بلا شك، إنّ من النقاط المهمّة والمفصلية في تربية الطفل وتنشئته تنشئة إسلامية وقرآنية خاصّة هي الجوّ الأسري والمحيط العائلي الذي ينمو فيه، وللأمّ بالخصوص الدور الكبير والعظيم في هذا الأمر لقربها من الطفل بحكم أمومتها ورعايتها له منذ أن كان جنيناً بين أحشائها؛ لذا رأينا من الضروري مخاطبة الأمّ المؤمنة بذكر بعض هذه الارشادات والنصائح لبلوغ هذا الهدف المقدّس والرائع:
1- استمعي للقرآن وهو جنين
الجنين يتأثر نفسياً وروحياً بحالة الأم وما يحيط بها أثناء الحمل، فإذا ما داومت الحامل على الاستماع للقرآن فإنّها ستحسّ براحة نفسية ولا شك، وهذه الراحة ستنعكس إيجاباً على حالة الجنين؛ لأنّ للقرآن تأثيراً روحياً على سامعه، وهذا التأثير يمتدّ حتى لمَن لا يعرف العربية، فضلاً عن من يتقنها.
راحتك النفسية أثناء سماعك للقرآن = راحة الجنين نفسه
استماعك في فترة محدّدة وإن كانت قصيرة نسبياًستؤثّر عليك وعلى الجنين طول اليوم
2 – استمعي للقرآن وهو رضيع
من الثابت علمياًأنّ الرضيع يتأثّر بل ويستوعب ما يحيط به، فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل،إلا ان هذه الحاسة عند الكبار يمكن التحكم بها باستعادة ما خزن من مفردات. أما الرضيع فإنه يخزن المعلومات والمفردات لكنه لا يستطيع استعادتها أو استخدامها في فترة الرضاعة، غير أنه يستطيع القيام بذلك بعد سنّ الرضاعة. لذلك فإنّ استماع الرضيع للقرآن يومياً لمدة 5-10 دقائق (وليكن 5 دقائق صباحاً وأخرى مساءً) يزيد من مفرداته المخزنة، ممّا يسهل عليه استرجاعها بل وحفظ القرآن الكريم فيما بعد.
3 – أقرئي القرآن أمامه (غريزة التقليد)
هذه الفكرة تنمي عند الطفل حبّ التقليد، فقراءتك للقرآن أمامه أو معه يحفّز؛ بل ويحبّب القرآن للطفل، بخلاف ما لو أمرتيه بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الأمر أكمل ما لو اجتمع الأب والأم مع الأبناء للقراءة، ولو لفترة قصيرة.
4 – اهديه مصحفاً خاصاً به (غريزة التملّك)
إنّ اهداءك مصحفاً خاصّاً لطفلك يلاقي تجاوباً مع حبّ التملّك لديه. وإن كانت هذه الغريزة تظهر جليّاً مع علاقة الطفل بألعابه، فهي أيضاً موجودة مع ما تهديه إياه. اجعليه إذاً مرتبطاً بالمصحف الخاص به، يقرأه و يقلّبه متى شاء.
5- اجعلي يوم ختمه للقرآن يوم حفل(الارتباط الشرطي)
هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبّب لديه، لا يتكرر إلا بختمه لجزء معيّن من القرآن. فلتكن حفلة صغيرة يحتفل بها بالطفل تقدّم له هدية بسيطة لأنّه وفى بالشرط. هذه الفكرة تحفّز الطالب وتشجع غيره للإنهاء ما اتفق على انجازه.
6 – قصّي له قصص القرآن الكريم
يحب الطفل القصص بشكل كبير، فقصي عليه قصص القرآن بمفردات وأسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغيأن يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن، وليكن ختام القصّة قراءة لنص القرآن؛ ليتمّ الارتباط وتنمية مفردات الطفل خصوصاً المفردات القرآنية.
7 – أعدّي له مسابقات مسلّية من قصار السور
(لمن هم في سن 5 أو أكثر)
هذه المسابقة تكون بينه وبين إخوته أو بينه وبين نفسه، كأسئلة وأجوبة متناسبة مع مستواه.
فمثلا يمكن للأم أن تسأل ابنها عن :
كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج :رحلة
فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج: الشتاء والصيف
اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج: الجوع
أو: اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم أو في سور معينة؟
وهكذا بما يتناسب مع سن و فهم الطفل.
