56ـ فعندها صرخت في الحال فاطمة حتى لقد خلت أن القصر قد طبقا
57ـ وأقبلت وهي تشكي تستغيث على قتل الحسين وتذري الدمع مندفقا
58ـ والهفتاه لحزني فيك يـا ولـدي واحسرتا يا قتيل الصحب والرفقا
59ـ واطول لهفي عليك اليوم يا ولدي لأهجرن سهـادي فيك والأرقـا
60ـ وظل من حولها النسوان في ثكل يندبن للسـبط لا لهـوا ولا ملقا
61ـ هناك قامت و ضمتني براحتهـا لصدرها فسكبت الـدمع مندفقـا
(56) انطبق الشئ : صار مطبقا خلاف المنبسط ، والمراد هنا الانهيار والسقوط كان أعلاه أطبق على أسفله .
(57) تشكي : كذا في المصدر ، والصحيح : « تشكو » لا يقال : لعل التاء حذفت للتخفيف كما يقال : « تسطيع » في « تستطيع » وهو في الشعر كثير ، لأن التصريف هنا قد اختلف وهناك ثابت فمضارع شكا يشكو ، واشتكى يشتكي ، وهو ثابت في « يستطيع » هذا ولا ضرورة للتكلف فلو قال تشكو صح دون أي أختراق ولعله من خطأ النساخ أو الطباعة .
أذرت العين دمعها : صبته .
أندفق الماء : أنصب ، ودفق الماء : صبه بشدة .
(58) لهف على ما فات : حزن وتحسر .
قوله : « قتيل الصحب والرفقا » أراد : المقتول صحبه ورفقاؤه .
(59) سهد : أرق ، وأرق : ذهب عنه النوم وبقي ساهرا . وقد أراد الشاعر معنى فأتى بعكس مراده فإن من أصابه الهم والكدر يلازم السهاد والأرق ولا يهجره . أو لعل تصحيفا وقع في « لأهجرن » ولعله الأقوى ، إذ أن منافاة الكلمة لما بعدها لا يخفى عن عامة الناس فضلاً عن الشاعر نفسه .
(60) ثكل : فقد الابن .
ندب الميت : بكاه وعدد محاسنه .
ملقه وتملق له : تودد إليه وتذلل وأبدى له بلسانه من الإكرام والود ما ليس في قلبه . وقد أبدع الشاعر كثيرا في قوله : « لا لهوا ولا ملقا » في تبيان حقيقة بكائهن الخالص من الشائبة .
(61) الراحة : الكف ، باطن اليد .
مندفقا : قد مرت الكلمة في البيت (57) ولو قال :
« منبثقا » كان أسلم . وانبثق الماء : انفجر وفاض .