/ 2
▪️ تيار مقتدى الصدر وخلاف البيوتات :
يدرك المطلعون أن دافعا أساسيا يحرّك زعيم التيار الصدري : هو كراهيته للبيوتات العلمية في النجف الأشرف.
— التيار الصدري في أساسه تيار ديني – إجتماعي. تأسس على خلفية دينية وعوامل طبقية حادة.
— مهما بلغ الخلاف على تقييم زعيم التيار فهو يبقى (رجل دين نجفي) منتمي إلى بيئتها الإجتماعية، وليس غريباً عن مؤسستها الدينية، وقد حصل على مكانته بفضل هذين الانتمائين.
— يتحرك زعيم التيار بدافع نظرته السلبية تجاه أغلب الأسر العلمية في النجف الاشرف. وقد ألقَتْ هذهِ المسألةُ بظلالِها على حركتِه الإجتماعية والسياسية.
– وهو يستثمر الشعورَ العميقَ بالغبن الطبقيّ لدى غالبية أنصارِه كمحفّزٍ لكراهيةِ البيوتات وعلماءِها، متّهماً إيّاهم بالأرستقراطية وعدم تأييد مرجعيةِ والدهِ الشهيد .
– كما يستثمر النزعةَ القوميةَ لدى جمهوره ذي الجذور القبلية لإتهام مخالفيه “باللا عروبة”.
— سمةُ العنف في معالجة الخصوماتِ ومواجهة المخالفين ، ودفعِ الأتباع للشارع في كل أزمةٍ مع الغير ، كانت عناصر تفوّقٍ إستعملها لموازنة السلطة الدينية القوية لكبار الفقهاء والمؤسساتِ الإسلامية والكياناتِ السياسية ، وأداةَ تهديدٍ لنفوذ البيوتات العريقة في المجتمع الشيعي .
— فالصراع في عمقِه وخلفيتِه يستبطن صراعَ نفوذٍ دينيّ ، ومساعي دؤوبة لإنتزاعِه من هيمنةِ البيوتات الأخرى.
— يعتقد زعيم التيار أن البيوتاتِ قد قررت في مرحلة معينة تهميش أسرة “الصدر” وشطب مكانتها بين الأسر العلمية. وهو يرغب بإستعادة موقعية “آل الصدر” وحصتهم اللائقة من النفوذ الديني، رغم تصفية أبرز أعلامهم على يد النظام العفلقي المجرم ، وعدم بقاء شخصياتٍ من الوزن الثقيل تفرض إستمرار المجد العلمي لتلك الأسرة المضحية.
— ولأنه لا يمتلك من أدوات النفوذ الديني (وأهمها النبوغ العلمي وثقة العلماء بشخصه) سوى عنوانه الأُسَري , لذا لجأ لتوظيف الساحة الجماهيرية بهدف التعويض . وهو يلجأ الى تحشيد الجموع في الشارع للإعلان عن قوته وسلطته الدينية البديلة .