ويقتصدوا فتحها عُنْوَةً
كفتح بلاد عدوٍّ كفَرْ

ويملك بغداد عمرانهم
ويزداد في الفتح لمَّا شكَرْ

ويملك إيوان كسرى إذٍ
وأهوازه والبلاد الأخَرْ

ويغلبه المغربي الأبيّ
على البدو من ملكه والحضَرْ

أتدري متى ذال في خمسة
وعشرين من بعد ذاك غَبَرْ

غلام من اليُتم مرّ المذاق
يلين بكفّيه صلب الحجَرْ

ويأتيك محمود في جَحفَلٍ
يُحاكي إذٍ في سناه القمَرْ

ومحمود هذا قليل الكلام
وإن شئت في لحظه من حورْ

ومحمود يعضد آل النبي
بدعوة حق لمولى ظهَرْ

ويهلك محمودُهم بالنزيف
وقل بالرعاف إذا ما انفجَرْ

فيا حسنها دولة لا يسود
بها غير تالين آي السُّوَرْ

ولايتها بانتهاء القران
ويمضي بخير وعقباه بَرْ

وينقطع النيل عن مصره
ثلث سنين فلم ينتظر

ويخرج فرعونها هاربًا
إلى أرض غَزَّة وهي المفَر

فيُمْطِرُها اللهُ من بعده
وتروى قيل أتى من مطرْ (الزّروع وتقوى التمَرْ)

