الرئيسية / منوعات / ذكر الحسين (عليه السلام) في القطيف ثابت وآل سعود عاجزون عن اقتلاعه

ذكر الحسين (عليه السلام) في القطيف ثابت وآل سعود عاجزون عن اقتلاعه

لطيفة الحسيني

معاناة المُسلمين الشيعة في القطيف والأحساء لا تتوقف لحظةً. وكأنّ قدر هؤلاء مُصاحبة القهر والجور حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، أو ربّما حتى يندحر آل سعود عن الجزيرة العربية.

مع كلّ موسم عاشورائي، تشتدّ قبضة النظام بوجه المُستضعفين. السلطة لا ترى في مراسم إحياء حُزن آل البيت (ع) سوى تهديد أمني. التضييق يتفاقم سنة بعد سنة، ولا يبدو أن أجهزة الدولة تُراجع تعسّفها، مقابل شراهة غير مسبوقة تحملها على الارتماء في الحضن الاسرائيلي.

آخر المعلومات تقول إن السلطات استنفرت أدواتها وقوّاتها من أجل التعتيم على الذكرى الأليمة وكلّ التحضيرات التي ينشغل بها أهالي القطيف والأحساء، والغاية إفشال الإحياء أو محاصرته على أعلى مستوى.

فعاليات القطيف عنونت موسم الأحزان بـ”آمرًا بالمعروف”، غير آبهة بحجم القمع الذي تمارسه السلطات. التدخّل في تفاصيل التفاصيل، من طريقة وضع السجاد وتوزيع المقاعد ومكان جلوس القارئ، يُبيّن حقد النظام وشططه بوجه الأقلية الشيعية في الجزيرة.

مأتم وموكب الإمام الحسين (ع) بالقطيف – القلعة يُعدّ من أشهر الأماكن التي تُقيم مجالس عزاء حسينية في شهر محرم من كلّ عام. مع بدء ذكرى عاشوراء، مارست السلطات حربًا نفسية لَلَجم المواطنين وثنْيهم عن المشاركة، أو تحديد طريقة حضورهم.

مصادر خاصة بموقع “العهد الإخباري” أوضحت كيف يجري تطويق المجالس، فأشارت الى منع قراءة المجلس خارج الحسينية خلافًا للسنوات السابقة، ولفتت الى أن الحظر طال أيضًا مدّ الشوارع والساحات بالسجاد حتى لا يجد الناس مكانًا ليجلسوا فيه.

بحسب المصادر، الاجراءات وصلت الى حدّ عزل الطرق عن بعضها بعضًا في الساحة التي تشهد إحياءً بشكل تكون فيه منفصلة ما يُسهّل على الأمنيين المراقبة والتحكّم بالمجلس، وعندها تستطيع قوات الأمن السيطرة على المارة، فيما مُنع إغلاق الطريق المؤدي الى داخل المجلس الحسيني، وهو ما لم يكن ساريًا في السابق. أمّا تحديد مستوى مُكبّرات الصوت وطريقة رفع الشعارات والأعلام فوق المنازل والحسينيات والطرق فقصّة أخرى.

على الرغم من ذلك، يُصرّ أهالي القطيف في القرى والأحياء والشوارع كافة على التوافد باستمرار حتى لو جلسوا على العُشب، فهدفهم إحياء هذه السنّة مهما بلغت المصاعب وصولًا الى المسيرة العاشورائية يوم العاشر من محرم.

القيود المشدّدة ستظلّ. عقل آل سعود وموظّفيهم لا يفهم سوى لغة الاضطهاد، غير أن أتباع أهل البيت (ع) ثابتون على الإحياء متّخذين من خطبة السيدة زينب (ع) بوجه يزيد “كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا”، مبدأً دائمًا.

التحدّي الأبرز في هذه المواجهة يقع في المواكب التي يُمثّل استمرار خروجها مقاومة دينية حقيقة، خاصة في ظلّ مواصلة بعضها التحرّك في الحسينيات والمساجد حتى ولو كانت بلا ضجّة وذلك بعد حصولهم على تصريح، إلّا أن الغالب هو توقّفها على نحو واسع، وأحدث الأخبار تقول إن السلطات حظرت خروجها في الشوارع للمرة الأولى منذ انتفاضة مُحرم 1400، والاكتفاء بها داخل الحسينيات.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...