مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية
1 فبراير,2024
زاد الاخرة
115 زيارة
مصباح 24
قال ، رضى الله تعالى عنه ، في المجلد الثالث من شرح كتاب التوحيد ، لشيخنا الصدوق ، القمي ،
رضى الله تعالى عنه -وهو كتاب عزيز كريم متفرد في بابه- في باب اسماء الله تعالى والفرق بين
معانيها وبين معانى اسماء المخلوقين . بهذه العبارة : المقام الثاني في رجوع تلك الصفات ، أى
الذاتية منها ، إلى سلب نقائصها . ولنذكر في هذه الغاية القصوى برهانين : البرهان الأول ، قد
بينا أن تلك المفهومات التي عندنا أمور وجودية ، وأنها لا سبيل لها إلى حضرة الأحدية ، تعالى
شأنه . فالذى عند الله ، جل جلاله ، منها ، لو كانت على المعنى الذي يليق بعز جلاله ، أمور
وجودية ؛ ولا ريب أنها صفات ؛ وأن الصفة ما يكون معه الشىء بحال ؛ وكل ما يكون معه
الشىء بحال ، يكون لا محالة غير ذلك الشىء بالضرورة ؛ وكل ما يكون غيرالمبدأ الأول وكان
أمراً ثبوتياً ، معلول الله . ثم ، ساق إلى آخر البرهان بذكر توالى فاسدة ، كلها مبتنية على تلك
المقدمات . ثم أقام ، قدس سره ، برهاناً آخر مبتنيآ على بعض مقدمات هذا البرهان . ثم قال
: هذه الذي ذكرنا إلى الآن ، هي البراهين العقلية على المطلبين المذكورين ؛ أي ، اشتراك
الصفات بين الخالق و المخلوق اشتراكاً لفظياً ؛ ورجوع الصفات الذاتية إلى سلب القائص .
وأما النقل فمتضافر ؛ بل يكاد أن يكون من المتواتر . إنتهى . وقد ذكر في “المقام الأول” – أي
مقام إثبات الإشتراك اللفظي بين صفات الخالق والمخلوق – برهاناً وصفة بـ “أجود البراهين”
. وعمدة مقدماته أن “الذات” يقال لما به الشيء هو هو ، و “الصفة” لما يكون معه الشىء بحال
.
2024-02-01