وتسقى كما عَطِشَتْ أرضُهَا
فتروى الزّروع وتقوى التمَرْ

وإن كنت تسأل عن حينه
ففي سَبْع سَبعٍ ثمان الكِبرْ

فلا تسكننَّ إذا ما أتَتْ
بغير تروجة ريف وَبَرْ

ولا تحزنن سواء الحُبوب
إذ هي لربح ما يتجَرْ

وإلا فسر نحو حاءتها
ودع جاهدًا مُدنَها والكورْ

ففي أشهرٍ حرم أربع
يُباع بها القمحُ بيعَ الدُّرَرْ

فيا ويحَ قلب مكسور بها
إذا الكُرَمَاء تِتهَادَا الكُسَرْ

وفي هدنَة الرّوم إذ يغدرون
ترى ثغر المسلمين انثغَرْ

فعشرون ألف قد استشهدوا
ومثلهم قد صلى في سَقَرْ

ويختص بالرّوم يعقوبها
ففي مأتي ألف فرم ظَهَرْ

ويقدم مقدام من مكة
أميرًا على بَدْوِهَا والحَضَرْ

فيقوى به كلّ مستضعف
له بفلسطين كَرٌّ وَفَرْ

وخف في المحرّم من وقعة
ببرقة بأطرافها قد ظَهَرْ

تثور اليهودُ بها ثورة
تكون وبالًا عليهم وشَرّ

وأمّا الصّعيد فَبغَا له
بنو كاهل مع قوم أُخَرْ

من العيْدِ إلى العيْدِ حتّى إذا
قضى بزمان النّحرِ فيه اتنَحَرْ

بأشبالهم شبه يختشى
ويفنون أجمعهم في صفَرْ

وذلك بعد سبع الميئين
ودون الكثير وأمر القمَرْ

وفي السبعِ من بعد سبع الميئين
في سابع الشهر من دُجْنَبَرْ

وفي رجب عجبٌ عندما
يقوم لنا القايم المنتظرْ

ويملك في رمضان الّذي
به كلّ خير قديم ظَهَرْ

ويطوي البلاد من القَيروان
إلى اسكندريّة طي الخَبَرْ

ويدخل غربيَّ مصر الّذي
له خبر فيه ونعم الخَبَرْ

فتبدو الكنوز له كلّها
وقد أعجزت قبله من حَفَرْ

وينشقّ أهرام تلك الجبال
عن ذهبٍ أحمر قد بَهَرْ

ويقتل سبعين ألفًا بها
من العجم المزعجين الصُّوَرْ

ويرحل للشام ثم الحجاز
ثم العراقين عقبى السَّفَرْ

وفي الهند والصّين إحكامه
إلى ثبت المرْج مَرج الخَزَرْ

وتَعنُوا خراسان طوعًا له
إذا ما أتى جيشه وابتَدَرْ

إذا العسكر الفاطميُّ أتى
إلى الرّوم زالَ الأذى والضَّرَرْ

فحينئذٍ فتحُ قسطنطينيّة
فكم من جناح بها قد نَشَرْ

وأندلس الغرب يفتكها
همام البريّة ممّن أسَرْ

وفي دحض فتنة نارها
مؤجّجة ولظاها سَعَرْ

ومن بعد ذاك وبا وغلا
وطول البلاء بها والغِيَرْ

وبنى مدينته ساكنًا
بشط الفُراة ففيها استمَرّ

وباءان يفتتحان البلاد
وقافين يَسْتأسِرَان التّتَرْ

وأوّلُهمْ ألفٌ قد طغى
وآخرُهمْ ألفٌ قد شَكَرْ

وللطاء تسعُ سنين بها
وللكاف حكم بأبقع بَكَرْ

وطَقْطايَ يظفر شهرًا بها
وعشرًا ويقبَل ثاني شَهَرْ

والطن يملكهم مدّة
إذا ما الخصِيَ لديها سَفَرْ

ويفتح قبرص يوم الغَدير
إذا المغربي بها قد غَدَرْ

إذا جاء مصر الجراد الّذي
يسُد الفضا ويرعى الزَّهَرْ

وأهلكه الله سبحانه
وجاء الرّخاء بعد النقر

ومات المؤيّد واستشرفت
إلى المُلك مؤتمنين الخَزَرْ

ففي نصف شعبان يأتي الفرنج
بجيش يسُد فضاءَ البحر

وينزل بالقرماء بعضهُمُ
وبعضهم برشيدٍ عَبَرْ

وطاغية القوم في جيشه
تحكم في البلد المحتكرْ

وتأتي إلى حَلَبٍ عُصْبَةً
حنيفيّة يعبرون السُّوَرْ

ويومَ المعرَّة لا تنسَهُ
فذلك في خامسٍ من صَفَرْ

ولكن عسكرهم يَنثنِي
