مراحل البحث والتدوين
نُشير إشارة مقتضبة إلى المراحل التي طوتها ” موسوعة الأحاديث الطبّية ” في
الجمع ، والبحث ، والتدوين من أوّلها إلى آخرها وذلك لإطلاع الباحثين على الجهود
المبذولة في إعدادها .
1 . نقطة البداية
لقد بدأنا جمع الأحاديث الطبّية ، من النصوص المتعلّقة بأجهزة الجسم لتحقيق
الهدف الّذي مرّ شرحه ، وهكذا قام الأخ الفاضل أحمد سعادَت فَر بإعداد هذا
المشروع الّذي يشمل جمع الأحاديث على أساس التقسيم الطبّي للجسم ، وقد
تولّى الأخ الفاضل مرتضى خوش نصيب – أحد محقّقي دار الحديث – جمع
الأحاديث المتعلّقة بالموضوع عبر المفردات الأصلية ذات العلاقة ، وذلك بالاستعانة
ببرامج الحاسوب الآلي .
2 . التنظيم الأوّلي
لقد أنجزتُ التنظيم الأوّليّ لروايات القسم الثالث بعد أن قام الأخ سعادت فر بجمع
الأحاديث وربطها بالمشروع الأوّل ، واستنتجتُ أثناء العمل أنّ ما جُمع لا يكفي
لتحقيق الأهداف المتوخّاة ، من أجل هذا رأيتُ من الضروريّ أن تضاف إليها
الأحاديث التي تبيّن رؤى أئمّة الإسلام في علم الطبّ ، وآدابه ، والإرشادات الطبّية ،
والمرض والحكمة منه ، وواجبات المريض ، والتمريض ، وعيادة المريض ،
والخواصّ الطبّية للأطعمة والأعشاب ؛ فاخترتُ قسماً من الموارد المطلوبة من
المصادر المعدَّة في دار الحديث ، وتعهّد الأخ الفاضل محمّد تقي سبحاني نيا – أحد
محقّقي دار الحديث – بالقسم الآخر .
ومن الجدير ذكره أنّي قد تولّيتُ اختيار الأحاديث وتقويمها ، وعنونتها ،
وتنظيمها .
3 . التخريج
لمّا تمّ التنظيم البدائيّ للموسوعة ورُفعت النقائص الموجودة ، كُلّف القسم المختصّ
بتخريج الأحاديث ، وأُنجزت التنقيبات اللازمة في هذه المرحلة عن طريق
البرمجيّات ، ونُظّمت عناوين المصادر المعثور عليها على أساس حجم وثاقتها ، وإذا
ما وُجد متن أقوى استُبدل بالمتن الأصليّ ، ويسترعي انتباهنا هنا عدد من
الملاحظات الآتية ، وهي كما يلي :
أ – تمّ في هذه المرحلة حذف الرواية المكرّرة ، ولكن استُثنيت بعض الحالات ،
وهي :
1 . وجود نكتة مهمّة في متن الحديث .
2 . وجود اختلاف في الألفاظ بين النصوص الحديثيّة الشيعيّة والسنّيّة .
3 . إذا كان الحديث متعلّقاً ببابين أو أكثر ، بشرط ألاّ يكون طويلا .
وفي غير هذه الموارد أُشير إلى الروايات المتكرّرة في المصادر المختلفة عن
طريق إحالة في الهامش طبقاً لمنهج دقيق متّبَع .
ب – إذا تيسّر الحصول على مصادر الحديث الأصليّة نقلناه منها ، وإلاّ نقلناه من
الكتب التي هي واسطة في النقل .
ج – يعدّ بحار الأنوار من المجاميع الروائيّة الشيعيّة ، وكنز العمّال من المجاميع
الروائيّة السنّيّة ، فلذا حاولنا إدراجهما في نهاية كلّ تخريجه بغية تيسير السبيل أمام
القرّاء للعودة إلى الحديث .
د – بعد ذكر مصادر الحديث والتوثيق لها في الهامش ، قد تأتي أحياناً إحالة إلى
مصادر أُخرى أُشير إليها بكلمة ” راجع ” ، ممّا يعني في نسق هذه المنهجيّة وجود
اختلاف كبير بين النصّ المنقول في الكتاب والنصّ المحال عليه ؛ وفي الوقت ذاته
يعدّ الاطّلاع عليه نافعاً .
4 . نقد النّصّ والتنظيم النّهائي
بعد تخريج المصادر والتنضيد الأوّليّ للحروف المطبعيّة قام الأخ الفاضل رسول
أُفقي – أحد محقّقي دار الحديث – بمراجعة متن الكتاب ونقده ، ثُمّ عرضه عليَّ مع
عدد من الاقتراحات ، فراجعته ودقّقت فيه مرّة أُخرى مع الاهتمام بالاقتراحات
المعروضة ، وأجريتُ عليه الإصلاحات المطلوبة في الشكل والمحتوى .