8 – اربطي له عناصر البيئة بآيات القرآن
من هذه المفردات: الماء/السماء/الارض /الشمس / القمر/ الليل/ النهار/ النخل/ العنب/ العنكبوت/ وغيرها.
يمكنك استخدام الفهرس أو أن تطلبي منه البحث عن آية تتحدث عن السماء ــ مثلاً ــ ، وهكذا.
9- مسابقةأين توجد هذه الكلمة
فالطفل يكون مولعاً بزيادة قاموسه اللّفظي. فهو يبدأ بنطق كلمة واحدة ثم يحاول في تركيب الجمل من كلمتين أو ثلاث، فلتكوني معينة له في زيادة قاموسه اللفظي وتنشيط ذاكرة الطفل بحفظ قصار السور والبحث عن مفردة معينة من خلال ذاكرته، كأن تسأليه أين توجد كلمة الناس أو الفلق أوغيرها.
10- اجعلي القرآن رفيقه في كل مكان
يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأن تجعلي جزء عم في حقيبته مثلاً،وهذا يريحه ويربطه بالقرآن خصوصاً في حالات التوتّر والخوف، فإنه يحس بالأمان ما دام القرآن معه على أن يتعلّم آداب التعامل مع المصحف الشريف.
11- اربطيه بالوسائل المتخصصة بالقرآن وعلومه
(القنوات المتخصصة بالقرآن، أشرطة، أقراص، مذياع وغيرها)
هذه الفكرة تحفّز فيه الرغبة في التقليد والتنافس للقراءة والحفظ خصوصاًإذا كان المقرئون والمتسابقون في نفس سنّه ومن نفس جنسه. رسّخي في نفسه أنه يستطيع أن يكون مثلهم أو أحسن منهم اذا واظب على ذلك.
12- اشتري له اقراصاً تعليمية
يمكنك استخدام بعض البرامج في الحاسوب لهذا الهدف؛ كالقارئ الصغير أو البرامج التي تساعد على القراءة الصحيحة والحفظ من خلال التحكّم بتكرار الآية وغيره. كماأن بعض البرامج تكون تفاعلية فيمكنك تسجل تلاوة طفلك ومقارنتها بالقراءة الصحيحة.
13- شجّعيه على المشاركة في المسابقات
(في البيت/المسجد/المكتبة/المدرسة/المدينة….)
إنّ التنافس أمر طبيعي عند الأطفال، ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم؛إذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن لوحده لكنّه يتشجّع ويتحفّز إذا ما دخل في مسابقة أو نحوها؛ لأنّه سيحاول التقدّم على أقرانه، كما أنّه يحب أن تكون الجائزة من نصيبه. فالطفل يحب الأمور المحسوسة في بداية عمره، لكنّه ينتقل فيما بعد من المحسوسات إلى المعنويات. فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجّع الطفل على حفظ القرآن الكريم.وقد يكون الحفظ في البداية رغبة في الجائزة، لكنّه فيما بعد سيتأثّر معنويّاً بالقرآن ومعانيه السامية.
كما إنّ هذه المسابقات تشجّعه على الاستمرار والمواظبة، فلا يكاد ينقطع حتى يبدأ من جديد فيضع لنفسه خطّة للحفظ. كما إنّ احتكاكه بالمتسابقين يحفزه على ذلك فيتنافس معهم، فإن بادره الكسل ونقص الهمة، تذكّر أن من معه سيسبقوه، فيزيد ذلك من حماسه.
14- سجّلي صوته وهو يقرأ القرآن
فهذا التسجيل يحثّه ويشجّعه على متابعة طريقه في الحفظ؛ بل إنّه حتى إذا ما نسي شيئاً من الآيات أو السور، فإنّ سماعه لصوته يشعره أنّه قادر على حفظها مرة أخرى. أضيفي إلى ذلك أنّك تستطيعين إدراك مستوى الطفل ومدى تطوّر قراءته وتلاوته.
15- شجّعيه على المشاركة في الإذاعة المدرسية والاحتفالات الأخرى
مشاركة طفلك في الإذاعة المدرسية ــ خصوصاً في تلاوة القرآن ــ تشجّع الطفل ليسعى سعياً حثيثاً أن يكون مميّزاً ومبدعاً في هذه التلاوة. خصوصاًإذا ما سمع كلمات الثناء من المعلم ومن زملائه. وينبغي للوالدين أن يكونا على اتصال بالمعلّم والمسؤول عن الإذاعة المدرسية لتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها الطفل، وليحسّ الطفل بأنّه مهمّ فيتشجّع للتميّز أكثر.