بأرض التَستَر لما انكسَرْ

ويبنون صُورًا وتلك القصور
بناء تمكن لما استقَر

ويملكها استباريهم
فكم من يَدٍ دونها قد بَتَر

ثمانية عشر محسوبة
ويفتحها الملك المعتبر

أبو خمسة من ملوك الشام
أطاعوا المهيمن فيما أمر

حميد وأحمد من بعده
وعيسى وعثمانهم مع عمر

وسيس يسوس النصارى بها
علا ونهى بينهم فابتمر

يرى في المنام نبي الهدى
فيؤمن بالله من قد كفر

وتصبح أصنامهم كلها
مكسّرة فيشيع الخبر

بإذنه يستمر الأذان
ويشهر توحيده من شهر

ويخسف فيها بدير البنات
إذا القسّ فيها بهم قد فجر

وزلزلت الأرضُ حتّى هوت
قلاعُ الجبال وزادَ الضَّرَرْ

وغارتْ عيون تروي الثرى
فلم يبق فيها لها من أَثَرْ

ومات من الخوف من نالس
وتدمر خلق لفَرْطِ الخور

فكن آيسًا من أناسٍ إذا
أتى مطرًا جندلًا محتجر

يقدّر الرّوسَ ويفني النّفوس
ويقسم ما حولها من شجر

وما لحمى حِمَاه من هوى
إذا ثار يوم الثَلَثا ثَأرْ

وكم أمّة قاتلت أمّة
إذا الكنز من منبح قد ظَهَرْ

وعلم البرابي الذي قد خفا
سيكشف مَهديه ما سَتَرْ

وبركة أخميم قد أطلعت
قناطر من ذهبٍ تقتطَرْ

وفي انصنا كَمْ حُسام له
تفتق ملاعبها مدّخَرْ

وفي دَنْدِرَا عجبٌ ثالث
علوم الفلاسفةِ المُنْتَظَرْ

وفي صآونبها كنوزٌ لنا
تعزّ على من سعى واحتَقَرْ

ويخرج معدن ياقوته
فتُجلى عليه كبار الدُّرَرْ

وفي حَبِل الطير كنزٌ له
ومقداره قدر مَد البصر

وفي قصر قارون كم آلة
مخبأة لإمام البشر

وإسكندرية فيها النضار
بِتَل العمود إليه نَظَرْ

وفي بركة الدم إكسيرهم
خبأه له جدّه المختَبَرْ

وكم في المقطم من نعمة
له بالوصول إليها ظَفَرْ

وفي القصر والرَصَد المُعتلى
لها خبر فيه نعم الخَبَرْ

وفي عين شمسٍ ستبدو لنا
محاسن ينظرها ذو البصر

وتحت المنار لنا معجزٌ
سيُظهرُها الله يوم الدَّهَرْ

إذا احترقت بُطس تسعة
وحلَّ الّذي حَلّها في سَقَرْ

ودمياط يعمرها كلّها
ويعمر جرتها بالحجر
ويسكنها من رجال الغزَاةِ
ثلثين ألف سباع البحر

فيبعث في البحر أسطولها
على مئتي مركب تُعْتَمَرْ

وعشر سفاين مثل الجبال
لها طبقات لسفر سَفَرْ

فينفلقن خَيلًا ورَجْلًا إلى
جزاير فيهنّ رزق الثمر

ويظهر في الغرب من يُدَعا
له نسبة غيّرتها السّير

فينزل صاعقة يحرقوا
لظهور

ويخرج في واسطٍ خارجي
تدافع عنه زُنُوجُ العُسر

وتتبعه عرب البلدتَيْنِ
وفي أرض بصرة راعي البصر

فمن سبنا أو غلا مُفْرِطًا
فأنا بريئون ممّن فجَرْ

أقمنا على سنة المصطفى
وسنة أصحابه في الأثر
وكم فتن حول فسطاط مصر
وكم عُجَر تبعتها بجَرْ

فدر أرض حمير عام الحمار
ففي يمن الأمن والمستقر

فإن بمصرَ وإقليمها
ملاحم طالت فلن تُحتصَرْ

يسير إليها من المشرقين
مع المغربينِ جيوشٌ زمَرْ

ونوي فتنقص أطرافها
ويعجز أوسطها من كفر

وتقتتل الخلق عامًا بها
وفي الخوف خيف على مَنْ كَفَرْ

هنالك تنتصر المسلمين
وتفنى الفرنج ببحرٍ وبر

وترجع هاربة آية
أعاجم عُوج كبار الصُّوَرْ

((ويحترق الارمنِي الخبيث
بما كان أججه فَاسْتَعَر))