5 . إعداد المدخل والتحليلات المطلوبة
وهي آخر مرحلة من مراحل تدوين موسوعة الأحاديث الطبّية ، وإنّني تولّيتُ
إنجازها بعد الفراغ من المراحل السابقة ، وبالنظر إلى الملاحظات الجديدة التي بدت
لي إبّان إعداد التحليلات ، تمّ تغيير الانتقاء السابق في قسم من الكتاب في سياق
إضافة بعض الأبواب والعناوين الجديدة .
6 . كيفيّة تدوين الأحاديث
إنّ أهمّ النقاط التي لوحظت في تدوين الأحاديث هي كالآتي :
أ – إنّ الميزان الذي اعتمدناه في اختيار النصّ من بين النصوص المتعدّدة هو
بلاغته وشموليّته وإن كان من مصدر أضعف ، وفي حالة تشابه النصوص قدّمنا
النصّ الوارد في أقوى المصادر اعتباراً .
ب – إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول الله – صلوات الله عليهم
أجمعين – من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كما قال الإمام
عليُّ بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) :
” إنّا عَنِ اللهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ ” . ( 1 )
وكما قال الإمام جعفرُ بنُ محمّد الصادق ( عليهما السلام ) :
” حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي
حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ ( عليه السلام ) حَديثُ الحَسَنِ ( عليه السلام ) ، وحَديثُ
الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ ( عليهم السلام ) ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ
رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، وحَديثُ رَسولِ اللهِ قَولُ اللهِ عزّ وجلّ ” . ( 2 )
من هذا المنظار تأتي كلمة ” السنّة ” في عنوان الكتاب لتعبّر عن هذا المدلول ،
وتؤدّي المعنى الّذي يفيد باستخدام الكتاب لكلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل
بيته ( عليهم السلام ) على حدّ سواء .
ج – تمّ تسجيل الأحاديث النبويّة وأحاديث أهل البيت بالتوالي ابتداءً بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله )
وانتهاءً بالإمام المهديّ عجلّ الله فرجه ، ومن الطبيعي أنّ اتّساق بعض الأحاديث في
المضمون قد يُفضي إلى إهمال الترتيب المذكور .
د – إذا رُوي حديث عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وعن أهل بيته على حدّ سواء ، يأخذ حديث
النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) موقعه في المتن ، على حين يُشار إلى الحديث الآخر ويُوَثّق له في
الهامش .
ه – تصدّر الأحاديث باسم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) إلاّ إذا تطلّب نصّ الحديث
ذِكرَ راويهِ ، وحينئذ يرد عنوان الكتاب الذي نُقل عنه الحديث في البداية .
أ – للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) أسماء وألقاب متعدّدة ، من هنا وقع الاختيار على
واحد منها ؛ ليعبّر عن المرويّ عنه على نحو ثابت .
ز – التزمنا بذكر التحيّة : ” صلّى الله عليه وآله ” بعد اسم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، و ” عليه
السلام ” بعد أسماء الأنبياء والأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، و ” عليها السلام ” بعد اسم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وإن كان ذلك لم يرد في المصدر الأصلي ، أو ورد بعبارات
أُخرى ؛ إجلالا لهم وتكريماً .
7 . إجراءات ثانويّة
المراجعة ، وشرح المفردات الغريبة ، والمقابلة والتصحيح ، وتشكيل الكلمات
وضبطها ، وترجمة المداخل والتحليلات إجراءات ثانويّة مهمّة أُخرى يقوم بها أُولو
التخصّص والخبرة ، ومن ثَمَّ يتهيّأ الكتاب للطبع والنشر .
يطيب لي في الختام أن أُقدّم جزيل الشكر لجميع الإخوة الفضلاء والباحثين
العاملين في دار الحديث على جهودهم المحمودة المباشرة وغير المباشرة في تنظيم
هذه المجموعة النفيسة ولا سيّما الإخوة الأعزّاء مرتضى خوش نصيب ، ومحمد تقي
سبحاني نيا ، ورسول أُفقي ، كما أُقدّم بالغ التقدير للأخ الكريم أحمد سعادت فر
لتعاونه مع دار الحديث في إعداد القسم الثالث من هذه المجموعة ، والأستاذ الكريم
مهدي مهريزي لإتحافه إيّاي بمدوَّناته في مجال الأحاديث الطبّية .
وأسأل الله تعالى أن يمنّ عليهم جميعاً بما يستأهلونه من أجر وثواب ، وفضل
وكرامة ، وبما يليق بفضله وجوده جلّ شأنه .
ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم .
محمّد المحمّدي الرَّيْشَهري
12 فروردين 1382 ش
28 محرَّم 1424 ق
1 آوريل 2003 م
القسم الأوّل : الطِّبابَةُ
وفيه فصول :
الفصل الأوّل : الطّبابة في منظار الإسلام
الفصل الثاني : آداب الطّبابة وأحكامها
الفصل الثالث : إرشادات طبّيّة
الفصل الأوّل : الطِّبابة في منظار الإسلام
1 / 1