الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني 28
6 أبريل,2023
الاسلام والحياة, زاد الاخرة
978 زيارة
28
أنظر إليه – عجّل الله فرجه وجعلني فداه – كيف يبالغ بالاهتمام بخلط شيعتهم بهم ، حتى لا يخـتزلوا دونهم ، فتارةً : أنهم في أصل الخلقة منهم ، وتارةً بأن الذنوب الصادرة منهم منشؤها الاتكال على محبتهم ، وتارةً التضرّع إلى ربّه في تكميل نقصهم بفاضل حسنات ساداتهم ومواليهم.
فيا أخي !.. هم يعلمون ما لا نعلم ، وهم الذين قالوا : لا تنظروا إلى المعصية ، ولكن انظروا إلى من عصيتم. البحار : 74/77..
فلعلمهم بخطر معاصينا ، وشدة خوفهم علينا من الهلكة ، أرشدونا إلى أنّ طريق النجاة المرجوة فيه السلامة إنما هو : بذل الجدّ والجهد في التشبّه بهم مهما أمكن ، بحيث يجعل الإنسان همّه في أن لا يفارقهم طرفة عينٍ ، لما ذكره الرضا (ع) بأن يكون اكتفاؤه من المؤمن سنّةًً من وليّه.
مراده بها أنّ هذه السنّة تستجمع السنن كلها ، بحيث أنّ الصبر بمراتبه الثلاث التي هي : الصبر في المصيبة ، وعلى الطاعة ، وعن المعصية ، لا يُبقي بقية من السنن إلا وقد تضمنها.
وقد ورد التصريح في الأخبار الواردة في المتعة : بأني أكره للرجل منكم أن يترك خلّةً قد فعلها رسول الله (ص).
ففي الفقية عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن المتعة.
فقال: إني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا ، وقد بقيت عليه خلةٌ من خلال رسول الله (ص) لم يقضها. الفقيه: 3/463 ..
وروي : أن المؤمن لا يكمل حتى يتمتع. الفقية : 3/466 ..
وعن الصادق (ع) مرسلاً : إني لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله (ص) لم يأتها. [ الفقيه : 3/466 ] .. انتهى.(8)
(8)ولكن لا ينبغي الغفلة عن قانون التزاحم في المستحبات.. فإن الروايات بلسانها الأولي تدعو إلى الخلال الحسنة تاركة تقييم ظروف العمل بها بيد المكلف، معتمداً على بصيرته ومعرفته بقواعد الشريعة الأخرى. وكمثال على ذلك فإن روايات المتعة – كما ذكرها المصنف – تدعو إلى إحياء هذه السنة ، والتي تستنبطن علاج مشكلة قائمة في الحياة المعاشة ، لا تُحلُّ إلا بالزواج الدائم ، أو المنقطع ، أو السفاح ، ولا مجال للمقارنة بين الحرام وبين السنّة التي نادى بها النبي (ص) والأئمة من ذريته.. ولكن في المقابل نلاحظ نصاً آخر يبين ضرورة الالتفات إلى المقارنات الأخرى عند العمل بالسنّة وذلك كما روي عن ابي الحسن (ع) ، انه قال لبعض مواليه: “لا تلحّوا على المتعة ، إنما عليكم إقامة السنّة ، فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم ، فيكفرن ويتبّرين ويدعّين على الآمر بذلك ويلعنوننا ” (الوسائل ج 14/ص450.)..( المحقق )وهو يدل على أنهم لا يؤثرون عن شيعتهم الإخلال بسنّة من سننهم، وأن من فعل ذلك ، فقد تعرّض لدخول المكروه عليهم ، أعاذنا الله وإخواننا من ذلك ، ووفّقنا لإدخال السرور عليهم.
ولا بأس بالإشارة إلى نبذةٍ من سننهم التي اشتدّ بها اعتناؤهم ، بحيث ظهر منهم الالتزام والاهتمام بها على حدّ الاهتمام بالواجب ، عسى أن يوفّقنا الله للتأسّي بهم في الالتزام بها ، إلا مع المانع القوي ، والمعارض الأهم .
فمنها الوفاء بالعهد
فيفهم من طريقتهم (ع) أنّ المؤمن ينبغي أن لا يلتزم بالوعد ، حذراً من عروض العوارض ، فيقع في إخلاف الوعد، وهو محذورٌ عظيمٌ في نظرهم (ع). (9)
(9)لاحظ تعبير المؤلف بالمشعر بالتشديد في هذا المجال رغم انه لم تثبت الحرمة الشرعية – فقهاً – للإخلال بالوعد وخاصة مع العزم على الوفاء عند الوعد ثم طروء العارض .. فالمؤمن المراقب يصل إلى درجة يرى أن كل قبيح ومكروه عند المولى – وان لم تثبت حرمته الإلزامية – مما ينبغي تماشيه خوفاً من سخط المولى ولو بدرجة تناسب ذلك المكروه.. فإن المحب يتماشى موجبات كراهة حبيبه وأن لم يُلزمه بذلك ،كما نلاحظ في تعامل المحبين من أهل الدنيا فكيف بمن الحب رشحة من رشحات لطفه وفضله!!.( المحقق )
الشيخ البحراني الشيخ الكاظمي الطريق إلى الله 2023-04-06