16- استمعي له وهو يقصّقصص القرآن الكريم
من الأخطاء التي يقع فيها بعض المربين هي عدم الاكتراث بالطفل وهو يكلّمهم، بينما نطلب منهم الانصات إلينا عندما نكون نحن المتحدّثين. فينبغي حين يقص الطفل شيئاً من قصص القرآن مثلاًأن ننصت إليه ونتفاعل معه ونصحح ما قد يقع منه في سرد القصة بسبب سوء فهمه للمفردات أو المعاني العامة. كماأن الطفل يتفاعل بنفسه أكثر حين يقص هو القصة ممّا لو كان مستمعاًإليها، فإن قصّ قصة تتحدّث عن الهدى والظلال أو بين الخير والشر فإنه يتفاعل معها فيحب الهدى والخير ويكره الظلال والشر. كما أن حكايته للقصة تنمي عنده مهارة الالقاء والقص. والاستماع منه أيضاً ينقله من مرحلة الحفظ إلى مرحلة الفهم ونقل الفكرة، ولذلك فهو سيحاول فهم القصة أكثر ليشرحها لغيره،إضافة إلى أنّ هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه. فعليك بالإنصات له وعدم اهماله أو التغافل عنه.
17- حضّيه على إمامة المصلّين (خصوصاً النوافل)
ويمكن للأمّأن تفعل ذلك مع طفلها في بيتها كذلك،فيؤمّ الأطفال بعضهم بعضاً وبالتناوب، خصوصاً في النوافل.
18- اشركيه في الحلقة المنزلية
إنّ اجتماع الأسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم و تأثير آخر للقرآن الكريم؛ لأنّ هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقرآن، فيحس الطفل أن القرآن مختلف عن كل ما يدور حوله. ويمكن للأسرة أن تفعل ذلك ولو لـ 5 دقائق.
19- ادفعيه لحلقة المسجد
هذه الفكرة مهمّة، وهي تنمي لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد،إضافة إلى المنافسة.
20- اهتمّي بأسئلته حول القرآن
احرصي على إجابة أسئلته بشكل مبسّط وميسّر بما يتناسب مع فهمه، ولعلك ان تسردي له بعضاً من القصص لتسهيل ذلك.
21- وفّري له معاجم اللّغة المبسّطة (10 سنوات وما فوق)
وهذا يثري ويجيب على مفردات الأم والطفل، مثل: معجم مختار الصحاح والمفردات للأصفهاني وغيرها.
22- وفّري له مكتبة للتفسير الميسّر(كتب، أشرطة، أقراص)
ينبغي أن يكون التفسير ميسّراً وسهلاً؛ كالتفسير المعينأو شريط جزء عم مع التفسير. كما ينبغي أن يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الآيات، بدءاً بالقرآن نفسه ثم مروراً بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءً بكتب التفسير.
وهذا الترتيب هدفه عدم حرمان الطفل من التعامل مباشرة مع القرآن، بدلاً من الاتكال الدائم على آراء المفسّرين واختلافاتهم.
23- اربطيه بأهل العلم والمعرفة
ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل، فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة بنفسه؛ وبذلك يستفيد الطفل ويتعلّم. وكم من عالم خرج إلى الأمة بهذه الطريقة.
24- ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريم
ينبغي للأم والمعلّم أن يربطا المقرّرات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم؛ كربط الرياضيات بآيات الميراث والزكاة، وربط علوم الأحياء بما يناسبها من آيات القرآن الكريم وبقيّة المقررات بنفس الطريقة.
25- ربط المفردات والأحداث اليومية بالقرآن الكريم
فإن أسرف؛ نذكّره بالآيات الناهية عن الإسراف، وإذا فعل أي فعل يتنافى مع تعاليم القرآن؛ نذكّره بما في القرآن من إرشادات وقصص تبيّن الحكم في كل ذلك.
كيف نستفيد من هذه الافكار
1- اكتبي جميع الأفكار في صفحة واحدة.
2- قسّميها حسب تطبيقها (سهولتها وإمكانية تطبيقها)، واستمرّي عليها.
3- التزمي بثلاث أفكار، ثم قيّمي الطفل وانقليها لغيرك لتعمّ الفائدة.
4- انتقلي بين الأفكار مع تغير مستوى الطفل.
نقلاً عن موقع”فاطمة الزهراء”الالكتروني،بتصرّف.