بعد تعطيل دام 5 أشهر للمفاوضات النووية الإيرانية، تبدأ الجولة الجديدة فعالياتها من جديد في عاصمة النمسا، وذلك، مع إصرار الفريق الإيراني المفاوض على موضوع إلغاء الحظر بشكل مؤثر ومستديم عن إيران، من أجل الوصول إلى الاتفاق المنشود عبر هذه المباحثات.
وفي هذا السياق، سرّع إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضخ الغاز في مئات أجهزة الطرد المركزي، في قرار استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، في فيينا، في محاولة جديدة لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأعلن المنسق الأوروبي في المفاوضات النووية إنريكي مورا أن هذه المفاوضات ستستأنف يوم غد الخميس في العاصمة النمساوية.
وفي محاولة لزيادة الضغط على إيران، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات جديدة على 6 شركات أجنبية مرتبطة بقطاع النفط والبتروكيماويات الإيراني، وردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الإجراء بخطوة متقدمة، تمثلت بضخ الغاز في مئات أجهزة الطرد المركزي.
وأكد مورا في تصريح له اليوم، أنه قد توجه إلى فيينا بالفعل، لاستئناف محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن كبير المفاوضين الإيرانيين في مباحثات فيينا علي باقري كني، سيتوجه إلى فيينا خلال الساعات القادمة لاستئناف المفاوضات مع مجموعة (أربع زائد واحد)، حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريح اليوم، أن إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق مستدام، يضمن حقوق الشعب الإيراني، وعلى باقي الأطراف أيضًا اتخاذ القرارات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، إذا كانت تريد التقدم إلى الأمام.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت أكثر من مرة أن إيران لن تتخلى عن نهج الدبلوماسية والمفاوضات للوصول إلى اتفاق نووي يكون جيدًا ودائمًا.
ويُشار إلى أنّ الولايات المتحدة تشارك في مفاوضات فيينا، ولكن بصورة غير مباشرة، بناءً على طلب إيران التي تعتبر، أن واشنطن لم تعد طرفًا في الاتفاق النووي، منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق في العام 2018.
أميركا: نعود إلى مفاوضات فيينا بتوقعات منخفضة
بالمقابل، نقل موقع “اكسيوس”، عن مسؤول أميركي لم يسمّه أن الولايات المتحدة وإيران ستستأنفان المحادثات غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا يوم غد الخميس.
وقال المسؤول الأميركي: “نعود إلى فيينا بتوقعات منخفضة، لكننا سنبذل جهدًا بحسن نية”.
وأفاد الموقع، بأن “المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن الاتفاق النووي على وشك أن يصبح غير ذي صلة، حيث اتخذت إيران خطوات لتعزيز برنامجها النووي والحد من عمل مفتشي الأمم المتحدة”.
وفي السياق نفسه، قال موقع “إيران بالعربي” إن المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي، ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتوجهان إلى العاصمة النمساوية فيينا لاستئناف المفاوضات النووية.
وقدم بوريل، مؤخرًا مسوّدة اتفاقية جديدة ومحدّثة، ودعا إيران إلى اتخاذ قرار بشأن الاقتراح.
وكتب في مقال افتتاحي في “الفاينانشيال تايمز” الأسبوع الماضي أنه بعد 15 شهرًا من المفاوضات “مساحة التنازلات المهمة الإضافية قد استنفدت”، معتبرًا أن “مسوّدة الاتفاق تمثل أفضل صفقة ممكنة، وإذا تم رفضها، فإننا نخاطر بحدوث أزمة نووية خطيرة”.