وتَتركُ جلق سُكّانها
فتلتقط الوَحش منها الثمَرْ

وصهيون يملكها وارد
من البحر يبدل فيها بُدَرْ

ولكنها بيعة تُسْتَرَد
بسمر القَنَا والحسامِ الذكَرْ

تعم المناجيق أقطارها
ويملكها ملك قد قهر

وبالدّير دارت رحا النايباتِ
على من بقي من جيوش التَّتَرْ

وكم قلعة قلعتها السُّيُول
وكم قصر ملك هوى واندثرْ

وتأتي القبايل نحو الشام
فكم عربي بسيف شهَرْ

وفي النيل قد غرق الظالمون
ورُبَّ أمر قد طغى فانسمر

وبادله الترك يوم الخميس
إذا أقبل عسكرهم فانحسر

تعود الملوك كما قد بَدَت
مماليك يأمرهم من أَمَرْ

وليست تعود لهم دولة
ولا ذنبهم أبدا يُغتفر

وهم يَبخسون ولا يُبخسون
وهم يُلعنونَ على ما غبر

يقادون كلّهم في القيود
ويُمتهنون بحمل المَدر

بنَوا وسواهم إذٍ ساكِن
له الحكم والأمر فيها انعمر

فكانت بأيديهم للإمام
عَوارى رُدَّتْ له في السَّحَرْ

إمام حكى جدّه المصطفى
فأشرقت الأرضُ لمَّا سقر

بإيلافه سَيزُولُ الخِلاف
ومذهبه الحقّ لما ظهَرْ

يصلي بعيسى إلى أن يموت
وعند النبي له قد قبر

ولا خمر يُعصر في عصره
ولا زمر فاز به من زَمَرْ

ولا أحد تاركٌ للصلاة
ولا للزكاة فنعم السّير

وتجتمع الشاة في رعيها
مع الذئبِ لم تخشَ منه ضَرَرْ

وفي قصرنا صرنا نحتفي
كما يختفي البدرُ حين استتَرْ

إلى أن يعود لنا أمرنا
به بعد قرنٍ ونصفٍ عَبَرْ

إذا ما انقضى ثلث قرن الثمان
هنالك تشهد ما ينتظر

إذ الشام تعوي كلاب بها
وتحوي العراق سفين حوَر

وتخلو البلاد بأعرابها
فبئس البلاد وبئس السّيرْ

فيخسف بالقوم في متبع
إذا فاجرٌ منهم قد فجَرْ

يفتح إشبيليا عُنوةً
ويقسم أموالها في البُدُر

ويقتل في لُدّ دجّالها
ولا عار في قتله ذو العُور

إذا نزل الأرض عيسى الّذي
له بالسماوات أعلا قمَرْ

ولا بدّ من دابّةٍ كُلّمت
ففي أوجه القوم منها أثر

ويأجوج ومأجوج إذ ينسلون
يسُدون بالأرض بحرًا وبرّ

وإذ يأذن الله سبحانه
بريح تعذبهم في البُكَرْ

وفي سابع القرن لاط الورى
فما قوم لوط بأردى خَبَر

وتسعة آلاف تفنيهم
فتطمى وتُدثرُ فيما دَثَرْ

إذا غضب الله سبحانه
على ظالمٍ باللواط افتخر

وللآمرا بوادي القِرى
حديث يحدّث عنه السِّيَرْ

ثلثين تأكل زاد السَّبيل
تفرّق أكثرهم فانْتَثَرْ

وفي الباء والدّال لا بُدّ أن
تُزلزَلَ حمص بأهل المدَرْ

فشدَكَ أسوارها كلّها
وتلك البروج وتلك الحُجَرْ

وفيها ببلسان خف غَدت
به أرض نيسان ما قد عَمَرْ

وغزّة منتها بالحريق
عشايرها فارتمَت بالشرَرْ

ونابُلس جاها صالجٌ
من الجوّ أثرَ فيها أثَرْ

وأمّا دمشق فيا وَيْلها
إذا ماؤها غار قبل الثَّمَرْ

فيفيَّاض من أنسها وحشة
فتذهب جثتها والنهَرْ

وفي تاسع القَرن يأتي اليهود
من الشّرق والغرب عد المطر

تُقاتِلنا بالسّيوفِ الجدَادِ
فيقتلهم بعد حرب بَتَرْ

وفيه ترى الشمسَ من غربها
قد أطلعت لفناء البشر

وممّا رويناه عن جدّنا
عليٍّ وعنه صحيح الخبر

ظهورُ امرئٍ مبطل مُدعي
يمحزق في آمدٍ إذ ظهر

فحقّ الوصول إلى موصِلٍ
فكم بالجزيرة علج جَزَرْ

يُربّى له حنش أسْوَد
إذا ما دعاه أتى واقتَدرْ

يقول أنا مثل موسَى الكليم
فيتبعُه شهر ذور السَّكَرْ

ويقتله الله لما طغى
ويحرق جثته في الحفَرْ

فلا تقربوا أحولا أعرجًا
به برص في الجبين الأغَرْ

كذوبٌ على الله فيما يقول
سيُصْليهِ خالقُنا في سَقَرْ

ويكذبه صَلَة ناطقًا
بتوحيدِ رَبٍّ علا فاقْتَدَرْ

فيسمعه الناسُ من فرسخ
يقول تبرّأت ممَّنْ كَفَرْ

لنا دور كسف وأعدائنا
لهم دور شرٍّ بحقّ ظهر

وتدميرهم قوم كتدميرهم
إذا ما الزّمان عليهم دَمَرْ

إذا مات صبرًا سليماننا
وقاسمها في الشجون انقبرْ

وضاق المجال فكن واثقًا
من الله بالفرج المُنتظَرْ

سينصرنا الله سبحانه
لنا ولشيعتِنا إذ نَصَرْ

فمن عاش عاين ما سَرَّهُ
وأبصرَ وجهَ الإمام القَمَرْ

إذا مُسخَت أوجه الظالمين
كلاهم ولم يبقَ منهم بَشَرْ

سل الله خاتمةً تُرتَضَى
فإنَّ الخواتيمَ فيها عِبَرْ

وتؤمن بالله أهل الكتاب
إذا ما ابن مريمَ فيها بَدَرْ

وتصفو القلوبُ فتبدو العلوم
ولم تخف إلّا لطول الكدَرْ

إذا ما استدار زمان الورى
كهيئته إذ بدا فانتشَرْ

ويجتَمع السَّبْعُ في كبشها
مع الجَوْزهر فأين المفَرّ

هَلمّوا فهاتوا الحقوق التي
غصبتم ذَويها وأنتم بقر

فخرتم فجرتم علينا بنا
إذا فجرَ النبطيّ افتخَرْ

قتلتم أئمَّتَكم ظالمين
فعاقبكم ربكم فانتصَرْ

فأوَّل عام ففيهِ الفنا
على العلماء الكبار اقتصَرْ

تموت المشايخ في مدّة
تصدرَ للناس فيها بقر

إذا سئلَ العلم أفتى سُدًا
وكان الضّلال بما قد ذكَرْ

وحينئذ تضع الحاملات
إناثًا وعَزَّ عليها ذَكَرْ

لتكبر نِسْوانهم مثل ما
تقلّ الرّجال بهذا قَدَرْ

وطاعون عام ثلث يَعُم
فينجو إذٍ واحدٌ من عشرْ

وحمى ثمان قد استحكمت
فكم أهلكت ريحها من بشرْ

وبالغَور غارَ المكان الذي
يسمى ويذكر فيها زَغَرْ

وقصر المقوقس من جانب
سيصبح منخسفًا قد بَتَرْ

ولا بدَّ في النّيل من دابّةٍ
مُدَوّرة دوران البَكَرْ

لها أرُوسٌ ولها أرجُلٌ
وبالناب والظّفر يَلقى الظَفَرْ

تطيرُ فتخطف من صادفت
وتزدرد الخيل ثم البقر

وتبلع للبكر من حَلقِهِ
ببطن تصغر منها الكِبَرْ

فلا يقدرون على ردّها
فكم خائف مُبعد قد صَدر

تقيم بها سنة حيث ما
أتَوا وجدوها وزادَ الضَّرَرْ

فيبتهل الناس في دفعها
إلى الله في ليلها والبُكَرْ

فتذهب عنهم كأن لم يكن
وكانت عذابًا لهم مُحتَضَرْ

ويقتتل الطير حتى ترى
على الأرض يأكل ما انفطَرْ

تظن لكثرةِ ما قد هَوى
كأنَّ الجرادَ عليها انتشَرْ

ويُنسَى الكتاب وتمحى الكتابة
فكم كاتبٍ لم يجد ما سَطَرْ

ويأتي النجاشي في جيشه
لهدم المقام وحجر الحجَرْ

وكعبة مكة لا بدَّ أن
سَتُلقى حجارتُها في البحرْ

وتترك يثرب سكانها
ويا رُبَّ راع بها قد عبَرْ

وتفنى الخيار وتبقى الشرار
بعاشر قَرن ختام السِّيَرْ

إذا استوت التِّسعُ أعدادها
فينفخ في الصّور يُحيي الصُّورْ

يموتون ثم إذا ما دُعُوا
أجابوا ففي جنةٍ أو سَقَرْ

وتنبت كما تنبت البقل هم
ينبتون إن شخصهم قد دَثرْ

إذ أمُطِرت كمَني الرّجال
ففي الأربعين نمو البَشرْ

وعرضُهم يوم تُطوى السماء
كَطَيِّ السِّجِلِّ على من قهرْ

وتنحلّ عُقدة أزرارها
فكم كوكب كان فيها انتثر

ويشفع فينا النبيّ الذي
شفاعته أرْصِدَتْ للكِبَرْ

على أحمد وعلى آله
وأصحابه الطّيبين الغُرَرْ

صلاة من الله سبحانه
وثنا يطول فلن يختصرْ

فدونك من علمنا نبدَة
هي الجفر دهنك عنها انفجرْ

لستٍ وستين في ستة
تطمئن بها لك عِقْد الدُّرَرْ

تمت بحمد الله تعالى وعونه

عدّتها ثلثمائة إحدى وستين بيتًا

وصلَّى اللهُ على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلَّم

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...